مقالات متنوعة

مهرجان البركل .. دعوا الجنين يتخلق

ثلاثة ايام إلى الآن هي عمر مهرجان جبل البركل العالمي، فبعد افتتاح أمه الكثير من رجال الدولة والسياسة والاعلام والمال والاعمال السودانيين والاجانب وحضور غفير من جموع جماهير تجمعت من كل حدب وصوب وتجمهروا من مناطق السودان المختلفة ليشهدوا ذلك الموقف العظيم وتلك اللحظة التي انتظرها اهل المنطقة طويلاً في أن يروا ارث اجدادهم وجبلهم الشامخ يزال عنه الغبار ويصبح ماكينة في دعم مسيرة حياتهم في كل الاتجاهات والنواحي، أولها وليس اخرها الجانب الاقتصادي والخدمي.
كان الحشد مهيباً وكبيراً وكل شخص ذهب إلى ساحة حبل البركل تلك اللحظات كان مخليته مهرجان عتيق يحقق الاهداف التي ينشدها الكل فمنهم من هو صاحب اهداف كبيرة ومنهم صاحب الاهداف البسيطة وما اكثرهم، فهناك سائق الركشة الذي يريد التكسب الحلال وهناك صاحب المطعم وصاحب الفندق وصاحب وكالة السياحة وخلافه وخلافه.
ما ان انقضت الست ساعات الأولى من المهرجان إلا ونزل البعض يلهب ظهر الجنة المنظمة بسياط الفشل الذريع، وتعالت بعض اصوات النقد من هنا وهناك، منها ماهو موضوعي ومنها مادون ذلك، تسرد نواقص وسلبيات صاحبتها، وقد يكون لهم الحق في ذلك او هذا ما لمسوه وعايشوه، لكن نقول لهم ان الوقت مازال مبكراً على تقييم هذه التجربة، ومازال الوقت مبكراً لوضع لوزن هذا الجنين الذي مازال في طور التخلق ومازال يعيش فترات بداياته الاولى، ومازالت هناك ليالي وايام سيعيشها المهرجان ستحمل الكثير من النقاط الايجابية، وحتماً فان اللجنة المنظمة ستعكف على معالجة السلبيات التي صاحبت اليوم الاول، وهي حتماً اعلم الناس بها ولها من الامكانيات ما يساهم في تلاشيها.
مهرجان البركل بعد أصبح واقعاً معاشاً يجب على كل حادب على مصالح البلاد عامة والولاية الشمالية بصفة خاصة وبصورة اخص محلية مروي، يجب عليه دعمه والوقوف بجانبه حتى ينافس المهرجانات التي حوله، وبحمد الله ان المهرجان سيكون سنوياً مما يعزز تجربته ويؤدي إلى تحسينها عام بعد عام، ويجعلها تخطو بثبات نحو الصعود على قمة جبل البركل.
فدائماً هناك اخطاء وهفوات قد تصاحب البدايات لا سيما ضخامة الحضور في اليوم الأول، ولعمري فإن هذه محمدة أن يكون الحضور فوق تصور اللجنة المنظمة، وهذا يدل على تعطش الجمهور لذلك لمهرجان ظل يراود القلوب ردحاً من الزمن، اكثر من (12000) نسمة هو عدد مهول يجب الاحتياط له في مقبل دورات المهرجان، تنظيماً ودخولاً وخروجاً وتجليساً وكل ما يسهل راحته واستمتاعه بكل فقرات المهرجان لاسيما اليوم الأول.
لكن يبقى الهم الاول هو ترك هذا الجنين يتخلق، وتكتمل دورته الأولى على الاقل، وحينها يكون التقييم لكل المهرجان، ونقده النقد البناء وابراز سلبياته واظهارها لتلافيها في الدورات القادمات، واحصاء ايجابياته لتعضيدها وتمتينها حتى يقفز المهرجان إلى الامام سنة بعد سنة، ويظل موسماً ينتظره إنسان المنطقة بكل مشاربه وحرفه ومهنه وتخصصاته، ولنا عودة بعد ختام المهرجان وحينها لكل حدث حديث.
# منحنى حزين: خالص التعازي نسوقها في وفاة العارف بالله الشيخ عبد الباقي العجيمي لكل العجيمية وعارفي فضل الرجل .. له الرحمة والمغفرة.

منحنيات
مهرجان البركل .. دعوا الجنين يتخلق
بقلم:محمد الننقة
منحنيات/عمود يكتبه الصحفي محمد الننقة