حوارات ولقاءات

الامام الصادق المهدي في حديث الانتخابات: قرار المشاركة في الانتخابات لم يتخذ بعد

قضايا كثيرة وملفات معقدة تنضح بها الساحة السياسية السودانية، ووسط هذا الحراك الذي يفتقد في كثير من جوانبه البوصلة التي تقوده الى الاتجاه الصحيح، تبرز قضية الانتخابات ومآلاتها في أولويات السياسية السودانية كأم لتلك القضايا والمشاكل التي تحيط بالسودان، «الصحافة» إيماناً منها بأهمية ذلك جلست الى السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، وقلبت معه دفترد الانتخابات السودانية من وجهة نظره واستعدادتهم كحزب لها، فإلى مضابط الحوار.
بدأ العد التنازلي لفتح باب الترشيح للانتخابات، هل أنتم مستعدون؟
منذ حين نحن بدأنا الاستعداد للانتخابات، وكان المؤتمر السابع للحزب هو حقيقة الحركة الأولى بالنسبة للانتخابات، نعتقد أننا الآن عندنا تنظيم ديمقراطي في كل أجزاء السودان في الداخل والخارج، وهذا التنظيم عقد «6» آلاف مؤتمر قاعدي. في مؤتمرات قاعدية شعبية، ومؤتمرات قاعدية نوعية تشمل المهنيين والطلبة والنقابيين، هذه المؤتمرات صعدت أكثر من «4» آلاف للمؤتمر العام الذي كان بمثابة برغم انه إلتزام تنظيمي دوري ولكنه أيضا كان بمثابة آخر مؤتمر يعقد قبل الانتخابات لذلك أخذ في حسبانه هذه المسألة. مباشرة بعد المؤتمر كونا اللجنة العليا للانتخابات من أجهزة الحزب المختلفة التشريعية والرئاسية والتنفيذية القومية والولائية، لجنة الانتخابات العليا أعدت العدة لخوض الانتخابات، صدر منها حتى الآن المنشور الاول حول التسجيل، وبهذا المعنى خططنا لتسجيل بأعلى صورة نستطيع ونعتقد أننا حققنا درجة لا بأس بها من عددية التسجيل، ولكن لاحظنا بأن هناك مخالفات كبيرة ستشوّه نوعية وقيمة التسجيل نفسه.
المخالفات التي قمتم بتسجيلها هل ستشكك في نزاهة الانتخابات؟
مؤكد تشكك في نزاهة الانتخابات اذا لم تعالج، وسلمنا المفوضية تقريرا أثرنا فيه عشرين نقطة مخالفة في التسجيل، وفي كل واحدة من هذه المخالفات مضروب مثل بها في مكان بعين وإجراء معين، طالبنا بتحقيق باعتبار انه بدون هذا التحقيق وبدون إزالة هذه العيوب ستكون نوعية ومستوى التسجيل معيب.
جاءكم رد من المفوضية بخصوص هذه الملاحظات؟
لم ترد حتى الآن ومنتظرين ردهم، وصدر من اللجنة العليا للانتخابات بالحزب منشور ثاني حول الترشيح، بإعتبار ان فكرة الترشيح في كل المواقع متروكة للقواعد وطرحت لهم آلية لحسم الخلافات.
هل ستخوضون الانتخابات في كافة مستوياتها؟
سنخوض الانتخابات في كل المستويات، ونأمل في ظرف الاسبوعين القادمين ان ننهي هذه المسألة المتعلقة بالترشيحات، وستكون عندنا قائمة المرشحين للولاة وكل المجالس التشريعية وبقية المستويات.
هل ستترشحون لرئاسة الجمهورية؟
رئاسة الجمهورية مبدءاً موجود، لكن عملنا الآلية متى ما تجتمع هذه الآلية لمناقشة هذا الموضوع لتقرر بشأنه، لم يتم تحديد المرشح ولكن حددت الآلية من الجهة التي تقرر في ذلك.
منذ انتخابات 1986م أنتم متهمون بأنكم تصدّرون المرشحين من المركز للولايات؟
هذا كان زمان أيام الستينات،لأنه في الثمانينات لم يكن هناك أي أحد تم تصديره من المركز، نحن منذ زمن حزب الامة قرر أن هذا الامر للقواعد، حتى لما يكون في خطر على الحزب الرئاسة لاتتدخل وفقدنا بعض الدوائر بسبب تعدد المرشحين، لكن انتخابات «1986م» كانت مائة بالمائة بقرارات اللجان حتى عندما يأتوم يطلبون منا عندما يختلفون في مرشح نقول لهم ما عندنا مانع لكن الرأي الاول للجانكم.
ستخوض الانتخابات خمسة أحزاب «أمه»، ألا يهدد ذلك مكاسبكم التاريخية؟
نحن نعتبر هذه التيارات «فقاقيع» مثل ما حدث في انتخابات 1986م، التي خاضها ثلاثة من الاحزاب باسم حزب الامة، ويمكن ان يخوض هذه الانتخابات سبعة تيارات باسم حزب الامة لكن كلها أصفار على الشمال، نحن عندنا قاعدة، أولاً نحن ما رفدناهم من الحزب أصلاً، والحقيقة الناس الطلعوا مننا مافي واحد منهم ظلم ومستعدون لأي جهة تحقق ولم يساء لأحد منهم ولم يغيب أحد منهم، هم الاعتدوا على الحزب، حزبهم لم يرفدهم ولذلك الباب مفتوح ليهم.
لكن مبارك الفاضل تحدث عن رغبة في الوحدة عندهم لكن السيد الصادق ليس له رغبة؟
لا.. مش صحيح.. مش السيد الصادق هو البقرر.. هذا برضو كلام غير صحيح . الحزب هو الذي يقرر والحزب وضع مقاييس حتى لاتكرر هذه المسائل بأن يعترف هؤلاء أولاً بأنهم أخطأوا لأنهم اشتركوا في قرار ومشوا تآمروا مع المؤتمر الوطني وانضموا للحكومة وسموا هذا إصلاح وتجديد وهم ما إصلاح وما تجديد لأنهم انضموا لنظام شمولي فمن وقته كان الوضع معيب، نحن لم نرفدهم والحزب لم يقرر ذلك، وقرر اذا أرادوا أن يرجعوا أفراد يرجعوا، لكن يرجعوا كتنظيم لا.. لأنه نحن بالصورة هذه بنخلق شلل داخل الحزب وهذا ما مقبول لذلك في ناس كثر منهم رجعوا مثل علي حسن تاج الدين ويوسف تكنة وصديق محمد احمد وصديق التوم، رجعوا كأفراد، العايز يرجع يرجع بالصيغ الفردية يرجع، لكن نحن ما ممكن ندخل لينا مع جماعة باسم حزب الامة، بعدين التسمي باسم حزب الامة هذا غير صحيح لأنه نوع من التضليل، لأن الحزب هذا له تاريخ وفي ثلاثه أشياء لا أحد يستطيع ان ينازع فيهم، أولاً الشرعية التاريخية، الحزب عنده شرعية تاريخية، ثانياً الشرعية النضالية، ثالثا: الشرعية الفكرية، هؤلاء الذين طلعوا من الحزب ما عندهم فكر بسطر واحد، هم طلعوا لأطماع ولم يجدوا أطماع مع المؤتمر الوطني «ودفقوا مويتهم علي الرهاب» الآن مافي مانع إنهم يرجعوا في تقديرنا، لكن نحن ما بنجري وراهم، نحن بنقول ما أخطأنا في حقهم وقلنا ليهم تعالوا حققوا، بل هم الأخطأوا في حقنا.
هناك أيضا مجموعة التيار العام، لم ينشقوا من الحزب ولكن لهم مطالب؟
نفس الشئ، وهؤلاء نحن في حوار معهم، وهؤلاء شهدوا وحضروا المؤتمر العام السابع كله واشتركوا فيه وباركوا.
أين وصل الحوار معهم؟
يعني ماشي كويس، لكني أريد أن أقول برضو انه هؤلاء الاخوة شاركوا في كل شئ مافي حد غيبهم، وحتى الزيارات التي تمت تمت باقتراح منهم، وعلي أي حال الآن في حوار ماشي نحو الحل، لكن أريد أن أقول انه نحن بالنسبة لكل الاخوان الاختلفوا معانا مافي واحد أبعد أو طرد الي الآن مهما عمل ومافي واحد اسيء له.
ألا تؤثر هذه الخلافات والانشقاقات عليكم في الانتخابات؟
ممكن يكون في تأثير، لكن مش مهم، انت بتدخل الانتخابات بأسس مبدئية وتنظيمية «ما عايز تتعذر بالشكر».
هل أعددتم برنامجكم الانتخابي؟
عندنا برنامجنا الانتخابي الذي عمل أصلاً في المؤتمر وهو نحو سودان عريض، قلنا أصلاً تصدرنا فيه رايات، راية المؤتمر الوطني راية التمديد انه هو داير الناس يعطوه تأييد ونحن نسميها التمديد، وقلنا أخوانا في الحركة الشعبية عندهم السودان الجديد، ونحن طرحنا السودان العريض، فبرنامجنا هو السودان العريض، لكن البرنامج هذا الذي تمت إجازته هناك لجنة الآن تعمل له في مراجعة لأنه في مستجدات بالضرورة ان تؤخذ في الحسبان مثل احتمال انفصال الجنوب فلازم نقول نحن طارحين فكرة وحدة جاذبة أو جوار اخوي، وهذا طرأ بعد المؤتمر العام السابع هذه الاشياء سنضمنها في البرنامج وسيخرج البرنامج بالشكل المكتمل، ولكن أساس البرنامج هو السودان العريض.
أين التنمية والوضع الاقتصادي وقضايا المواطنين المعيشية؟
هذا كله وضع في المؤتمر العام السابع، فيما يتعلق بالاقتصاد نحن منذ مدة نحضر لمؤتمر قومي اقتصادي ولازم هذا يحصل قبل الانتخابات، نفتكر في أشياء كثيرة جداً، والآن خاصة بعد فشل الموسم الزراعي هذا يقتضي الدخول في مثل هذه القضايا، نحن دعينا للمؤتمر الاقتصادي القومي ونأمل ان نعقده قبل الانتخابات، بنفتكر انه لابد ان نطرح للناس في النقابات ماذا نعني بالاصلاح الاقتصادي المطلوب.
العمل السياسي أصبح مكلف مالياً هل أنتم مستعدون للانتخابات ماليا؟
نحن بنفتكر في مصادر تمويل، في المصدر الذاتي وشغالين فيه وناسنا بتبرعوا ولكن هذا ضعيف، وفي المصدر الذي يأتي من الجهات المانحة نحن نعتقد انه في جهات كثيرة دولية بتدعم التحول الديمقراطي نحن نعتبر هذه المسألة توضع لها ضوابط لتمويل.
ألا يخالف ذلك قانون الأحزاب؟
لا.. في التدريب والتأهيل وبناء القدرات مثل هذه، والمصدر الثالث نحن مقترحين أو مطالبين الدولة، الدولة الآن بتمول المؤتمر الوطني وهذا تمويل أعرج ومنحاز لأن المؤتمر الوطني يستخدم وسائل الدولة، وقياداته المختلفة هم المسئولين الاداريين والتنفيذيين في الدولة وهذا موضوع خطر، على كل حال نحن بنطالب الدولة تناقش هذا الموضوع ونتفق فيه على قاعدة عادلة.
لديكم قوى خارجية صديقة هل ستقبلون دعمها في الانتخابات؟
حتى الآن أقدر أقول مافي أي دولة بتدعمنا لا في الداخل أو الخارج، نحن بنعتقد ان حزب الامة الآن يخوض هذه التجربة كلها بموارده الذاتية وليس عندنا اي تمويل من جهة رسمية لا سودانية ولا أجنبية. عملنا ميزانية للانتخابات وكل مرحلة نعمل لها ميزانية، ولدينا لجنة مالية تابعة للجنة الانتخابات في الحزب هي التي وضعت الميزانية للتسجيل والآن تضع في ميزانية المرحلة القادمة الترشيح والتعبئة وخوض الانتخابات.
لماذا لم تنشئوا مؤسسات اقتصادية خاصة لدعم للحزب؟
كل محاولة لهذا الموضوع ضربت من قبل المؤتمر الوطني، والمؤتمر الوطني بسياسة التمكين بيحتكر هو لنفسه، حتى الناس الشغالين في العمل الاقتصادي التقليدية ضايقهم بكل الوسائل الممكنة، بإعفاءات من الضرائب والجمارك أعطوها للموالين لهم، بوسائل كثيرة جدا مكنوا لبعض التجار، وهسي يتفاخرون بأن تجارهم اتبرعوا ليهم، التجار الذين اتبرعوا ديل بردّوا الجميل بس، أعطوهم هم الامكانيات يعني في صفقة، ناس سهلوا ليهم وعاملوهم معاملة خاصة وهؤلاء بردوا الجميل للمؤتمر الوطني، هذه ظاهرة تشويهية لازم يعترفوا بحقيقتها، فالمؤتمر الوطني عن طريق أجهزته السياسية والادارية والأمنية في السلطة ضرب كل القوى السياسية الاخرى في مصادرها الاقتصادية، نحن كنا بنفكر كتير في عمل مؤسسات اقتصادية بدأنا الآن لكن في الوقت السابق أي مجهود نعمله نواجه بتضييق ومنع، وسياسة التمكين كان فهما هو تمكين للذات وتقويض الآخر هذا فهمها.
قيام حركات سياسية وعسكرية في الشرق ودارفور هل سيكون خصما على رصيدكم التقليدي في الانتخابات؟
لا شك حاتكون في تغيرات، وقلنا في المؤتمر السابع السودان الحالي متغير، في نسبة من الشباب كبيرة جداً دخلت ما كانت موجودة في البال، وهناك الاتجاهات القبلية والجهوية القوية جداً، النظام بما انه أضعف وضرب الاحزاب أفسح المجال للقبليات والجهويات بصورة غير مسبوقة في تاريخ السودان، النظام هذا رجعنا الى ما قبل مؤتمر الخريجين، وللاسف كثير من المثقفين صاروا يدعمون القبلية حتى تكون لهم سلم باعتبارها بقت المدخل والسلم، هذا في الحقيقة تشويه حصل لكنه واقع، هناك المرأة عنصر جديد، والشباب والمرأة والجهوية والمفاهيم الجديدة هذه اعتقد أنها محتاجة لمعالجة خاصة وفعلاً في المؤتمر الأخير خاطبنا هذه القضايا الفئوية والنوعية والجهوية. وصار هناك القوى الجديدة وهي انواع، القوى الجديدة المدنية والقوى الجديدة المسلحة، هي قوى جديد مافي شك، القوى الجديدة المدنية هي رفعت شعارات «حسم وحتم وغيرها» هذه القوى قدمت نفسها كبديل مدني سياسي، لكن نحن نعتقد إنها ما استطاعت تعمل لنفسها موقع حقيقي لذلك هي ذاتها اتفككت، وكل هذه القوى المدنية كان مفروض تحتل مكان القوى السياسية الشعبية التاريخية تبددت، حتى الناس الذين خرجوا من الاحزاب وسموا أنفسم إصلاح وتجديد وغيره ما استطاعوا يؤدوا أي أداء، والقوى المدنية التي تطلعت لإبداء فكرة التغيير في تقديرنا هي عبرت عن رغبة تقديم بديل لكن في الواقع تفككت أكثر من تفكك الاحزاب التاريخية، وتفككها هذا ظاهرة لابد من دراستها. والقوى الوحيدة التي حافظت على شئ من تماسكها هي القوى التي اعتمدت على شئ من العصبية القبلية، وهذه الى حد كبير هي القوى التي اعتمدت على نوع من العصبية واعتمدت على الضبط والربط المسلح، هذه حقيقة كونت لنفسها أجهزة ومكانة لكن هؤلاء برضو اصيبوا بداء التفكك، أحزاب دارفور كانت عشية مفاوضات أبوجا حركتين الآن اكثر من «30» حركة، وهي مفككه على اسس شخصية وقبلية ما ممكن تكون قدمت بديل، هي عبرت عن احتجاج وعملت عمل مسلح قوي، وعبت دعم خارجي لموقفها لكن عشان تقوم ببديل سياسي في تقديرنا ما حصل، في نفس الوقت نحن في حزب الأمه أخذنا من الحركة دي مواقف ايجابية نحن ما أديناها ولا طردناها بالعكس نحن قلنا أهدافها فيما يتعلق بمطالب الاقليمية صحيحة وان هذه الأهداف هي نفسها خاطبناها في مؤتمر أسمراء للقضايا المصيرية، كان رأينا ان مشاكل السودان فيما يتعلق بتوزيع السلطة والثروة الحيوانية واحدة ليست لجنوب وحده بل لكل اهل السودان بإستثناء تقرير المصير للجنوب. بقية الاشياء الوضع في تقديرنا كان مشترك وظلينا نحن نقول هذا الكلام بأننا مع هذه الاهداف لكن ضد الوسيلة ولذلك اعتقد أنه اذا تطورت الاوضاع وتخلوا عن السلاح وصارت قوى مدنية هي مصيرها لكي تخدم الاقليم أنها تتفاهم معنا لأنها ما عندها قاعدة كبيرة، افتكر انه هذا ممهد له ونحن واضحين في ذلك، نعم بفتكر في تغيير ونحن كذلك تغيرنا، ونحن تأقلمنا مع التغيير.
التغيير الذي حدث في تركيبة المجتمع الاجتماعية هل سيزيد من رصيدكم أم سيكون خصما عليه؟
لو في حرية أنا افتكر انه سيزيد رصيدنا، لو ما حصلت وسائل تزوير، ونحن بنزيد لأننا أولاً: اخذنا موقف نضالي واضح ودفعنا الثمن من كل مظالم الانفاذ هذا يعطينا ربح مع الشعب، ثانياً: لأننا ظللنا على طول هذه الفترة نواجه العمل بفكر جديد متجدد، نحن الآن عندنا غير العمل الحزبي عمل فكري وثقافي ورياضي، وفي نفس الوقت نطرح ما أسميناه التحالفات الذكية مع الصحافة والثقافة والرياضة، نفتكر هذه أفكار جديدة تساعدنا في استقطاب عناصر، واعتقد اننا كنا أكثر حزب خاطب قضية عودة المرأة أو تحريرها في كل النواحي، ودفعنا ثمن هذا مع الافكار المتخلفة والمغلقة دفعنا ثمن أننا رفعنا شعارات تحرير المرأة بصورة غير موجودة في الاحزاب الاخرى.
هل الملعب السياسي نظيف وستكون المنافسة متكافئة؟
هذا السؤال الكبير.. نحن بنفتكر أنه الانتخابات عشان تكون انتخابات لابد من استحقاقات وهذه الاستحقاقات هي كفالة الحريات، طبعاً قانون الأمن الأخير هذا معناه مافي حريات هذه واحدة من العقبات لازم تزول، ثانيا: لابد من حيدة أجهزة الدولة الرسمية بأن لا يأتي حاكم أو والي يؤثر على الانتخابات، ثالثا: لازم توزع فرص الاعلام القومي الاذاعة والتلفزيون بين الاحزاب بالتساوي، رابعاً: لازم تحل مشكلة دارفور، لأنه اي نوع من التغييب لدارفور بيعمل أذى بالغ جداً.
طيب أنتم ما خضتم انتخابات جزئية في الجنوب سنة 1986م؟
كان خطأ، ونتائجه بطالة.. الناس بتعلموا من الأخطاء وما يكرروها، كان الاجراء ذلك غلط وجاءت نتائج سيئة والناس بيستفيدوا من تجاربهم.
هل تفتكر أن الأوضاع الأمنية في دارفور ستعيق الانتخابات؟
نحن ندرس في هذا لنقول كلام محدد.. نحن بنأمل انه حركات دارفور نفسها تنخرط في الانتخابات لأن هذه الطريقة الوحيدة الممكن يعبروا مدنياً عن تطلعاتهم، لكن الاشياء هذه كلها حتى الآن ما معروف حايحصل فيها شنو.
هذه الاستحقاقات تعملها الحكومة وأنتم الآن تشكوها للاتحاد الأوربي والأمم المتحدة؟
لا.. نحن ما اشتكيناها نحن أطلعنا القوى هذي كلها على الحاصل لأنها مراقبة وبعضها مثل يونمس عندها وجود بالقانون، فهم طلبوا من الاتحاد الاوربي ان يأتي مراقب وكذلك مركز كارتر فهولاء جايين يراقبوا لازم نزودهم بمعلومات.
