احلام مستغانمي

” ذاكرة الجسد “

[JUSTIFY]كنتُ رجلًا تستوقفه الوجوه، لأنّ وجوهنا وحدها تشبهنا، وحدها تفضحنا، ولذا كنت قادرًا على أن أحبَّ أو أكره بسبب وجه.
وبرغم ذلك، لست من الحماقة لأقول إنّني أحببتك من النظرة الأولى. يمكنني أن أقول إنّني أحببتك ما قبل النظرة الأولى.
كان فيك شيء ما أعرفه. شيء ما يشدّني إلى ملامحك المحبَّبة إليّ مسبَقًا، وكأنَّني أحببت يومًا امرأة تشبهك، أو كأنَّني كنت مستعدًّا منذ الأزل لأحبّ امرأة تشبهك تمامًا.
كان وجهك يطاردني بين كلّ الوجوه، وثوبك الأبيض المتنقّل من لوحة إلى أخرى، يصبح لون دهشتي وفضولي..
واللون الذي يؤثّث وحده تلك القاعة الملأى.. بأكثر من زائر وأكثر من لون.
هل يولَد الحبّ أيضًا من لون لم نكن نحبّه بالضرورة؟!
” ذاكرة الجسد ”

[/JUSTIFY]