شايفاك !!
بينما السيارة تنهب بنا الطريق الى ام درمان مدينة الثورة لزيارة الاسرة، كنت اجلس ساهمة اتأمل ملامح الناس في احياء ود نوباوي والهجرة حيث مراتع صباي ودروب مدرستي الثانوى العامة، ثم عبرنا طريق حي الدباغة وفجأة لمحت وجه شابة يافعة ربما كانت في طاشراتها او بداية العشرينات .. التفت الى الخلف بشدة اتابعها ثم صحت في نشوى بسبب لفحة نسمة من ذكريات الصبا:
هييي !! البت دي كانت بتقرأ معانا في مدرسة المنهل !!
التفت صغاري لرؤية الشابة دون اهتمام ربما من باب المجاملة او الفضول، ولكن ابوهم رمقني بنظرة جانبية مستنكرة:
كيف يعني تكون قرت معاك ؟؟ قولي امها قرت معاي .. قولي حبوبتا قرت معاي .. بتكون معقولة أكتر !!
ارجعتني نبرة الاستهزاء الى رشدي وتنبهت ان الذكرى حملتني على بساط الريح الى تلك الحقبة البعيدة فنسيت الزمان والمكان وعدت لتلك الايام النضرة وتخيلت ان هذه الشابة اليافعة هي نفسها زميلتي في المدرسة .. عدت من تحليقي لارض الواقع بسرعة وقلت في مسكنة:
هي بسم الله .. قاصدة البت دي بتشبه واحدة كانت بتقرأ معانا شديد .. يمكن تكون بتها !!
حسنا ياجماعة، كثيرا ما تلفتنا وجوه في زحمة الحياة تشعرنا بأنها مألوفة قد التقينا بأصحابها في زمن ما أو مناسبة ما .. رفقة طفولة .. جيرة قديمة .. لمة ونسة في مناسبة اجتماعية .. صلبة ساعة في انتظار تشيع عزيز انتقل الى رحمة مولاه .. ثم تمر الايام والسنين وتنمحي مناسبة اللقاء من الذاكرة ولكن يبقى الوجه المألوف الذي يصيبك بحالة مستعصية من الشحتافة محاولا الاجابة على السؤال الذي غناه احد المطربين ربما كان شاعر الاغنية قد مر بشحتافة مشابهه:
قول معاي أنا شفتك وين ؟!
وغنى آخر تسبّلا وتصلبطا عندما التقى بشبيهة المحبوبة:
اللفتة والتوب والقوام .. اوصاف حبيبي وروعتو ..
قديما اشتهرت نكتة الفنان سيد خليفة مع المعجب الذي غضب منه اشد الغضب لانه لم يتذكر انه اعطاه حبتين بندول في احدى الحفلات، ومؤخرا تم صياغة نفس النكتة مع بعض التحديث الذي يوافق مقتضيات الحاضر فصار المعجب مسطولا يسأل كمساري الحافلة كيف لم يعرفه مع انه (انا الاشرتا ليك قبل شوية) !!
شخصيا ومع اعترافي المستسلم لدخولي في منطقة الزهمره البنفسجية اعاني بشدة مع مشكلة وشوش العرفة التي التقي بها خاصة للشابات حيث زاد الطين بله – انني قمت بتدريس الكثير من الدفع الطلابية بالجامعة لذلك تختلط عندي بنات الاسلامية مع بنات النيلين وما بينهما من بنات الصحبات البشبهن امهاتهن .. اعدت قراءة تعليق ابو العيال بعد بعض التحفيز الابليسي بالمديدة حرقتني فالتفت اليه وقلت باستنكار:
كيف يعني تكون حبوبتا قرت معاي ؟ انت قايلني بت بتين ؟!!
[/JUSTIFY]
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]
التحية لك الرائعة منى سلمان ..
صحي إنتي بت متين ,, وانا اضم صوتي لصوتك .. ربنا يمتعك بالحصة والعافية وتتحفينا بكتاباتك الجميله واسلوبك السهل البسيط . أنتي بت بلد بحق وحقيقه .