عمر الشريف

العيب فينا وليس فى معارضينا

عم العيب فينا وليس فى معارضينا . هذه المقولة تنطبق فى كثير من الاحيان بمعنى عندما لا نستطيع أن نوصل وجهة نظرنا الى شخص ما بطريقة صحيحة فإنه يعارضنا وهنا يكون العيب فينا لأننا لم نستطيع توصيل تلك المعلومة بالطريقة التى يفهمها خصمنا أو معارضنا . هذا الفشل لم يكن بتعصبنا لوجهة نظرنا ولا فى طريقة إجبار غيرنا ليوافقنا ولكن فى طريقة كيف يفهمك أو يقتنع الطرف الآخر بوجهة نظرك أو هدفك أو مبررك .
كيف توصل وجهة نظرك الى خصمك ؟ هناك عدة طرق تستطيع بها توصيل وجهة نظرك الى خصمك وتستطيع أن تقنعه بها ومنها على سبيل المثال : حسن الخلق الصدق خوفك من الله – مرونة الخطابة – تدعيم أقوالك بحقائق وأدلة تكون ظاهره لخصمك – الابتسامة فى وجهه إعطاء الثقة البحث عن الاطراف المؤثرة على خصمك الاستفادة من وسائل الاعلام المتاحة لك إجعل محاسنك وصدقك وإنجازاتك تتحدث عنك تقديم الهدايا لخصمك لوجه الله .
الحكومة السودانية فشلت فى توصيل فكرتها ووجهة نظرها للشعب وللمعارضة وللأعداء كما فشلت المعارضة فى توصيل فكرتها ووجهة نظرها للمواطن ليكون سندا ودعما لها وبنفس القدر فشلت فى جمع صفها وفشلت فى الاتفاق مع الحكومة . كذلك الدول الغربية أو ما يسمى بالاعداء لا يريدوا أن يفهموا لغة الحكومة ولا لغة الشعب ولا المعارضة كما لا نريد نحن لغتهم . إذا نظرنا لمشاكل السودان من بدايتها هى نتيجة الاستعمار الذى ولد الحقد والكراهية والعنصرية بين شماله وجنوبه والى يومنا نجد القبلية والحزبية منتشرة بيننا ، ولأننا لا نريد أن نفهم بعضنا البعض نتيجة القبلية والعنصرية والكبرياء التى أدت الى إنفصال الجنوب وسوف يلحق به الغرب والشرق ونصبح دولا معادية لبعضها . إذا كانت الحكومة أقنعت الشعب بأن المعارضة فاشلة وكسبت هى ثقة الشعب ودعمه لما كان هناك حركات متمردة ولا معارضة فاشلة تتاجر بقضايا الوطن . وأذا كانت المعارضة صادقة وجادة وأوصلت وجهة نظرها التى تتبناها فى شعاراتها للشعب لوقف الشعب معها ودعمها ضد الحكومة . أما إذا كان الشعب والمعارضة والحكومة عندهم حب للوطن لما تركوا مجالا للأعداء لشق صفهم .
إذا سألنا الحكومة كم من مؤتمر وإجتماع داخلى وخارجى مع المعارضة (سوى كانت معارضة عسكرية أم سياسية ) خلال الثلاثون عاما الماضية وماذا جنينا منها لكان الجواب لا شىء سوء الخسارة وتعطل التنمية والوحدة ، رغم كثرة تلك المؤتمرات والإجتماعات. لكن هناك حالتين بالنسبة لى شخصيا وهى : عندما فهمت معارضة الشرق وجهة نظر الحكومة وإرادة الشعب لأن بداخلها حب الوطن وإحترام المواطن ، إستفاد الجميع رغم أن الوعود لم يُوفى بها كلها من قبل الحكومة لكن عم الاستقرار والأمن فى الشرق وإن لم يكن بالصورة المطلوبة ، والحالة الثانية هى حركة التحرير والعدالة ( التجانى السيسى ) وقد أحدثت جزء من الاستقرار والأمن والتنمية . هنا يجب أن تقتنع الحكومة بإيقاف المؤتمرات والإجتماعات لعدم جدية المعارضة وفشلها السياسى والعسكرى والشعبى وتتفرغ لبناء الثقة مع المواطن وتشرع فى التنمية وتقوية قواتها لمواجهة أعدائها وبث إعلامها الذى يبث الغناء والهراء لا فائدة منه بأن يبث الواقع والحقيقة حتى لا يجد العدو فرصة لنيل من كرامة الوطن والمواطن والحكومة فهناك قضايا مثل ابوكرشولا وهجليج وحلايب وأخيرا قضية قرية ثابت . أين الاعلام منها وأين السفراء والدبلماسيين وممثلى المنظمات . لماذا لم يعقد مؤتمر صحفى هناك بحضور السفراء وممثلى المنظمات ويقول السكان الواقع لتثبت الحكومة كذب المعارضة للشعب وللعالم .
لكن يظل العيب فينا حينما تغرينا الحكومة والمعارضة بالوعود والاستقرار والأمن والتنمية والرخاء نصفق بحرارة ونردد الشعارات الرنانة وعندما نواجه المصائب والكوارث والفساد نلزم منازلنا ونسب فى صمت وهذا عيبنا والعيب فينا وليس فى معارضينا .

عمر الشريف