حكومة جديدة لليمن
أخيرا لاحت في الأفق اليمني ملامح انفراج الأزمة السياسية بتكليف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وزير النفط السابق خالد محفوظ بحاح بتشكيل الحكومة الجديدة بموجب اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه مع الحوثيين، ويأتي التفاؤل بهذه الانفراج المأمول من حالة الإجماع التي حُظي بها اختيار خالد محفوظ، خصوصا الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، والذين كان احتجاجهم على اختيار أحمد عوض بن مبارك الذي كلفه الرئيس الأسبوع المنصرم بتشكيل الحكومة، كان احتجاجهم سببا مباشرا في اعتذاره عن المهمة.
لا يمكن أن توقع عودة الأمور إلى طبيعتها في صنعاء وعموم اليمن بمجرد تشكيل الحكومة، ولكنها على الأقل خطوة مهمة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ اليمن، ويأمل اليمنيون من الحكومة الجديدة إعادة فرض هيبة الدولة في شوارع صنعاء التي انتشر فيها المسلحون الحوثيون الذين زحفوا إليها من عمران في اجتياحٍ أثار الكثير من المخاوف والشكوك حول طبيعة النشاط السياسي لهذه المجموعة، وما إذا كانت مدفوعة من جهات خارجية لتنفيذ أجندة محددة في إطار صراع النفوذ الإقليمي والدولي على اليمن ذات الموقع الاستراتيجي.
تشكيل الحكومة التوافقية كان أهم بنود اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه مع الحوثيين نهاية شهر سبتمبر، في محاولة من الأمم المتحدة وبدعم من دول الخليج العربي لإنهاء سيطرة الحوثيين على صنعاء، وبالتالي فإن التشكيل الحكومي يجب إتباعه بإنهاء مظاهر التسليح والمسلحين الحوثيين من شوارع العاصمة حتى يشعر المواطن بالطمأنينة، وإن حكومة مدنية تقوم بمهامها في اليمن الذي تتجاذبه الأزمات منذ أن وصلته موجات ثورات الربيع العربي، ورغم ثورة اليمن التي تميزت بها وكانت وسطاً بين ثورة ليبيا المسلحة وثورات تونس ومصر الشعبية، إلا أنها لم تتمكن من إنجاز مطالبها لوقوع اليمن ضحية لتقاطعات دولية وإقليمية وتوازنات مصالح بين قوى متصارعة في منطقة الشرق الأوسط.
مهمة رئيس الحكومة المكلف خالد محفوظ بحاح في إعادة الأمن والاستقرار في اليمن وعودة ثقة المواطن اليمني في الحكومة تحتاج قدرات وإمكانيات جميع اليمنيين وأصدقاء اليمن الحريصين على عودة اليمن السعيد إلى حالة من الاستقرار الأمني والسياسي، تسمح باستكمال تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي عصم وحدة اليمن من الانشطار، بجانب قدرات خالد بحاح الحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال والبنوك والمال من جامعة بونا الهندية، الذي شغل منصب وزيراً للنفط والمعادن قبل أن يعيّن سفيراً لليمن لدى كندا، وفي مارس الماضي تسلّم بحاح مجدداً وزارة النفط والمعادن حتى يونيو، ويشغل حالياً منصب مندوب اليمن في الأمم المتحدة قبل التكليف بتشكيل الحكومة الجديدة.
[/JUSTIFY] محمود الدنعوالعالم الآن – صحيفة اليوم التالي