هل وصلتم لطريق مسدود مع الحكومة حول هذه القضايا؟
لسة ما وصلنا لطريق مسدود لكن جائز، لأنه الحصل مؤخراً نحن كان اتفقنا معاهم على دعوة لما أسميناه قمة سياسية وفكرتها «8» من الحكومة و»8» من المعارضة ليبحثوا القضايا لأنه بقت في أجندة وطنية منها استحقاقات الانتخابات والحرية ودارفور هذه كانت الاجندة الوطنية، للاسف هم قاموا ما انتظروا هذه النتيجة ومشوا بطريقة فردية في إجازة القوانين، ونحن بنفتكر هذا خلق جو معادي وعدم ثقة، ودعيت كل القوى السياسية عشان نتفق على الخطوات هذه لكن واجهنا المؤتمر الوطني بأنه لم يهتم، وانه عنده الاغلبية يمكن أن يمرر القوانين حسب هواه هو، طبعاً هذا كان عيب كبير في نظر كل الناس، انت هنا متفق مع الناس على آلية مفروض تجمد الاشياء حتى يحصل اتفاق لأن الاشياء ما نسبية، والمؤتمر الوطني جرب العمل الانفرادي الآن المفروض يستمع للاخرين، الشاهد في الفكره انه المؤتمر الوطني يقول انه يريد ان يحاور وماشي في عناد والانفراد بصرف النظر عن الآخرين وهذا هو الخطأ الكبير، لذا الناس قالوا إذا لم يجمدوا هذه الاشياء وبقى جاد وما عايز يفرض على الناس أشياءه مافي معنى للحوار.
هذا الموقف هل سيؤثر على موقفكم من الانتخابات؟
الموقف من الانتخابات لسة ما تقرر، كل هذه بتكون مسائل تراكمية، عشان تبقى في انتخابات لابد أن تدفع بعض الاستحقاقات.
وإذا لم يحدث ذلك؟
خلاص الناس حايقرروا، إذا أصلاً الانتخابات طبخات لصالح حزب من الاحزاب مافي حد حيدخل فيها، اذا في انتخابات فيها تنافس حقيقي الناس بيدخلوا فيها، والر د على السؤال هذا يتوقف على حقائق كثيرة بنجمع فيها لنبني بعد ذلك موقفنا عليها.
لديكم تحالفات مع القوى السياسية حول القوانين هل لديكم اتجاه لمناقشة تحالفات انتخابية؟
كل شئ بوقته.. الآن مافي أي كلام عن تحالفات لكن وارد… في تحالف حول الاجندة الوطنية مثل السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي ودارفور، أما هذا التحالف يعكف نفسه على إجراءات في الانتخابات معينة حتى الآن لم يتخذ قرار.
هل ستشهد هذه الانتخابات أي مفاجآت بظهور قوى جديدة أو مستقلين؟
وارد جداً.. مافي شكل حايكون في تغيير لكن التنظيمات الجديدة ما قدرت حتى الآن تقنع وتخلق لنفسها قاعدة حتى يقال ان هناك قوى جديده برزت، المستقلين اذا في قيادات من المستقلين ثبت انها مناضلة مش مستقلين في أبراج عاجية وثبت أنهم عملوا عمل كبير في الدوائر الحضرية سيجدون تأييد.
هؤلاء أحياناً يجدون دعما من بعض الأحزاب؟
اذا في قيادي مش بس يكون مستقل لازم يكون مناضل لأنه العمل السياسي يحتاج لتضحية
هل يمكن أن نقول ٌن الانتخابات القادمة ستعمتد على شخصية المرشح أكثر من البرنامج والحزب؟
لا.. بالعكس لأن الاحزاب سيكون لها دور أكبر لأنها توحد الرموز، وكذلك صار هناك انتخاب القائمة هذا يعطي دور للاحزاب أكبر من زمان، فدور الاحزاب مع كل ما أصابها نسبياً بالقياس للانتخابات الماضية اكبر، لكن مع هذا مافي شك في مجال لأشخاص مستقلين لكن يكونوا مناضلين.
هناك مقترحات بتجزئة الانتخابات وأخرى بتأجيلها؟
كل أفكار جديدة وارد بحثها، لكن يجب ان تبحث في وعاء قومي، وتطرح كل المسائل نحن عايزين انتخابات حرة ونزيهة، اذا في اي كلام عن تعديل مواعيد يجب ان يكون مربوط بالهدف هذا مش معزول منه، انا افتكر انه الجنوب برمج نفسه على الاستفتاء 2011م وزي في نوع من الاتهام بأن الجنوبيين ينخدعون في ذلك وبقي في شعور بذلك خصوصاً في جهات في الشمال أعطت انطباع ما معناه عمل نوع من التلاعب في الاستفتاء الذي صار مثل البقرة المقدسة صعب التعامل معها، لكن الشئ المتعلق بالانتخابات يجب ان يربط باستحقاقاتها ولا معنى لانتخابات انقسامية حتى تقودنا لمثل ما حدث في كينيا، الانتخابات لازم تكون متفق عليها حتى يقبل الناس بنتائجها وفي رأيي هذا ممكن.
هل يعني هذا أن الانتخابات القادمة ستقود لعنف؟
أي انتخابات يثبت أنها مضروبة في رأيي ستعمل انقسام وتهيئ المناخ لمواجهات، لذا لابد من أخذ الموضوع هذا في الحسبان.
كيف تنظر لمشاركة الحركة الشعبية كأول حزب جنوبي يخوض الانتخابات بهذا النفوذ؟
هذا إيجابي لكن المشكلة في ما بين طرح الجنوب للجنوبيين وطرح الجنوب للسودان الجديد، هنا مشكلة دور الجنوب القومي الذي له وزن متناقض مع دور الجنوب الجهوي، ولابد لقيادة الحركة الشعبية ان تحسب بحيث ما يكون فيها هذا التناقض، وجود الحركة الشعبية بوزن في كل السودان هذا عربون للوحدة وانكماشها في إطار حدود الجنوب هذا عربون للانفصال، الآن لايمكن لقيادات الجنوب ان تدفع العربونين مرة واحده، لابد يكون في تمييز، اعتقد ان قيادة الحركة الشعبية تفكر في ماذا تفعل، عندما ذهبنا لجوبا كثيرون كانوا بيرفعوا شعار الجنوب للجنوبيين قياسا على شعار السودان للسودانيين اي الانفصال، وهناك اخرون بحماسه شديدة يطرحون السودان الجديد القائم على الوحدة ضمن معادلة جديدة، نحن من جانبا نقول لقيادة الحركة الشعبية لا تفتكروا أن الشماليين كلهم يمثلهم المؤتمر الوطني انتم عندكم مشاكل مع المؤتمر الوطني ولكن في الشمال مستعدون نتعامل معكم بصيغة أفضل ونهج أرحب من المؤتمر الوطني، في مجال لصيغة أخرى للتعامل مع الشمال.
انفصال الجنوب ألا يكون بذرة لتفتيت السودان؟
انفصال الجنوب سيؤدي لمخاطر، ضغوط تفتتيه في الشمال وضغوط تفتتيه في الجنوب، يعني الوحدتين حايكونوا متأثرين، ضغوط تفتتية في الجنوب مع دول الجوار لأنه سيغري عناصر في شرق الكنغو وشمال يوغندا وغرب اثيوبيا بتوجهات انفصالية. أنا أرى مشاكل الانفصال اكثر من مشاكل الوحدة لكن الحاصل الناخب الجنوبي سيغلب العاطفة على المصلحة في هذه المرحلة لأنه شاعر بمرارة شديدة حسب التجربة التاريخية لذلك في ماساة وهي انهم عارفين الهاوية لكنهم سيقعوا فيها، القبائل العربية في الحدود المشتركة أسلوب حياتهم انهم ينزحوا جنوبا في الصيف سيعاملوا كأجانب، والجنوبيين في الشمال كذلك هناك مشاكل كثيرة للاسف كثيرين ما واضعنها في بالهم، يجب ان نكون واضحين لا ينبغي ان نحاول فرض الوحدة بالقوة هذا خيار مرفوض ولكن نسعى للوحدة الطوعية وقد لا تحدث بسبب المرارات، فإذا جاء الانفصال ستكون مشاكله أكبر من مشاكل الوحدة، الجنوب عنده قيمة للشمال لأنه ينبه الشمال لإحتواء الغلو الديني، والجنوب في علاقته بالشمال يحتوي له الغلو القبلي، فإذا الانفصال سيختفي هذا المناخ ويبقى وارد جدا الغلو الديني والقبلي لذا لازم الناس تناقش تبعات الانفصال، مع كل هذا الانفصال لازم يكون اتفاق مش افتراق لا تسريحهم بإحسان لأنه غير كده من اليوم الاول سنجد نفسنا في حرب وموارد الدولتين موظفة للاغراض العسكرية والحربية وهذه مأساة، لكن على أي حال لابد من صيغة توافق اذا حدث الانفصال مايكون إعلان حرب بل إعلان مرحلة جديدة في التعاون.

الصحافة