مرشح رئاسي وأغنية
وحين تقرأ أخبار الخرطوم يصير صباحك متجهماً، فيصبح يومك علاوة على كآبته وعبوسه، قمطريراً أيضاً، أي عصيب شديد. وهذا حدث وأنا أطالع خبراً نشرته صحيفة (آخر لحظة) في عدد أمس، إذ كشف لها رجل الأعمال السوداني المُقيم في لندن الدكتور (السموأل حسين عثمان منصور) وهو مرشح رئاسي سابق، عن نيته في خوض الانتخابات الرئاسية للعام 5102م.
بالطبع من حقه كمواطن سوداني راشد تنطبق عليه كل الشروط ذات الصلة أن يترشح لهذا المنصب الرفيع، كما فعل في المرة السابقة، لكن في المقابل علينا أن ننظر ملياً ونتمعن في سيرة الرجل التي بذل هو نفسه بعضاً منها في إفادته لـ(آخر لحظة)، إذا قال الرجل الذي كشف عن أن لديه خططاً جاهزة، في كافة المجالات خاصة الاقتصاد والتنمية والسلام بـ(عضمة لسانه) إنه في سبيل تعويض الخسائر الكبيرة التي تعرض لها في أسواق المال العالمية إذ بلغت (9 ملايين دولار أمريكي). فاستعجبت واحترت في أمر رجل يمتلك خططاً جاهزة (طبعاً لم يكشف عنها)، ثم لا تسعفه خططه تلك على المستوى الشخصي – من التعرض لخسائر بملايين الدولارات.
لكن ما (قمطر) يومي وأصابه بالبؤس والنكد أكثر، أن الرجل وهو يروج لنفسه الأمارة بالرئاسة، قال: إن العلاقات الخارجية هي أساس التعامل مع العالم، فقررت من توي وأنا في كامل قواى العقلية وحالتي المعتبرة شرعاً أن أرد عليه بإفحام شديد وأقول له نكاية ببرنامجه (المهبب): “لا يا سموأل، أساس التعامل مع العالم الخارجي، ليس العلاقات الخارجية بل الداخلية”!
لم أستطع الاستمرار في تفاصيل ما أسماه الرجل (برنامجاً)، لأن هذا ليس برنامجاً أصلاً، لذلك (قبلت جاي، قبلت جاي)، لعلي أجد ما يُخفف عني غلواء برنامج المرشح الرئاسي، فاستمتعت إلى أغنية بديعة للراحل (إبراهيم الكاشف) من كلمات الشاعر (حسين عثمان منصور)، تقول: “أقبلت فرحانة كالظبي الطروب/ هذه الخطوة على دم الغروب/ ورأتني أعبد البدر على لحن الغروب/ فغارت ثم مالت وأفلتت/ وهتاف القلب مهلا ثم مهلا يا غضوب”.
فقلت، لو أن المرشح الرئاسي المحتمل هو ابن الشاعر النحرير (حسين عثمان منصور)، لكفته تلك الأغنية برنامجاً انتخابياً يجعل المؤتمر الوطني في (حيص بيص)، ثم هتف قلبي (مهلاً يا غضوب)، فقررت أن أتوقف هنا.
[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمانالحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي