صلاح الدين عووضة

نحتفل أم ننكسف ؟!

[JUSTIFY] *نفتأ نذكر حديث أبي عكر كلما حل أوان عيد الاستقلال..
*ففي أواخر العام (97) كلفني أستاذنا إدريس حسن بمحاورة أبي عكر هذا..
*وهو لمن لا يعلم – من جيل اليوم – الدكتور عثمان أبو عكر أحد رؤساء لجنة السودنة..
*كان كارهاً لحكم العسكر – كمقت كاتب هذه السطور له – وقال إنه نادم على نيلنا استقلالنا..
*وسبب ندمه هو هيمنة العسكريين على مقاليد الأمور طوال سنوات ما بعد الاستقلال (إلا قليلا!)..
*قال إنه لو كان يعلم كل شغف العسكريين هذا بالسلطة لما ساهم في سودنة الوظائف..
*ولتمنى بقاء الإنجليز لأنهم – حسب رأيه – أكثر (رحمة!) بالناس من عاشقي الانقلابات..
*بمعنى إنه لم يكن يمقت من العسكريين إلا هواة الانقلابات منهم ..
*ومما قاله أبو عكر – ونشرناه كما هو – أن الجيش ظهر دوره في السياسة عقب تحقيق الاستقلال..
*وهو دور جعل بلادنا أضحوكة – بين دول العالم – من حيث كثرة (البيانات الأولى!)..
*هكذا قال أبو عكر – آنذاك – ومن بعده أمين التوم..
*فقد كان قيادي حزب الأمة (التاريخي) مقاطعاً لوسائل إعلامنا تماماً كما محجوب شريف..
*وهداني تفكيري إلى حيلة (صحفية) أُخرج بها أحد أشهر رموز استقلالنا من قوقعة صمته النبيل..
*حيلة تمثلت في سؤاله عن دور – غير مدني – أشار إليه (أحدهم!) رداً على ما قاله رئيس لجنة السودنة..
*ثم كان ذاك أول – وآخر – تصريح صحفي لـ(العم) أمين إلى أن لاقى ربه..
*ولم يكن هدف كل من الرجلين التقليل من شأن الجيش وإنما تحميل عشاق السلطة منهم (المسؤولية!)..
*مسؤولية جر البلاد إلى مستنقع الشمولية بذريعة فشل الديمقراطية..
*والديمقراطية – كما نعلم – تصحح اخطاءها بنفسها وليس عبر (البندقية!)..
*ومن يقرأ تأريخ الديمقراطيات الراسخة في العالم يدرك ما نعنيه بحديثنا هذا..
*فهي لم يعترض مسيرها نحو النضج بيانٌ عسكري وإلا لكانت مثل (حالاتنا!) هذه..
*أي الحالة التي صرنا إليها بعد نحو خمسين عاماً من الحكم العسكري..
*فكل الذي كان موجوداً عند – وبُعيد – نيلنا استقلالنا فقدناه الآن ..
*فقدنا السكة الحديد ، وأسطولنا البحري ، وناقلنا الجوي ، ومشروع الجزيرة..
*وفقدنا نظامنا التعليمي ، وخدمتنا المدنية ، وانضباط (محافظاتنا)..
*وفقدنا جانباً من أراضينا ، وبعضاً من أخلاقنا ، وكثيراً من (سمعتنا!)..
*والأهم من ذلكم كله فقدنا حتى (استقلالنا !!).

الصيحة[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. ابو وليد وعبد الباقي وناهد الدبلوماسية اسره رائعة متواضعة الله يرحمة سبق ان جلست معه ف منزله العامر ب اهلة ف المنشية ومن تواضعة جلس معنا وداعبنا علي الونسة السودانية و لم اكن ادري بانه صندوق اسود للاسف وكان قبل هذا النظام البشع الغدار الله يشتت شملكم وشمل اسركم كل من شارك ف هذا الوضع المائل بل بلغ بنا الحياء نحن ان نطاطئ راسنا وهم بقوة عين وقلة ادب يحتفلون بعد الانفصال والاحتلال استلموها كاملة والضياع الاكبر ف الطريق لكن الي اين يفرون