عالمية

السعودية تقول انها حققت انتصارا واليمن يتعهد بالاصلاح في حربه ضد القاعدة

(رويترز) – أعلنت السعودية الانتصار على المتمردين اليمنيين يوم الاربعاء عقب عرض للهدنة من المتمردين الذين قالوا انهم انسحبوا من كل الاراضي السعودية.

وقال الامير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع السعودي للصحفيين ان المملكة العربية السعودية حققت انتصارا واضحا واضاف أن المتمردين “لم ينسحبوا من أراضي المملكة” طواعية بل “دحروا عنها بالقوة”.

وعرض زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي الذي يقاتل مقاتلوه القوات السعودية وقوات الحكومة اليمنية وقف اطلاق النار يوم الاثنين قائلا انه يريد تجنب سفك الدماء وحماية المدنيين.

وتقاتل الحكومة اليمنية المتمردين من وقت لاخر منذ عام 2004. واشتد الصراع الصيف الماضي عندما شنت صنعاء عملية الارض المحروقة لسحق التصاعد الاخير في اعمال العنف.

ودخلت السعودية في الصراع في نوفمبر تشرين الثاني عندما استولى المتمردون على بعض الاراضي السعودية الامر الذي دفع الرياض الى شن هجوم ضدهم.

وقال مسؤول عسكري سعودي بارز ان السعودية لم تعد تتبادل اطلاق النار مع المتمردين الذين لم يبق منهم احد في الاراضي السعودية.

وقال اللواء سعيد الغامدي القائد العام للواء المظلي الاول للصحفيين على الحدود انه منذ ليلة يوم الثلاثاء ومنذ ان اعلن المتمردون عن وقف اطلاق النار لم يفتحوا النار ولم تشارك القوات السعودية في اي اشتباك. واضاف انهم ليسوا في الاراضي السعودية.

ومن ناحية اخرى أعترفت الحكومة اليمنية بالحاجة الملحة للاصلاح الاقتصادي والسياسي لدعم معركتها ضد تنظيم القاعدة المتشدد وذلك في مسودة بيان يصدر عقب مؤتمر دولي في العاصمة البريطانية لندن مساء يوم الاربعاء.

كما التزمت القوى الكبرى في مسودة البيان التي حصلت رويترز عليها قبل محادثات لندن بدعم اليمن في حربه ضد القاعدة وأقرت بالحاجة الى التعامل مع التحديات المتنامية في اليمن والا هدد ذلك الاستقرار الاقليمي.

ومن جانبه قال اليمن انه سيواصل المحادثات مع صندوق النقد الدولي في اطار برنامجه الاصلاحي لمحاربة الفقر الذي يخلق تربة خصبة للمتشددين.

ودعا جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني الى الاجتماع على عجل بعد ان اعلنت القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليتها عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب امريكية في رحلة من امستردام الى ديترويت يوم عيد الميلاد وكان على الطائرة 300 شخص.

وجاء في مسودة البيان “التحديات في اليمن اخذة في التنامي واذا لم تعالج ستهدد استقرار البلاد والمنطقة الاوسع.

“وتدرك حكومة اليمن الحاجة الملحة للتعامل مع هذه القضايا التي تتطلب انخراطا مستداما ومركزا.”

وأبرزت محاولة تفجير طائرة الركاب الامريكية كيف يمكن للقاعدة ان تهدد المصالح الغربية من اليمن ومخاطر تحوله الى دولة فاشلة مما يفاقم من التحديات الامنية الموجودة بالفعل في دولة الصومال التي يغيب عنها القانون في الجانب الاخر من خليج عدن.

ويقول البنك الدولي ان نحو 42 في المئة من سكان اليمن وعددهم 23 مليونا يعيشون بأقل من دولارين في اليوم. ومن المتوقع ان يتضاعف سكان اليمن خلال 20 عاما لكن فرص العمل قليلة بالفعل وموارد المياه أيضا اخذة في الانهيار مما يسهل على الجماعات المتشددة مثل القاعدة تجنيد الشبان المتذمرين.

ويشارك في اجتماع يوم الاربعاء دول مجموعة الثماني وجيران اليمن في مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى مصر والاردن وتركيا ومن المتوقع ان يتمخض عن دعم قوي لليمن وفي الوقت نفسه المضي قدما في التنمية الاقتصادية والاصلاح.

كما سيشارك في الاجتماع الذي سيبدأ الساعة 1600 بتوقيت جرينتش ويستمر ساعتين الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وقال ايفان لويس وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية في تسجيل فيديو بث على موقع حكومي “اليمن ليس دولة فاشلة لكنه دولة هشة بدرجة لا تصدق.

“نود ان نصل الى هناك مبكرا لنعرض المساعدة ونحول دون ان يصبح اليمن دولة فاشلة.”

وذكر ان الاجتماع سيركز على مساعدة حكومة اليمن على انعاش الاقتصاد وتوفير فرص عمل وتحسين الصحة والتعليم والقانون والنظام.

وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي لرويترز في مقابلة ان بلاده تواجه خطر أن تصير دولة فاشلة ما لم تساعدها القوى الغربية في تطوير اقتصادها بحيث يجد الشبان بدائل عن نهج التشدد.

كما ستضغط الوفود الغربية على اليمن للمضي قدما في الاصلاحات الاقتصادية ومحاربة الفساد.

وتعهد مؤتمر للمانحين عقد في لندن عام 2006 بنحو خمسة مليارات دولار لليمن لكن جزءا صغيرا فقط دفع بالفعل وأرجع ذلك جزئيا الى القلق من طريقة انفاق الاموال.

واعلنت الحكومة في صنعاء تحت ضغط من الولايات المتحدة والسعودية حربا مفتوحة على القاعدة هذا الشهر وصعدت ضرباتها الجوية وحملاتها الامنية بعدما قال جناحها في المنطقة انه يقف وراء المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة متجهة الى الولايات المتحدة يوم 25 ديسمبر كانون الاول.

وتخشى قوى غربية والسعودية من أن يصبح اليمن دولة فاشلة مما يتيح للقاعدة استغلال الفوضى واستخدام البلد قاعدة لشن مزيد من الهجمات في الخارج.

ويواجه اليمن الى جانب القاعدة تمردا شيعيا في الشمال وحركة انفصالية في الجنوب ونقصا في المياه وتراجعا في دخله من النفط وفي سلطة الدولة.

وترأس هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية وفد واشنطن في الاجتماع. وسيشارك عدد كبير من الوزراء في مؤتمر دولي عن أفغانستان يعقد يوم الخميس.

ورفعت بريطانيا مستوى التهديد الارهابي بعد محاولة ديترويت الفاشلة الى “شديد” بما يعني ان وقوع هجوم على البلاد مرجح جدا وعلقت الرحلات الجوية المباشرة من اليمن.

وشددت السلطات البريطانية اجراءات الامن في لندن خلال اجتماعات هذا الاسبوع.