عثمان ميرغني

الترابي.. (راقدلو فوق رأي)..!!

[JUSTIFY]
الترابي.. (راقدلو فوق رأي)..!!

ليلة أمس كان أول ظهور لدكتور حسن الترابي بعد صوم طويل.. منذ أن بدأ خطوات الحوار والتقارب مع نده حزب المؤتمر الوطني.. الترابي تحدث في منبر نقابة المحامين.. في حدث يضاف في ميزان حسنات النقيب الجديد للمحامين الأستاذ الطيب هارون..
وكانت نقابة المحامين في الفترة الماضية (بالتحديد منذ 1989) انطوت تحت جناح الحكومة واكتفت بدل الندوات- بالأفراح والليالي الملاح التي تقدمها لمن يحجزون مسرحها.
لكن ظهور الترابي أثار من الأئلة أكثر مما قدم من الإجابات.. وزاد الغموض ضباباً.. فالترابي أشهر معارضته لمشروع تعديل الدستور.. ربما من منطلق تخصصه القانوني علاوة على موقفه السياسي.. لكن ليس واضحاً هل يعني ذلك مجرد (براءة) للتاريخ من هذه التعديلات أم أن حزب المؤتمر الشعبي يضع نفسه في مواجهة مع مشروع التعديلات.. من داخل وخارج البرلمان.. فللحزب كتلة برلمانية رغم ضعف تأثيرها.. وله منابر إعلامية في ندواته وتصريحات أمينه السياسي التي لا تغيب عن الإعلام..
في حديث الترابي تلميح إلى أن مشروع تعديل الدستور أن استمر وبلغ ما تريده الحكومة.. فسيطلق صفارة نهاية المباراة.. مباراة الحوار المملة.. لكني أشك أن الترابي راغب أو قادر على المضي إلى هذا الحد في مواجهة مشروع التعديلات الدستورية.. لسبب بسيط للغاية.. هو أن لسان حال الترابي يقول: (دستور ايه اللي جاي تقولي عليه) على نسق أغنية الفنانة أم كلثوم..
الدستور بطوله وعرضه لا يحرم حراماً ولا يحل حلالاً في المسلك العام.. الحكومة تعامله مثل قصة صنم عمر.. متى ما جاع أكله.. فالحكومة تحترم الدستور عندما يحترمها.. وتدوس عليه بالأرجل.. عندما يعترض طريقها..
إن يخوض الترابي معركة من أجل دستور هو أصلاً شبه مجمد فذلك امر لا يشبه ذكاء الترابي.. فمعاركه مدخرة لحين إشعار آخر..
وليس واضحاً في متى (هذا الإشعار الآخر) في ذهن الترابي.. فطريق الحوار الذي وضع فيه كل البيض لا يبدو منتجاً.. ممطوط ومجمد بلا محطات واضحة لمسيرته.. فحزب المؤتمر الوطني وحده من يملك (البصمة) التي تفتح باب الحوار وتغلقه متى شاء.. وفي ظل سريان جدول الانتخابات لا يبدو أن حزب المؤتمر الوطني مستعد لحوار طرفه الآخر يعول على قرار بوقف الانتخابات.. بكل يقين الوطني يفضل أن يبدأ الحوار بعد الانتخابات.. في ظل الأمر الواقع الذي سيجنبه المسابقة الانتخابية التي تجري من جانب واحد..
على كل حال.. الترابي لا يزال (نجم شباك) سياسي قادر على استثمار الصمت أحياناً أكثر من الكلام.. وأنا موقن أنه لم يقل ما يريد أن يقوله حتى اللحظة.. فهو على رأي بيان وزارة الخارجية أمس.. هناك (شئ ما) في عقل الترابي.. أو باللغة الدراجة (راقدلو فوق رأي)..!!
[/JUSTIFY]

عثمان ميرغني
حديث المدينة – صحيفة التيار
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]