قير تور
الحرب الأخطر قادمة (1)
قبل الخوض في هذا الموضوع يتوجب عليَّ الدخول في مقدمة عن وضع البلاد بعد اتفاقية السلام الشامل المعروفة إصطلاحاً بـ(اتفاقية نيفاشا). هذه الاتفاقية لا يحيط بها الاعتداء من خارج سور الشريكين الموقعين فقط، بل إن ألدّ أعدائها هم قادة نافذون في وظائف مرموقة بالدولة. هناك أفراد في المؤتمر الوطني وكذلك في الحركة الشعبية لتحرير السودان يسحرون ليل نهار لنسف عملية السلام الشامل.
لاستدلالي على ما أقول فالأصوات التي خرجت من بعض كبار المؤتمر الوطني الذين نادوا بفصل الجنوب، ووصل الأمر بهم إصدار صحيفة ناطقة بلسانهم -وهذا من حق أي فرد قول ما يريد- ما هم سوى أعداء للسلام ولا يخفونه أبداً بل يصفونه بالمشؤوم، لكن أخطر ما في دعوتهم أنهم يهتكون النسيج الاجتماعي للشمال الجغرافي أكثر من هدفهم للجنوب، إنما هم يقومون ببناء جنوب قوي أكثر مما كان قبل ظهور الإنتباهة. إن الكتاب الذين يكتبون في الإنتباهة أناس مرموقون وخاصة ضباط الجيش الذين وصلوا إلى رتب عليا أمثال مدير الأكاديمية العسكرية السابق. إذا كان هؤلاء وهم الذين تقلدوا الوظائف العليا في القوات المسلحة ولاحظوا (القوات المسلحة) وليست قوات الشمال المسلحة… في قوات الشعب المسلحة تجد جميع قبائل السودان المختلفة بمختلف ألوانهم ومن جميع ربوعه.. فجأة يأتي ضابط سابق برتبة كبيرة في نفس الجيش ليقول كتابة وليس شفاهة بأن الجيش الموجود هو جيش الشمال. ماذا تتوقعون خلال السنوات القادمة من ترديد مثل هذا الكلام؟ هل تظل قومية القوات غير مشكوك فيها خاصة وأن من يكتبون ذلك لا يجدون من يتصدى لهم من قبل المؤسسة العسكرية القومية؟ وإذا افترضنا بأن السكوت جاء نتيجة اعتبار بأن الجيش الشعبي لتحرير السودان هو الجيش القادم لجنوب السودان فلماذا يتم عزل بقية أنحاء السودان الأخرى أم أن هناك تأميناً تاماً على عدم توقع ثورة من أي مكان آخر بالبلاد؟ أما الحركة الشعبية للتحرير فالذين يعملون على هدم اتفاقية السلام الشامل هم الذين يعملون على خلق الفوضى والتمادي في الفساد والمحسوبية مبتعدين بذلك من الأهداف الأصلية التي جعلت الحركة الشعبية تنادي بقيام سودان جديد أساسه العدل والمساواة.
في الوقت الراهن الذي نتحدث فيه عن اتفاقية السلام الشامل حدث ما كان الأحزاب وبعض الفعاليات السياسية قبل التوقيع على حدوثه يتحدثون عنه حينما قالوا بأن الاتفاقية تسلم الشمال للمؤتمر الوطني منفرداً به يفعل فيه ما يريد وقتما ما اراد، بينما تنفرد الحركة الشعبية لتحرير السودان بأمر الجنوب تلعب بهواها بدون أن يسأله أحد من ذلك.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 954- 2008-07-10