هولاند يحذر قادة أفريقيا
قبل انعقاد القمة الخامسة عشرة لمنظمة الفرانكوفونية التي تستضيفها العاصمة السنغالية داكار اليوم السبت وغداً الأحد، تحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن أن بلاده تعد القارة الأفريقية على رأس أولوياتها. وأضاف (هولاند)، خلال حواره مع قناة (فرنسا 24): “أفريقيا لها نجاحات كثيرة ويجب دعمها في الحصول على منصب الأمين العام للأمم المتحدة”.
حسنا أن يضع السيد هولاند أفريقيا على رأس اولويات بلاده ولكن الحصول على منصب الأمين العام ليس سدرة المنتهى بالنسبة لأفريقيا، فسبق أن تبوأ الغاني كوفي عنان هذا المنصب وقبله المصري بطرس بطرس غالي، المطلوب في أفريقيا ليس مناصب تشريفية لا تنعكس على القارة الأفريقية، كما أن أفريقيا ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والتنموية وحسب رغم أنها في أمس الحاجة إليها بسبب الحروب وقسوة الطبيعة أحيانا كثيرة، ولكن الأهم المساهمة الدولية في إصلاح النظم السياسية وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال ديمقراطية حقيقة تنبع من وتتوافق مع الواقع الأفريقي بتعقيداته كافة.
القمة الفرانكفونية التي تأتي تحت شعار (المرأة والشباب الفرانكفونيون: سهام السلام وممثلو التنمية)، ويشارك فيها عدد كبير من قادة ورؤساء حكومات الدول الناطقة باللغة الفرنسية البالغ عددها 77 دولة، تمثل منبر لطرح هذه الرؤى الأفريقية التواقة إلى غد أفضل تتجاوز معه رواسب الماضي الاستعماري وانكسارات الحقب الوطنية الأولى، من أجل انطلاقة حديثة على جناحي التنمية الاقتصادية والسياسية معا.
الرئيس الفرنسي استبق القمة بإطلاق تحذير للقادة الأفارقة الذين يتشبثون بالسلطة رغم أنف القوانين والدساتير، وقال هولاند إن الرحيل القسري للرئيس البوركينابي لكومباوري من السلطة “يمكن أن يكون بمثابة درس للكثير من رؤساء الدول، ليس في أفريقيا وحسب”، وقال هولاند “لا يتم تغيير النظام الدستوري بدافع المصلحة الشخصية”. وأضاف “عندما نعمل على أن تصوت شعوبنا على دساتير عبر استفتاءات، لا يمكننا أن نعدلها بدون عواقب. عندما يبقى رئيس دولة عدة ولايات متتالية ومع تحديد سن معينة أو عدد ولايات محدد لا يمكن تجاوزه، فلا يمكنه أن يقرر عكس ذلك. هذا ما حصل في بوركينا”.
حديث الرئيس الفرنسي هو الواقع الأفريقي اليوم، الذي يحتاج إلى تغيير جوهري، بمساعدة القوى الكبرى، وخصوصا التي لها نفوذ ومصالح متشابكة مع أفريقيا، صحيح الرئيس الفرنسي سارع إلى التأكيد على أن بلاده ليست وصية على الدول الأفريقية، ولكنها تملك أوراقاً يمكنها أن توظفها لصالح هذا التحول المنشود إلى مرحلة جديدة كما حصل في بوركينا فاسو من تحول سياسي كان لفرنسا دور في التوصل إليه وتجيب بوركينا فاسو وغرب أفريقيا عموما مصيرا مجهولا سياسيا وأمنيا.
[/JUSTIFY] محمود الدنعو – العالم الآنصحيفة اليوم التالي