احمد دندش

ما (بتستاهل) يا هيثم مصطفى.!

[JUSTIFY]
ما (بتستاهل) يا هيثم مصطفى.!

في كل دول العالم يتم تكريم وتقييم اللاعبين الدوليين، وتقوم الدولة نفسها بإطلاق تلك المبادرات، الامر الذى يحفظ لذلك اللاعب تاريخه الكروي بمقدار يتيح للقادمين الجدد تتبع مسيرته والسير على دربه الممتلئ بالإنجازات.
نعم، في كل دول العالم يعرف عرابو كرة القدم – بمساندة قوية من الدولة- كيفية صناعة التاريخ لنجومهم، وكيفية وضع اسمائهم على قائمة الشرف في كل العالم، وبذلك تضمن الدولة انجازاً ملموساً في مجال رياضتها يُمكنها من التلويح بـ(نصف ابتسامة) في المحافل الدولية، ويضمن لاعبو ذات الدولة التجوال بين صفحات التاريخ بكل ارتياح وبكل ثقة.
ماقادني لهذه المقدمة هو (اللت والعجن) المتواصل لقضية لاعب المريخ هيثم مصطفى، والذى انتقل للاحمر بعد 17 عاماً قضاها في دار غريمه التقليدي الهلال، ذلك الانتقال الذى احدث ضجة لامثيل لها في الوسط الرياضي، واثار موجة من الغضب الازرق ضد هيثم، قابلتها على الشط الآخر هتافات وضحكات حمراء لاتخلو من (شماتة).
كتبنا من قبل في خضم تلك الاحداث ان هيثم فعل ماتمليه عليه (كرامته) التى دلقها رئيس الهلال الاسبق البرير، واختار الانتقال للاحمر لأنه (عايز يلعب كورة)، ذلك الطلب البسيط الذى لم يكن يتوفر لديه وهو قائداً للهلال، واظن ان تلك الرغبة هي من الرغبات المباحة لأي لاعب كرة قدم، اما قرار الانتقال لنادي المريخ تحديداً فأاظن ان هيثم ادرى بخياراته في ذلك الوقت.
لانقف اليوم في موضع دفاع عن هيثم مصطفى، ولانحسب انفسنا من كتاب الصحافة الرياضية المؤثرين، ولكنها كلمة حق لابد ان نقولها اليوم ويسمعها الجميع، وهي ان مايحدث اليوم لهيثم مصطفى اقل مايوصف بأنه (مرمطة) لايستحقها لاعب كبير افنى زهرة شبابه في ملاعب كرة القدم في السودان- بغض النظر عن انديتها- ومايحدث لهيثم مصطفى اليوم بكل تاريخه وصولجانه واسمه الضخم في الملاعب يصيب اي لاعب جديد وافد الى الساحة بالرعب والخوف، والاحساس القاتل بعدم تقدير موهبته، وبالتالي عدم افراغه لكل ابداعاته ومهاراته والاحتفاظ بها لـ(حين ميسرة)، الامر الذى سيسهم في تراجع الرياضة بشكل عام في السودان، ولااظن اننا نحتمل تراجعاً اكثر من الذى نعيشه مؤخراً.
جدعة:
نعم..اخطأ هيثم مصطفى وهو (يتنمر) على المريخ، واخطأ كذلك وهو (يستجدي) الهلال، واخطأ الاعلام الرياضي وهو يسهم بشكل كبير في زيادة حطب اشتعال المشكلة بالقدر الذى سيحرق كل بادرة امل في تطور الكرة السودانية، اما الجمهور فهو الوحيد الذى ظل يتابع الفيلم دون ان يطالب بـ(استراحة).!
شربكة أخيرة:
اذا كان الهلال يريد إعادة هيثم مصطفى فليقم بذلك دون التلذذ والاستمتاع بإيلامه، ودون ابداء اي (عنتريات) او (تشف)، اما هيثم نفسه فاأظن ان عليه ان يفهم جيداً انه لايعيش في بلاد تصنع النجوم وانما تتقن تدميرهم وتتحين الفرص لتطبيق ذلك الشئ، لذلك فعليه ان يغير الكثير من قناعاته وتصرفاته وافكاره (العاجية)، ليضمن بذلك استمرارية (هادئة) لما تبقى من مسيرته داخل الملاعب السودانية.
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني