عبد اللطيف البوني

ياصمغ ,, يازين

[JUSTIFY]
ياصمغ ,, يازين

بعد أن قدم رهط من العلماء والخبراء معلومات قيمة عن الصمغ العربي وأهميته للإنسان والسودان لمجموعة من الفنانين الدراميين بنية تزويدهم بمعلومات أساسية لكي يشتركوا في حملة ترويجية لهذا المنتج المهم الذي ظلمه أهله وظلمه الإعلام أكثر من ظلم الحسن والحسين . بعد هذا الحديث التوجيهي من لفيف الخبراء والعلماء أعطيت الفرصة للفنانين الدراميين للتعليق والأسئلة والذي منه فعندما وصل المايكرفون للكوميديان الفنان حسن يوسف (سيد جرسة) عبر عن رأيه بصورة دراماتيكية كوميدية قائلا (والله أنا ما كنت قايل الصمغ فيه سودان قدر دا) فأثبت بالدليل العملي أنه استوعب الأمر وأعاد إنتاجه كما ينبغي وفي تلك اللحظة طافت في ذهني أغنية يابلدي ياحبوب فتخليت أن الراحل وردي كان حضورًا وممسكاً بالمايكروفون وهو يغني (ياصمغ يازين) عوضاً عن ياسمح يازين.
في اليوم العلينا دا تطوف مجموعة من أولئك الدراميين على مناطق إنتاج الصمغ العربي فيفترض أنهم بالأمس في الدمازين ومنها سوف يتجهون إلى أم روابة وبعدها إلى النهود وهم يتأبطون مسرحية لعرضها على الأهل هناك في الهواء الطلق كما سيكون هناك نشاطاً مصاحباً عن الموضوع وتغطية صحفية وفي البعثة كادر فني متخصص لإنتاج فيلم بمواصفات عالمية عن الصمغ لا أشك مطلقاً في أن العائد من هذه البعثة الفنية سيكون كبيرًا كيف لا؟ وهم سوف يطوفون في أهم حزام من أحزمة السودان المناخية إنه حزام السافنا الغنية حيث شجر الهشاب والطلح المنتج للصمغ وهذا الحزام أكبر مستودع للثروة الحيوانية في السودان وأكبر منتج للذرة والسمسم والدخن ويقطنه نصف سكان السودان وبه كل حروبات السودان الجارية الآن إنه حزام الآمال والطموحات والخيبات في السودان ففيه كل أدواء السودان وفيه كل أدوية السودان وليت كل المشتغلين بالصحافة والفنون وكل صناع الرأي العام في السودان يطوفون هذا الحزام.
ان النهوض بإنتاج الصمغ هو نهوض بالسودان لأن ما يملكه السودان من ميزات تفضيلية لهذه السلعة الحيوية لا مثيل له في العالم ولكن إذا توقف فكرنا عند محطة كتاب المطالعة القديم (السودان أكبر منتج للصمغ العربي في العالم) فلن نحصل الفائدة المرجوة من هذه السلعة وبالتالي لابد من ثورة لتطوير فهمنا لهذه الثروة وبالتالي زيادة عائدنا منها عملة صعبة وسلاماً ووعدًا وتمني كما غنى شاعرنا ود المكي فغابات الصمغ تكمن فيها التنمية والتقدم والرفاه وهذه الثورة المفاهيمية الصمغية تبدأ بوعي الرأي العام السوداني بخطورة هذه السلعة نعم خطورة بدلاً من أهمية ثم يرتفع الفهم لمتخذ القرار لكي يلتفت لهذا الحزام باستراتيجية واضحة لكيفية النهوض به لأنه سرة السودان ثم للقائمين على أمر هذه السلعة بدءاً بالمنتجين ثم هيئة الغابات ومجلس الصمغ وتجاره ومصدريه ثم مستخدميه النهائيين فهؤلاء الشركاء لابد لهم من ترك العمل على التوازي الذي يتم الآن إلى العمل على التوالي أي تتوحد مجهوداتهم لترقية السلعة وتعظيم العائد منها وليسمح لي القارئ الكريم أن أقولها هنا وبأعلى صوت إنه إذا لم يصبح الجناني أي الذي يطق الصمغ بالجبادة هو محور اهتمامنا و صاحب النسبة الأعلى من عائد استهلاك وتصدير الصمغ فإن الحال سيظل في حاله وستظل العقرب في نتحيها والفقر والبؤس والحرب في مكانها وسيفقد السودان ميزته التفضيلية في هذة النعمة التي حباه الله بها وأخيرًا عزيزي القارئ استودعك الله وأتمنى أن التقيك في ساعة خير والسودان بخيرين تلاتة ,ياسمح يازين..
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]