مقالات متنوعة
حكاية من الفشل الدبلوماسي..!!
وكيل وزارة الخارجية عبدالله الأزرق طلب الاستئناس برأي الصحافة في أحداث تابت بشمال دارفور التي مضى عليها عشرون يوما.. الحقيقة غطاها الأزرق بغبار كثيف.. مدير إدارة السلام بوزارة الخارجية قدم للإعلاميين صورة تقريبية لما حدث.. حسب السفير جمال الشيخ أن الاتهامات بوجود انتهاكات جاءت به إذاعة دبنقا في يوم الرابع من الشهر الجاري.. خفت قوات اليوناميد للتحقيق في الاتهام الخطير بعيد أربع وعشرين ساعة.. حراس المدينة ردوا البعثة الأممية التي لم تكن تحمل إذنا بدخول منطقة تابت.. لم تتمكن القوات الأممية من الحصول على الأذن إلا بعد خمسة أيام.
هذه الواقعة التي سردها مدير إدارة السلام تبرز أن وزارة الخارجية لم تستطع أن تتنبأ بمآلات الأحداث وتداعيات الاتهام.. بعد خمسة أيام اضطرت الوزارة لاستدعاء ممثل البعثة الأممية وفي غضون ساعتين تم منحه إذن الدخول إلى منطقة تابت.. بمعنى أن المعالجة التي جاءت بعد خمسة أيام كان من الممكن أن تتم والقوات الأممية على مداخل المدينة.. وأهمية شهادة هذه القوات أنها معتمدة في المحافل الدولية.
بعد تحقيقات خلصت بعثة (اليوناميد) أن اتهامات الاغتصاب عارية من الصحة.. البعثة الأممية حسب السفير الشيخ اعتبرت تلك التحقيقات قد تحتاج إلى تحريات إضافية.. في يوم الجمعة ١٤/١١/٢٠١٤ كان ممثل (اليوناميد) يجري مباحثات مع وكيل وزارة الخارجية حسب السفير الشيخ. اتفق الحانبان إلا تقدم البعثة الأممية طلبا بالدخول مجددا للمنطقة إلا بعد ثلاثة أيام.. البعثة حنثت بوعدها وطلبت من السلطات الولائية في شمال دارفور منحها إذنا بالدخول.. المفاجأة أن تلك السلطات منحت القوات الأممية إذن دخول.. هنا بدل أن تغضب وزارة الخارجية من السلطات الولائية عاقبت البعثة الأممية ومنعتها من دخول المنطقة نهائيا.. مدير إدارة السلام المح أن وزارته أحست أن تقرير يوناميد الثاني سيكون في غير مصلحتها.
في تقديري أن وزارة الخارجية تقف في الميدان الخطأ.. القضية الآن ليست بقاء أو طرد قوات (اليوناميد).. مجلس الأمن الدولي في نيويورك يناقش أزمة تابت فيما وكيل خارجيتنا يتحدث عن الحليب الطازج الذي يصل لقوات (اليوناميد) من ألمانيا.. النتيجة المتوقعة سيقع قرار أممي جديد على رأس شعبنا.. وفي ذات الوقت لن تغادر هذه القوات السودان.
بصراحة.. خرجت من المؤتمر الصحفي لوكيل وزارة الخارجية وأيقنت أن التصعيد مع قوات (اليوناميد) يتم بأجندة سياسية فشلت الدبلوماسية في تسويقها عبر شاعر ودبلوماسي ذرب اللسان.
الكاتب : عبد الباقي الظافر
تراسيم – صحيفة التيار