قنبلة .. إسمُها طه سليمان
بداياته كانت أكثر من عادية.. فتى يافع يتوسط أربعة شباب لم يتعدوا سن الخامسة والعشرين.. تلتف حولهم الجماهير وحول أغنياتهم آنذاك «زنوبة والكنداكة وابوي يا يابا».. عرفوا فيما بعد بـ «أولاد البيت».. قبل أن ينسحب الفتى في منتصف التسعينات من مركزه.. ويشق طريقه وحيداً متزوداً بصوتٍ جميل وأغنيات راقصة و «ركيكة».. أبرزها «مطار أبوظبي» و «دي الريدة» وقبل أن يعرفه الجميع بالقدر الكافي وهو يردد «سنتر الخرطوم» التي أصبحت حديث المجالس و«فزورة» الساحة الفنية بين مؤيد ومعارض.. أما هو فجلس على قمة المطلوبين بشدة في الحفلات العامة والخاصة.. معلناً عن نفسه بطريقة مثيرة للجدل.. لكنها حققت له الاسم والانتشار وسط الجماهير..
«طه سليمان» ابن شمبات «البار».. هكذا ينادونه هناك.. أما في الأوساط الفنية فيمتلك وعن جدارة لقب الفنان «المثير للجدل».. فـ «طه» وطوال فترة ظهوره ظل يبتكر في كل لحظة أسلوباً جديداً وغريباً على الساحة الفنية.. وذلك من ضمن إختياراته من الأغنيات «الخفيفة» التي تخاطب الشارع والمجتمع والواقع المعيشي.. ولعل هذا هو ما جعل عنقه «مطلوبة» وبشدة لمقصلة التاريخ الفني.. وإعتباره «مجرم» فن عابث بالاغنية السودانية.. والغريب أن الفتى كان يتابع ما يفعله وهو مقتنع تماماً بما يقدمه.. تسانده جماهيرية هائلة من الشباب الذين اكد بعضهم أن أغنيات «طه» تعبر عنهم.. ليأتي الفتى ويزيد على ذلك بجهره في الاوساط الإعلامية عن اقتناعه بما يؤدي لانها «ثقافة جيله» وهو يعتبر نفسه وسيطاً لإيصالها لهم.. لتهدأ الساحة الفنية لفترة ليست بالطويلة.. لـ «يباغت» طه سليمان الجميع ويقوم بتصوير فيديو كليب بمواصفات عالمية بقاهرة المعز وعلى «نفقته الخاصة» مانحاً الصوت السوداني مساحة مقدرة للانتشار..
لتشتعل الساحة من جديد بسبب الفتى.. ويخرج كبار النقاد سيوفهم التي لم تجف بعد من دمائه المستباحة.. ويصفون «الكليب» بالفاشل والذي لم يعبر عننا كسودانيين.. بينما ترك آخرين كل جماليات العمل الضخم.. وركزوا على «سلسلة» وفتاة رافقته في الكليب «كديكور» مطلوب لنجاح العمل.. ولدهشة الكثيرين لم ينبس الفتى بأية كلمة.. بل واصل ما يفعله مثيراً جنون «أقرانه» والفنانين الكبار الذين لم ينصفه منهم إلا القليل.. «طه سليمان» اليوم يستعد لانتاج أول البوم غنائي سوداني يوزع على أنحاء الوطن العربي مكون من «41» أغنية في حدث فني فريد من نوعه.. نعم هي خطوة فاعلة في الطريق لاقتحام العالم الذي اقتحمنا واستقبلناه بترحاب. بينما رفض استقبالنا.. هي «شرارة» اشعلها الفتى الطموح اليافع الذي يمكن أن نختلف معه على ما يردده من «بغاث» الأغنيات بعد كل هذا المجهود الكبير.. لكي لا يضيع «طه» ما بناه بنفسه..
فلنتفق أن «طه» قدم نفسه بطريقة مثيرة للجدل.. لكنه الآن يستعد لفتح صفحة جديدة مهموماً بالأغنية السودانية..
فلنقف بجواره ونسانده.. على الأقل في هذه المرحلة.. فهي محاولة جادة منه للفت انظار العالم الى الاغنية السودانية.. دعونا نتغاضى عن «المظهر» ونركز على «الجوهر».. فكم من مظاهر عديدة في الساحة الفنية لسنوات لم تجلب لنا سوى «الفضائح» و «السخرية»..
وليعلم «طه» أن عودته مرة أخرى لترديد أغنيات «العدادات» سيقوده للهلاك والمصير المحتوم.. ولن ترحمه جماهيره التي ساندته أيام «الشدة»، بل سيجد نفسه وحيداً في غياهب النسيان التي طالت كثيراً من رفقاء دربه من الفنانين الشباب..
نتمنى أن تنفجر «قنبلة» طه سليمان هذه المرة إنجازاً للسودان وفرحاً لانتشار اغنيتنا.. بدلاً من نغمة «ضوضائية» تتبادلها الهواتف الجوالة وتختبيء منها البيوت السودانية الأصيلة..
تقرير: أحمد دندش
صحيفة الراي العام
اى نعم فى اغانى معاصرة واغانى قديمة ابدعو فيها اسياد الفن فى الزمن الجميل
بس اغانى طة سليمان وما كلها انها خرجت من المالوف فياريت نسمع الجميل البيرفع راسنا كسودانيين فى المحافل الاقليمية والدولية
فنانين أخر زمن..!
آخر الزمان انقلبت الموازين فأصبج الحق باطل والباطل حق ـ ولا حول ولاقوة إلا بالله
فما موقفكم من :
قال تعالي : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }لقمان6
اقسم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن المقصود بهذا الوعيد هو الغناء .
وقال صلى الله عليه وسلم : { ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف } أخرجه البخاري
تب إلى ربك يا قنبلة ولا يغرنك كثرة معجبيك .
فهؤلاء قال الله عنهم : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً }الفرقان 27,2829