كأس الإيبولا ..!!
:: بولاية الجزيرة فقط ، في الفترة ما بين يناير وأغسطس من هذا العام، إنتقل ( 66 مواطناً) إلى رحمة مولاهم ب (مرض الملاريا)، رحمهم الله و ألهم ذويهم الصبر و أجر الإحتساب..وبلغت نسبة الإصابة بالملاريا بهذه الولاية الزراعية (15,2%)، وإرتفعت نسبة الوفيات في أوساط المترددين على المشافي والمراكز الصحية (4%)..وفي شهر أغسطس فقط تم تسجيل (26.474 حالة) بالمشافي والمراكز، وتشهد المشافي هناك (زحاماً وتكدساً)، ورصدت أخبار الصحيفة – بعدد البارحة – حجم الزحام الذي بلغ مداه بالمشافي وضع طفلين و ثلاثة في ( سرير).. إن كان هذا حال الأهل بالجزيرة المجاورة لمركز الإعلام، فكيف يكون حال الأهل بالولايات البعيدة عن الرصد الإعلامي ..؟؟
:: كما فشلت في درء أثار أمطار الخريف بالعجز عن التحسب لها، فشلت حكومة الجزيرة أيضاً في وقاية المواطنين من أمراض ما بعد الخريف، ومنها هذه الملاريا.. وقاية الإنسان من الملاريا ليست بحاجة إلى طائرات إيرباص أو تكنلوجيا الرادار بحيث نهاجم أمريكا على حصارها، وليست بحاجة إلى سُفن حربية ومفاعل نووية بحيث نبرر عجز المكافحة بضعف الميزانية.. مبيدات وطلمبات رش وأيدي عاملة وإرادة مسؤول، تلك فقط هي عوامل وسائل مكافحة الناموس.. ولكن للأسف، حين غابت إرادة المسؤول غابت العوامل والوسائل الأخرى، لتحل الملاريا والموت وتكدس المرضى – وأطفالهم – في المشافي وتعطيل الإنتاج و زيادة الصرف على العلاج..!!
:: وقد يجدوا للحدث المأساوي عذرا وتبريرا.. محليات الجزيرة تفاجأت بالبرك الآسنة وناموسها وملاريتها القاتلة، وكذلك بمرض الناس وموتهم أيضا، كما تفاجأ الوالي و الوزراء بالخريف وأمطاره وآثاره التي غيرت ملامح الحصاحيصا وأخواتها بالتدمير والمستنقعات.. والمهم، وكما ترقب سادة الجزيرة آثار أمطار وسيول الخريف ومخاطر الملاريا بلا تحسب أو وقاية، فها هم سادة الخرطوم أيضاً يترقبون سيول أخرى ومرض آخر بلا تحسب أو وقاية.. فالبرلمان يرحب باستضافة الخرطوم لنهائيات كأس أمم إفريقيا في يناير 2015، والإتحاد العام لكرة القدم يحتفي بالترحيب البرلماني ويُبشر الناس بالحدث الرياضي المرتقب في حال إعتذار المغرب عن التنظيم..!!
:: نعم، طالب وزير الرياضة المغربي الاتحاد الافريقي لكرة القدم بتأجيل موعد المنافسة، ورفض الاتحاد الافريقي طلب التأجيل، ليتدخل الاتحاد السوداني عارضاً السودان بحيث يكون بديلا – للمغرب – في تنظيم النهائيات بالخرطوم.. وللأسف، صحفاً بالخرطوم لم تذكرت تفاصيل الخبر، بل إكتفت بخبر فحواه : ( السودان بديل أول عن المغرب لاستضافة نهايئات أمم افريقيا بعد طلب المغرب تأجيل موعد النهائيات)، وما هكذا أصل الخبر..فالأصل هو أن الوزير المغربي، الحريص على صحة أهل بلده، طالب الإتحاد الإفريقي بتأجيل المنافسة بسبب إنتشار مرض الإيبولا بالقارة الإفريقية، وخاصة أن بعض الدول المشاركة في المنافسة تقع في (محيط المرض)..هكذا المخاوف المشروعة التي أبداها هذا (الوزير المسؤول)..!!
:: ولكن هنا، سادة البرلمان والاتحاد العام ، وهم من نسميهم – مجازاً – بالمسؤولين، إحتفوا بالإعتذار المغربي وطالبوا الإتحاد الافريقي بأن تكون الخرطوم وبورتسودان ميداناً للسيول البشرية القادمة – من حزام الايبولا – مع منتخباتها بغرض التشجيع.. سادة البرلمان والاتحاد، لم يتوجسوا – من إحتمال تعرض شعبهم لفايروس الإيبولا – كما فعل الوزير المغربي، ولم يسألوا السلطات الصحية عن جاهزيتها في حال توافد الآلاف من حزام الإيبولا عبر الموانئ والمطارات.. ولم يسألوا أنفسهم إن كانت هذه السلطات العاجزة عن وقاية المواطن السوداني من الملاريا قادرة على وقايته من الايبولا.. لم يسألوا ولن يتوجسوا.. فليرفض الرأي العام هذه المخاطر قبل أن تصبح واقعا في بلادنا ..انهم يريدون تظاهرة رياضية تغطي آبار ( الخيبات الأخرى، سياسية كانت أو إقتصادية)، ولو كانت حياة المواطن وصحته هي ..(ثمن الغطاء) ..!!
[/JUSTIFY]الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]
أستاذنا الطاهر ساتي ، لا فُضّ فوك ولكن من يقول البغلة في الإبريق؟ إذا كان نواب البرلمان (يُصفّقون) لرفع الدعم السنة الماضية وهم يأتمرون بأمر الحكومة، فلماذا لا يتبرعون ( بإمراض الشعب بالإيبولا) تطبيلاً للحكومة أم إظاهراً لبطولة مزعومة وهم الذين من المفروض عليهم القيام على مصالح الشعب وليس العكس!!! ولكنهم إذا كانوا يعلمون بأضرار إستضافة ( كأس الإيبولا)وتلك مصيبة ، ولكن إذا لم يكونوا على علم بأمر مرض الإيبولا ( وخبرهُ منتشر على نطاق العالم)فالفاتحة على روح الشعب السوداني الفضّل الذي سيتم وأده بأيدي نوابه في البرلمان.