منى ابوزيد

في فقه السياحة .. (1)

في فقه السياحة .. (1)
[JUSTIFY] “السياحة هي اكتشاف أن الجميع مخطئون في رأيهم عن الدول الأخرى” .. ألدوس هكسلي!

إمام أحد المساجد بمدينة بورسودان انتقد حكومة ولاية البحر الأحمر بدعوى أنها (أهدرت أموالا طائلة في مهرجان السياحة والتسوق الذي أصبح مدخلا للفساد)، واعتبر الأموال التي تصرف على مهرجانات السياحة مهدرة وطالب بمحاسبة منفقيها ..!
لذلك نقول إن مشكلة السياحة في السودان تبقى مسألة قناعة في المقام الأول، وهو ظرف اقتصادي يرجع إلى طبيعة هذا الشعب الذي لم تكن السياحة يوماً جزءاً من عاداته السلوكية أو قناعاته الاقتصادية، لذلك تجده دوماً لا مبال – أو غير مقتنع إن شئت الدقة – إذا حدثته عن كون الاستثمار في السياحة لا يقل عن أهم الاستثمارات التي يعتمد عليها دخل البلاد ..!
هي إذن ثقافة شعبية سائدة يحتاج تجاوزها إلى توعية اجتماعية وفتاوى دينية إذا لزم الأمر -لأننا بحديثنا عن اقتصاد السياحة نتحدث عن غريب يدفع أمولاً ليحظى بالمتعة والترفيه في بلادنا، وهذا أمر قد تنسفه نسفاً فظاظة بائع أو مشاجرة مع سائح محلي، أو بصقة سعوط تطير لتحط رحالها على قدم أجنبية .. فالسياحة هي في المقام الأول – تاريخ التضاريس وجغرافيا التفاصيل الشعبية ..!
المؤسف أن تراجع ثقافتنا الشعبية السائدة عن ركب العالم في شأن السياحة يؤثر وبشدة – في قناعة الحكومة نفسها بجدوى الميزانيات والتسهيلات الواجب منحها لقطاع السياحة، لذلك تتظلم الوزارة دوماً من تقاطع السلطات بين الولايات، وتضارب الصلاحيات، وتنازع السلطات، ومن وقف حالها المستمر لأن دورها متوقف دوماً على أدوار الآخرين ..!
فالسياحة هي الوزارة الوحيدة التي يبدأ دورها من حيث تنتهي أشواط مقدرة في أدوار معظم الوزارات .. وهي الوزارة الوحيدة التي لن تنجح لها خطة أو تقوم لها قائمة دون أن يصبح التسليم بأهميتها الاقتصادية جزءاً من ثقافة الشعب وقناعات الحكومة ..!

نحن على العكس من رؤية الشيخ الإمام صاحب الخطبة نناشد الدولة أن تتخيل نفسها سائحاً أجنبياً نمطياً، بجميع متطلباته وذائقته الوافدة، وليس بسلوكيات مواطنها المحلي الذي ما يزال يعتبر الاستثمار في السياحة ترفاً .. نناشد أهل الحل والعقد للإفراج عن بعض الدراهم، وتوجيهه لإعادة بناء وزارة السياحة ..!
وكما قلنا في ذات المقام – من قبل – هب أنك لا تأكل باسطة لأنك مصاب بالسكري، ثم يأتي أحدهم ويعرض عليك استثماراً مضموناً في محل لبيع الحلويات .. هل سترفض الربح الوفير، فقط لأنك لا تستطيع أن تأكل مما تبيعه للناس ؟! .. كلا بالطبع .. ستغريهم بأكل الباسطة حتى تتمكن من شراء الأنسولين .. وكذلك الاستثمار في السياحة..!

(أرشيف الكاتبة)
[/JUSTIFY]

الكاتبة : منى أبوزيد
[email]munaabuzaid2@gmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. كلام موزون نحن صاح ما بنسكر لكن ممكن نبيع ليهم عرقينا الاصيل شان نشتري بروش لي فطور رمضان , ممكن نستورد ليهم رقاصات وبتاعات مساج لانو نحن ما بنرقص ولا بندلك شان نوفر حق حبوب وجع الظهر للعجايز و كده يعني. والله انتو براكم بتدو شيخ حسبو نسوان بتاع البرلمان داك فرصة شان يبرطع. السياحة محتاجة بنية تحتية ميزانية دولتك دي بي المسروق و الما مسروق محتاجة مية سنة شان تبنيها. ارحمونا ياخ مرمرتنا الواحدة دي خلوها لينا عليكم الله