الطاهر ساتي

وبلادنا بخير ..!!

[JUSTIFY] :: في مثل هذا اليوم، قبل ثلاث سنوات، والمدائن تحتفل بوداع عام وإستقبال آخر، نشرت النصائح التالية : ( الأخ الطاهر.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..عبركم أنصح شباباً وبناتاً على عتبة المسؤولية.. يقفزون، وهم في حالة كاملة من الهستريا، ويرمون المارة والسيارة بالحجارة، ويرشقونهم بالمياه الملوثة والبيض الفاسد، ويضحكون وكانهم بهذا الفعل يأتون بمايُضحك..تجاهلنا هذه الظاهرة كثيراً من باب اذا كرهك الناس أبغضوك وأذوك وإذا جفوك شتموك وإذا أظهرت لهم قوة القانون مقتوك وأهانوك..فكظمنا الحزن والغضب، وقلنا (ندفع بالتي هي أحسن)..!!

:: رجعنا الى عادات بلاد العالم في مثل هذه المناسبات ..وجدنا كل بلاد العالم تحتفل بالمرح وتوزيع الفرح والابتسامات، الاعندنا.. فالبعض يفرح بإيذاء الاخرين، وتلك حالة تحتاج الى دراسة، و سلامة التربية والتعليم ..نعلم ان الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقران، ولكن السلطان يحتاج الى المجتمع والاسرة والمدارس والمنابر..ايذاء الناس – عند هؤلاء – متعة، والمتعة تزداد كلما زاد الايذاء..من وضع نفسه في موضع إدانة بإيذاء الآخر، فلا يلوم القانون بسوء الظن فيه..وكما تعلمون، فالقانون لاتحرسه النصوص،ولكن تحرسه تقوى القلوب، وفي الناس عيوب نحن وانتم احق بسترها..!!

:: أبنائي وبناتي، شباب العاصمة وكل مدن السودان، نحن في حاجة الى مكاشفة مخلصة تتجلى فيها علامات الرحمة وآيات المحبة والإخاء والرغبة الجادة في تسديد الخلل، خاصة وان السلطات وقوانينها هي الامينة على الدعوى الجنائية منذ بدايتها..وعليه، اجعلوا مكان الكلمة القبيحة (كلمة طيبة حلوة)، وامنحوا انفسكم لحظات ودقائق للتفكير فيما تقومون به من افعال وظواهر سالبة لاتليق بمكارم أخلاق مجتمعكم وتُزعج الأسر الكريمة.. دعوا الناس يقضون ليلتهم بفرح وسلام، ويشعرون بالامن والسعادة..قدروا مشاعر الأطفال، واحترموا الكبار، وسامحوا بعضكم..!!

:: كلنا نحب الحرية، ولكننا نحب اكثر منها ان تُستعمل في موضعها، والإعتداء على الآخرين ليس بحرية، بل هو إنتهاك لحرية الآخر في حق العيش بهدوء وسلامة وسعادة..وجميل ان ينصحنا البعض (لاتحجروا على الناس ولاتقيدوا حريتهم)..تلك نغمة طروب، وعليها ألا تنسينا حماية الحق وصيانته، فلنكن شركاء في حماية حق الآخر في (السلام والسعادة)..والحرية مقيدة بقواعد القانون، وتعلمون أن حدود حريتك هي بداية (حرية الآخر)..أنتم شبابنا وعماد ظهورنا، وتعلمون ان مقدمة القوم عيونهم وعيون المقدمة طلائعها، وان عيوبكم أخوف عليكم من عدوكم..ونسأل الله لكم عاماً سعيداً، تتحقق فيه الأمانى الطيبة، ويحفظ مجتمعنا من سوء..مع الود والتقدير،، ميرغني عبد الرازق كننه/ كبير المستشارين/ رئيس نيابات أمن المجتمع وحماية الأسرة والطفل).

:: تلك كلمات من ذهب، ولم تفقد بريقها..نعم، مزعج للغاية أن تخرج بأطفالك لتفرح بهم ومعهم، فيتم تلويث ثيابكم بالبيض الفاسد والمياه بمظان (هكذا الفرح)، أوكما تحدث في بعض شوارع الخرطوم..وكذلك معيب للغاية أن تخرج بأخواتك وبناتك لتفرح بهن ومعهن، فيتعرضن للتحرش بمظان ( هكذا الفرح)..وعليه، ليس من الفرح أن نغضب الآخر أونحزنه، وليست من الحرية أن نطلق العنان لحرايتنا بحيث تتجاوز حدودها إلى إنتهاك حدود حريات الآخرين ..وكل عام وبلادنا وأهلها بخير ..!!

الطاهر ساتي
خ.ي[/JUSTIFY]