معلم يغتصب تلميذته
* يشغل الناس أنفسهم بساس يسوس، ويتحلقون للحديث عن موقف المعارضة وتعنت الحكومة واستغلال عرمان لأزمة النيل الأزرق وجنوب كردفان مطالباً بحكم ذاتي للمنطقتين، ومع إشراقة كل صباح جديد يفقد المجتمع الثقة في أعز مكوناته وأنبل أفراده وتتعرض قيمه للانتهاك وأخلاقه للانهزام، وتدفعه حوادث الشذوذ لخلع أردية الاحترام في الشارع العام
* كانت أوتاد ثبات الناس تتخلخل عندما تنشر الصحف خبراً عن اغتصاب شاب لطفلة، وفي ظل مجتمع مفتوح يمكن أن يمارس فيه المرء الرذيلة مع من فضلت السير في هذا الطريق والعياذ بالله، تبدأ التحليلات المنطقية بالتشكيك في سلامة عقل المغتصب، والأحاديث تتفرع هنا وهناك والظاهرة تتمدد يوماً تلو الآخر لتبدأ المطالبة بتغيير عقوبة المغتصب وسن قانون رادع وجزاء لا يرحم!..
* اغتصاب تارة، واغتصاب وقتل تارة أخرى، ونشر الصحف لجريمتي (اغتصاب وقتل مرام وشيماء) الشنيعتين يدفع الأسر لرفع درجة الحرص ويبلغ الحذر أعلى نسبة يمكن أن يتخيل العقل وصوله إليها.. (والردع يتواصل في سوح القضاء، ومنابع الاغتصاب لم تجف بعد، والأمهات المكلومات يرفعن أياديهن للسماء، ودعواتهن تتواصل بأن يحفظ المولى سبحانه وتعالى أبناءهن وبناتهن ويزيل عنهن هذا البلاء ويصبرهن على الابتلاء)!..
* يتغير المجتمع من حولنا ويمضي نحو الأسوأ بسرعة الإفلات، ونحن نرفض الاقتناع بذلك، ونردد بطيبة زائدة: (المجتمع بخير)، والأخبار الصادمة كلما نفخت فينا روح الإحساس بالخطر، عدنا بذات الطيبة للمربع الأول وكأنما لم نكن في مصيبة كبيرة وخطب جلل !
* ها هي الأنباء تشير أمس إلى مصادقة رئيس الجمهورية على إعدام معلم أساس اغتصب تلميذته يوم الجمعة داخل الحرم المدرسي، وتحت سقف المكتب الذي بنته وزارة (التربية) والتعليم.. و(حقيقي أستاذ ما عادي ومربي شاذ)!..
* استغل (المربي الشاذ) رغبة التلميذة في معرفة درجاتها التي حصلت عليها في اختبار مادة (التربية الرياضية) التي يقوم (معلمنا الجليل) بتدريسها (بلا تربية)، وطلب منها الحضور (يوم الجمعة) لإطلاعها على الدرجة التي نالتها، فجاءت التلميذة البريئة تركض، و(الذئب التربوي) ينتظرها بشهية مفتوحة، فإذا به يدخلها للمكتب ويغتصبها نهاراً جهاراً دون أن يرتجف له جفن، وصراخ الصغيرة يسبق جسدها (المعتدى عليه) للشارع.. دموعها تبلل خديها.. حالة هيسترية تسيطر عليها.. و(عدالة السماء) تحرك عجلات عربة نجدة للمرور صدفة أمام مدرسة الأساس القابعة بجنوب الخرطوم التي شهدت جريمة هزت عرش الأخلاق واغتالت التربية وشيعت التعليم.. توقفت عربة (التلات تسعات) للطفلة المغتصبة بينما لم تقف حنجرة الصغيرة عن الصراخ ولا دموعها عن التدفق.. سألها من كان في العربة عن سبب صراخها فأخبرتهم وأنفاسها تتقطع بما حدث لها بكل براءة.. قادوها للمدرسة وطلبوا منها إرشادهم على (مكتب الاغتصاب) ففعلت ذلك والألم يسيطر عليها.. وكان (أستاذها الوقور) لا يزال بالداخل (يصحح ورق اختبارات نشوته)، وربما كانت نفسه تحدثه في تلك اللحظة (التربوية) بضرورة تأخير إعلان نتائج الاختبار حتى يخص تلميذة أخرى بمعرفة النتيجة يوم الجمعة القادم.. (ولا شك أن القادم أسوأ)!..
* كانت المذكرة التي صاغتها المحكمة حول العقوبة (واضحة ومباشرة ومقنعة وصريحة)، إذ إنها شددت الحكم على المعلم لأنه لم يراعِ قدسية المكان وهي (المدرسة)، ولم يضع اعتباراً لقدسية اليوم الذي تمت فيه الجريمة وهو (الجمعة)، وذكرت المحكمة أن المعلم الذي كان من المفترض أن يكون أميناً على شرف تلميذاته وحمايتهن خاصة وأنه مربٍ فعل العكس تماماً وانتهك حرمتهن وسلبهن شرفهن .
* لم تأخذ محكمة الطفل بمنزوع الرحمة أية رحمة فكان قرارها القاضي بإعدام (المربي الجليل)، ووجدت محكمة الموضوع تأييداً حتى المحكمة القومية العليا التي رفعت أوراق القضية لرئيس الجمهورية للمصادقة على قرار الإعدام، ففعل الرئيس ذلك ولم يتبق الآن سوى التنفيذ وفاجعة أسرة تتجدد كلما وقعت أعينهم على تلميذة كل جريمتها أنها كانت ترغب في معرفة نتيجتها في اختبار (تربية رياضية) فدخلت في (امتحان اعتداء جسدي بشع) لن تزول في مقبل السنوات آثاره النفسية!..
* لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
نفس أخير
* عاش المربي!
[/JUSTIFY]ضد التيار – صحيفة اليوم التالي
الجريمة الاكبر الاخ كابو
من عين مثل هذا فى هيئة التدريس
لابد ان يكن هنالك خلل فى المعاينات او فساد او محسوبية
يجب ان تراجع كل اجرات تعين المدرسين والمدرسات وان تراقب البيئه فى المدارس
بتعيين مشرف تربوى له سلطات بمراقبة المدرسة من طلاب ومدرسين وعاملين
وتسلسل ادارى يصل حتى الوزير الولائى للحد من الظواهر السالبة بالمدارس ومنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعه