مدخنة آدمية.. ممنوع الاقتراب
الأستاذ/ نبيل غالي
تحياتي
أستمحيك عذراً وأستميح قراء وعشاق بابك لأطل عليكم اليوم جميعاً علّي أجد متنفساً لما يعتري نفسي من غبن شديد، كاد أن يهتك مرارتي المهتوكة أصلاً بعامل السن وعامل الظروف الحياتية، حيث أصبح هضم معدتي ضعيفاً إلا بواسطة مدخلات طبية خارجية ما علينا-
*انتم معشر الصحافة والمسؤولين والسياسيين وأصحاب العلم والمعرفة والعلماء الأجلاء وغيركم كثر تعرضون خارج الحلبة لمعالجة الموضوعات الحياتية المتعلقة بالانسان السوداني.. ناسين ومتناسين في سعيكم وراء السياسة والأمور الحياتية أن هناك داءً فتاكاً أصبح ينخر في عظام أمتنا السودانية برمتها.. شيبها وشبابها ورجالها ولا علم لي بنسائها .. ألا وهو (التدخين) الذي تفشى وسط عامة الناس بصورة مزعجة وأصبح يشكل بؤرة مرض، فالجميع أصبحوا يدخنون بشراسة فظيعة كأنهم في سباق مع الزمن في حين أن هذا التدخين أصبح مصدر إزعاج لغير المدخنين مما جعلهم مدخنين سلبيين لا ذنب لهم كما يقول علم الطب.
فيا أهل السودان قاطبة أخاطبكم جميعاً واستحلفكم بالله أن تنظروا إلى هذا الأمر بنوع من الجدية والصراحة والصرامة ومراقبة الأبناء خاصة، حتى لا يرث السودان في المستقبل أمة مريضة متهالكة وغير فعالة، فالعبارة التحذيرية المكتوبة على علب السجاير لم تكتب عبطاً (التدخين ضار بالصحة)، وهي أكيدة، ولكن في رأي علماء الاجتماع دعوة حق أريد بها باطل، لأنها تدعو وترغب للتدخين، فكل ممنوع مرغوب، كما يقولون.. فالتدخين ضار صحياً ومادياً ورجولياً .
*إن أوروبا صانعة هذا المرض الفتاك اقتنعت أخيراً بأن التدخين هو أساس كل الأمراض المستعصية وأصبحت تجاربه بشتى الطرق بما فيها الطرق العلمية الحديثة، مما حدا بولاية الخرطوم بحاولة اتباع هذا النهج إلا أن السيد وزير الصحة بالولاية اصطدم بواقع أن هذه المصانع تدر على الخزينة العامة أموالاً طائلة ناسين ومتناسين أن هذه الربحية من الأموال تصرف لعلاج أمراض المدخنين كالسرطان وخلافة.
*هذه الالتفاتة سقتها علِّي أجد أذناً صاغية تستمع لها خاصة المدخنين وأخيراً اقترح تكوين جمعية وطنية تعني بمعالجة المدخنين الحاليين والحيولة دون متعاطين جدد، والذين هم على مشارف اتباع هذه العادة السيئة خاصة الشباب…
اللهم إني بلغت… اللهم فاشهد
تخريمة:
لماذا لا نخصص يوماً قومياً لمنع التدخين ويترك أمر البرنامج لذوي الاختصاص لوضع الأسس المطلوبة لذلك..
تخريمة ثانية: لماذا لا نحتفل سنوياً باليوم القومي بعيد المياه، كما نحتفل بعيد الحب، وذلك حتى نرى الجميع خاصة الشباب يتراشقون بالمياه العذبة، وليس البيض الفاسد والله كركوسة.
حسن عبد العزيز حامد
سنار
[/JUSTIFY] صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي