اسحق احمد فضل الله

قبل أن يروح الدرب

[JUSTIFY]
قبل أن يروح الدرب

«1»
> السادة المحترمون.. أهل الشالات والعمم الأنيقة الذين يدخلون دار المؤتمر الوطني اليوم والأيام القادمة.. سلام!!
> في المتحف الحربي.. المدفع الرشاش الذي حصد «031» ألفاً من الأنصار في ثلاث ساعات.
> لأن التعايشي لم يمد رقبته من فوق السور ليعرف العالم.
> و«مظاريف» الطلقات التي قتلت الشهداء هؤلاء جمعها الإنجليز وصنعوا منها تمثال كتشنر في قلب الخرطوم.
> والسبب؟؟
> السبب يحدث عنه مهاتير.. الذي صنع ماليزيا من الصفر لأنه عرف العالم.
> قال: تصفق أنت «للبطل» في السينما الأمريكية.. مع أنه ليس أكثر من «لص قوي».
> قال: عبادة القوة هي الآن شيء ـ لن يكتفي الغرب باتخاذه إلهاً.. بل يجعلنا نحن نصفق «للبطل».
> و… و…
> العالم اليوم هو هذا.. ما بين وما بين.. وحتى «داعش» اليوم.. التي ترد على الغرب بالمنطق ذاته.. لأنها عرفت الغرب.
(2)
> وبرنامج سياحي تقدمه محطة تلفزيونية.
> وفي البرنامج خط أحمر يقسم «طولياً» كل طرقات موسكو.. وعلى الخط تحت أقدامك رقم.
> وعلى يمنيك هناك.. تمثال أو مبنى أو…
> والرقم تتصل به ويحدثك عن تاريخ التمثال أو المبنى.
> وتطوير بسيط للفكرة يجعلك ترسم الخط الأحمر على امتداد كل شارع في الخرطوم.
> والخط يمر بمبنى في أول شارع إفريقيا.
> والرقم تتصل به.. فيحدثك عن أن
: «المخابرات السودانية» تصبح مركزاً يدير معلومات الشرق الأوسط منذ عامين.
> منذ أن ورثت كل ملفات مخابرات القذافي.
> فالقذافي كانت أمواله تجعل مخابرات إفريقيا تحت أصابعه.
> والسودان الذي يرث هذا يعرف.. قبلها وبعدها.. ما في «بطن» مصر تجاه السودان ودول أخرى.
> ومصر يضربها الدوار وهي لا تفهم كيف تعجز مخابراتها في شرق السودان وفي الوسط وفي دارفور و… و…
> والخط الأحمر يقود أقدامك.
> ورقم تحت أقدامك.. وأنت في طريق المطار.
> والرقم تديره فيحدثك عن سلفا كير.. الذي يقدم ساقاً ويؤخر أخرى لسبب غريب.
> سلفا كير ينظر الآن إلى «إعداد الهجوم الجديد» الذي يكتمل.. في جنوب النيل.
> وهاشم قائد عقار يدخل الميدان أمس.. والعربات «150» عربة مقاتلة يكتمل حشدها.. تنقل من جوبا.. والطائرات اليوغندية تكمل النقل.. «4» آلاف دولار لكل رحلة.
> والجنود يحشدون والعيون تنظر إلى السماء تنتظر انحسار آخر سحابة.
> وخطوات والخط الأحمر يقودك إلى مبنى.. وفي المبنى اجتماع سري جداً يجد أن
: مصارف عالمية مهتاجة كلها تقف الآن عند الباب.. باب السودان.. تحمل أكياسها.. فالبنوك هذه تجد الآن أن العام القادم هو عام السودان.
> و… وأن
: أمريكا تصل حساباتها إلى أن انهيار السودان يعني اتصال الانهيار ما بين الصومال وحتى ليبيا.. الأمر الذي يجعل من المنطقة عشاً لكل إرهابي في الدنيا.
> وأن أمن البحر الأحمر يصبح ألعوبة في أيدي إيران وروسيا.
> وأن إسلاماً عند السودانيين يجعل السودان ــ بمساحته الواسعة وإسلامه الشعبي ــ مزرعة رائعة للإرهاب.
> وخطوة أخرى.. والخط الأحمر يقودك إلى رقم.. وعن يمينك دار المؤتمر الوطني.
> والرقم تتصل به ويحدثك عن أن مصارف وشركات عالمية كلها تزدحم على السودان تنظر من فوق حائط حوش المؤتمر تنتظر القادمين.
> فإن هي وجدت أن وجوهاً معينة.. معينة تعود.. لملمت أموالها وذهبت.
> مليارات هائلة.. تحت الإعصار العالمي الآن ــ كلها تنتظر تسليم مصائر السودان لأصابع نظيفة.
> النظافة التي تعرف أن مخابرات مصر تصل الآن في جنوب النيل إلى مرحلة حشد الذخيرة.. وفي كسلا تشتري الرشاشات.. وتقود خراباً تدبره الآن للسودان.. ولا تعلم أن السودان يعلم.
> وشرطة شندي تحتار ــ الشهور الأخيرة ــ لظاهرة تهريب الذخائر.
> ومخابرات جهة أخرى تعمل في الأيام القادمة لسلسلة من الاغتيالات.
> و…
> السادة أصحاب الشالات قبل طرق أبواب دار المؤتمر الوطني تكرموا بطرق باب العالم.
> ثم انظروا ما يجري فيه.
> وإلا فالشالات لن تكفي لمسح الدموع.
> هذا إن بقيت هناك رؤوس فيها عيون للدموع.
> يوم يستمع المؤتمر لخبراء.. خبراء.. يحدثونه عن العالم اليوم.
> وعما نعده نحن للأمر نكون قد بدأنا.
> اعرفوا العالم ثم خاطبوه ولو بلغة العسكري المحتج.
> ففي ملفات الجيش.. أحد الجنود يحتج على عدم ترقيته بقوله في غضب
: لكن سيادتك.. سوء السلوك بتاعي نظيف جداً.
[/JUSTIFY]

آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]