أن تكون عطبروايا ليست جريمة
كتب الأخ الأستاذ خالد محيي الدين مقالة تحت عنوان (عطبرة نظرة أخرى).. وهو يومئذ يرد على ما عدَّها مقالات جانحة في حق عاصمة الحديد والنار.. على أن أصحابها يلبسون نظارات سوداء، فيرون الشوك فوق الورود، ويعموا أن يروا الندي فوقها إكليلا.. والإشارة هنا لنداء صاحب الطلاسم كن جميلاً ترى الوجود جميلا.. والمدهش أن شاعر المهجر إيليا أبوماضي هو ذاته من قال في شطرة متأخرة من القصيدة نفسها.. أدركت كنهها طيور الروابي، فمن العار أن تظل جهوﻻ!! الأخ خالد محيي الدين عاب على هؤﻻء الكتاب إنهم لم يدخلوا المدينة من أبوابها ليشاهدوا روعة وجمال الميناء البري على سبيل المشروعات العملاقة التي من بينها الفنادق الباهرة.. وركزوا على مستشفى المدينة التاريخي ولم يشيروا إلى مستشفى التأمين الصحي الحديث.. ثم إنهم لم يقدموا بين يدي نجوى سخطهم بعض المقترحات والحلول و.. و..
وكنت من ضمن الذين كتبوا عن المدينة الفكرة والثورة.. مدينة الرفاق والقطرجية والعمال.. معلقا على ما رسمه الأخ علاء دبورة عن مدينته الخراب ! ليس كمدينة ود المكي.. مدينة الهدى والنور مدينته الحقيقة والضياء مدينته القباب.. غير أن دبورة تحدث عن مدينته الغياب !!
برغم أن الأخ العزيز خالد محيي الدين لم يعدني من الجانحين الأشرار الذين تجنوا على عاصمة الحديد والنار.. غير أن ما استفذني في رسالته هو المطالبة بقيمة طرح البدائل وهو يومئذٍ موفق ومحق في ذلك.. فمن السهل رسم صورة قاتمة تلامس الحقيقة أو تجانبها.. لكن في المقابل من العدل والإحسان أن تترك وراءك خارطة طريق.. وإلا نصبح معاشر الصحفيين متهمين في عقر صدقية مهنتنا بأننا قوم دعاة نقد ونقض !
رأيت أن أقول أخي خالد هنالك فرصة وأمل لتصبح عطبرة المدينة الحديقة والحقيقة.. أنها مدينة ضيقة جدا ولو غرست فيها شجرة واحدة أو زرعت عمود كهرباء واحد، فإنه سيكون ظاهرا للعيان ﻻ محالة.. وأشير هنا لبعض الطرق الداخلية المعبدة والمنارة كيف كان احتشادها.. غير أن عطبرة تستحق مضاعفة هذه المكتسبات ذلك بالنظر والمقاربة مع مدينة مثل مدينة بورتسودان من حيث المساحة.. نجد أن بورتسودان تحرجنا نظافة وتسويرا وأرصفة وتنويرا وتشجيرا !! بورتسودان صاحبة الماء والبحر المالح، ونحن الذين تجري من تحت مدينتنا الأنهار !! أخي خالد أنا لم أماثل عطبرة بأثينا أو فرانكفورت أو حتى بورسعيد بل أقاربها بشقيقتها بورتسودان !
* مخرج.. ينسب للطبيب عبدالغفار عبدالرحيم لما طلب منه مغادرة مدينة عطبرة ذات نشاط فكري.. قال الرجل وهو يرحل عن المدينة الرفاق والثورة.. لن آسى على فراق مدينة رئيسها كمساري سكة حديد!! والإشارة هنا لرئيس نقابة عمال هيئة السكة الحديد.. غير أن عطبرة على عهد أولئك الكماسرة كانت أفضل ألف مرة وهي تدار الآن بحكومة المحليات !! كان حي السودنة الذي تركه المستعمر أفضل وأجمل حي سوداني وهو يستلهم فكرة السكن في الريف البريطاني الشهير.. لدرجة ذلك (الهتاف الردة) ألا ليت الاستعمار يعود يوما فأخبره بما فعل…!! غير أن النهضة ممكنة ولنا عودة بحول الله وقوته… تصبحون على خير …
[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]