جعفر عباس

رجل مو رجل

[JUSTIFY]
رجل مو رجل

قبل أسبوع وبالتحديد في الـ28 من نوفمبر المنصرم، قرأت تقريرا يفيد بأن 60% من الرجال في إحدى الدول العربية يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم (وأنا أقول ليش مو قادرين نحارب اسرائيل. بس شلون يا رجال نحارب اسرائيل والملايين منا تاخد بالجزمة من الزوجات؟ ورأيي الشخصي هو أن الرجل الذي يتعرض للضرب من زوجته مو رجل، ويستأهل الضرب، لأن من يسكت عن العنف اللفظي أو الجسدي، شخص يفتقر الى الكبرياء والكرامة، وبنفس المستوى فإن الرجل الذي يمارس العنف مع زوجته مو رجل)، وبعد قراءة التقرير تذكرت حادثا طريفا سبق لي عرضه في هذه الصحيفة، وهو عن رجل في الـ34 دخل قسم طوارئ أحد المستشفيات في مدينة في المنطقة الغربية في السعودية، (الحكاية أوردتها جريدة عكاظ السعودية) وكان ينزف دما من الأنف والأذن والحنجرة، ويئنّ ويشير الى ظهره تارة والى بطنه تارة، وسأله الطبيب عن الكيفية التي أصيب بها، ورد الرجل على السؤال بسؤال: وش رأيك أطلقها يا دكتور؟ بذمتك مو تستأهل الطلاق؟ ورأى الطبيب ان يجاريه وسأله عن تلك التي تستحق الطلاق فلربما كان المسكين ضحية لزوجة أب قاسية، ولكن الرجل أجاب بأنه يتحدث عن زوجته وشرح أنها هي التي أصابته بكل تلك الجروح والكدمات.
أكثر ما أزعج الطبيب هو أن ذلك الرجل كان يتكلم عن جروحه وزوجته بصوت عال في قسم الطوارئ، ومن حوله عشرات المرضى ومرافقيهم، فقال له بهدوء: أنا مو أخصائي اجتماعي ولا مأذون وبعدين هذه مسألة عائلية ولا داعي لنقل تفاصيلها بالبث المباشر الى الجميع!! ولكن المجني عليه واصل العويل: تدري يا دكتور سبب المشكلة؟ صحيتها لصلاة الفجر.. وبعد شوي اكتشفت انها واصلت النوم فحاولت إيقاظها مجددا، فنزلت من السرير، وبدلا من التوجه الى الحمام للوضوء ثم الى سجادة الصلاة، أخرجت من تحت السرير عصا خيزران وانهالت عليّ ضربا.. ما في رحمة بقلبها.. العصا وين ما تجي، تجي.. على الرأس والوجه والظهر والبطن والساق.. ربنا على المفترية!! قال له الدكتور: وطّي صوتك يا أستاذ وبلاش فضائح، وخليني أعالجك!! ولكن الأستاذ تجاهل كلام الطبيب وواصل روايته: تصدق أنها أحيانا تضربني بالنعال، وعادي جدا تمنعني أجلس معها وعيالي الأربعة على مائدة الطعام. ولو كنت ذلك الطبيب لأتيت بحقنة بنج من النوع المخصص في الطب البيطري لتخدير الأفيال وطعنته بها في لسانه لأضمن سكوته شهرا كاملا على الأقل، ولو أدت جرعة البنج القوية الى سكوته نهائيا لكان في ذلك راحة له وراحة لجنس الرجال!
انسوا أمر الضرب، واستمعوا مجددا: عادي جدا تضربني بالنعال وتمنعني من الأكل معها وعيالي. وعنده منها 4 عيال؟ تأخذ بالجزمة على رأسك ويقدمون لك الطعام كما الكلاب في طبق منفصل ولديها عصا خيزران مصنوعة خصيصا لك وصبرت عليها وأنجبت منها 4 عيال؟.. لحظة: ربما هي التي صبرت عليك؟ وأقولها مجددا: رجل ينضرب بالجزمة والخيزران بانتظام لا بد ان يكون من الصنف الذي «يستأهل».. أي الذي يقال عنه إنه «ما يجي إلا بالضرب» من يسكت عن العنف المنزلي المفرط المنتظم رجلا كان أو امرأة، لا يعرف معنى الكرامة… أصلا من يتعمد تسبيب الأذى والألم لأي آدمي شخص ينبغي ان يتفاداه ويتجنبه الناس أكثر من تفاديهم للمصاب بانفلونزا الخنازير.. ورجل يشتكي للطبيب من أنه يعاني من العقاب البدني والإذلال على يد زوجته، لا يستحق ان يكون زوجا أو أباً.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. يعني انت بطل؟؟ الفرق هو ما قدر يكتمها فصرح بما يحس ليخلص ضميره وغيره كاتم في صدره ..