فوز المرأة الفظة
أظهرت النتائج غير الرسمية للانتخابات الرئاسية في البرازيل فوز الرئيسة المنتهية ولايتها ديلما روسيف بنحو 51% من الأصوات، بفارق ضئيل عن منافسها زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي آيسيو نيفيس في جولة الإعادة للاقتراع الذي جري يوم الأحد.
إذن وبعد تنافس محموم وجولة إعادة حسمت روسيف المعركة لصالحها، وتستمر لسنوات أربع أخريات كأول رئيسة للبرازيل و16 عاما متواصلة من هيمنة حزب العمال اليساري على السلطة في البرازيل، روسيف أو المرأة الحديدية كما يلقبونها في البرازيل حريصة على المضي في درب سلفها الرئيس لولا دا سيلفا الذي قرب حزب العمال لقلوب الفقراء والطبقات الوسطى في البرازيل من خلال برامج الدعم الاجتماعي مستفيدا من الإنجازات الاقتصادية التي تحققت في عهده، والتي لاتزال روسيف تقتاد عليها سياسيا.
المرأة الحديدية أو الفظة كما قالت ذات اليوم، أعلنت خلال كلمة لها بمناسبة فوزها أن أهم أولوياتها في فترة رئاستها الثانية هي الإصلاح السياسي، ووعدت بالتعاون مع الكونغرس بشأن التغييرات التي تطلبها البلاد، كما أكدت التزامها بالانضباط المالي والسيطرة على التضخم.
روسيف التي كانت وزيرة للمناجم في عهد لولا دا سليفا شديدة الاعتزاز بقائدها دا سيلفا، فعندما تم تنصيبها أول امرأة تتولى رئاسة البرازيل بعد فوزها في انتخابات 2011 خلفا لدا سيلفا قالت: «بعد هذا الرجل العظيم لولا، ستتولى حكم البرازيل امرأة، ستواصل البرازيل على نهج لولا».
يقولون في البرازيل إن روسيف نسخة أكثر صرامة من داسيلفا المرح والمقرب من الناس العاديين، ولكن روسيف التي سارت على نهجه سياسيا، فارقت صفاته الشخصية واحتفظت بوجهها الصارم حتى بعد أن نصوحها بأن تخلع تلك النظارات السميكة التي كانت ترتديها، صرامتها ليست في الشكل بل في السلوك اليوم، فهي صارمة في التعامل مع وزراء حكومتها بل في انتقادهم وتعنيفهم في حال تقاعسهم عن مهامهم عبر وسائل الإعلام، وسُئلت ذات مرة في مقابلة صحيفة لماذا تتصرف مع الوزراء بهذه الصرامة خصوصا الرجال منهم فكان ردها: «أنا في حكومة وفي بلد لا يتحمل فيه أي رجل وزر مواقفه. أنا المرأة الفظة الوحيدة في البرازيل ومحاطة برجال لبقين».
في عالم السياسة بعض الصفات الشخصية قد تساعد، ولكنها ليست الحاسمة، فالصرامة التي تتحلى بها رئيسة البرازيل أكسبتها جلداً وصبراً كبيرين لتجاوز الكثير من المطبات السياسية آخرها الاحتجاجات التي رافقت تنظيم بطولة كأس العالم بالبرازيل في يونيو الماضي، والاختبار الصعب لها ولحزبها باللجوء إلى جولة الإعادة لحسم معركة الانتخابات، فهل ستتعامل مع الملف الاقتصادي بذات الصرامة؟
[/JUSTIFY] محمود الدنعوالعالم الآن – صحيفة اليوم التالي