أطفال الإشارات
إنتشرت مؤخراً ظاهرة تواجد الاطفال عند اشارات المرور وهم يحملون في اياديهم الصغيرة خرقاً بالية يمسحون بها على زجاج السيارات عند توقفها ، وذلك كنوع (جديد) من أنواع التسول الناتج عن الفقر وحالات الحرمان والعوز المادي والاقتصادي والذي ادي إلى التفكك الاسري والضعف التربوي ومن ثم خروجهم إلى الشارع.
لأن المسؤولين لدينا لا يتوقفون عند إشارات المرور (المواتر وكده) فهم لم يشاهدوا منظر هؤلاء الصبية والأطفال الذين اصبح في حكم النادر ان تخلو منهم إشارة واحدة في جميع شوارع عاصمة (المشروع الحضاري) !
من الواضح أن لا احد يهتم علي الرغم من خطورة هذه الظاهرة على مستقبل هؤلاء الأطفال (والمجتمع ذاااتو) فهؤلاء الاطفال إن لم يجدوا من ينتشلهم (الآن وليس الغد) فمن الممكن ان يتم سحبهم الى أوكار الجريمة وكهوف الانحلال مما يهدد أمن وسلامة المجتمع .
للأسف الشديد توجد لدينا وزارة (للرعاية) و(الضمان الإجتماعي) يقع على عاتقها البحث عن مثل هؤلاء الأطفال ورعايتهم ورغم أن هؤلاء الأطفال قد (كفوها) مشقة البحث والتقصي (وإتقنطروا ليها) في الإشارات إلا أن الوزارة (عاملة ما شايفة) وكأن الأمر لا يخصها بدلاً من جمعهم ورعايتهم وتدريبهم على حرف تساعدهم (وأسرهم) على تجاوز (الفقر) ولو (نسبيا) عشان التجاوز الكلي ده بقى (مستحيل) !
العبدلله والحال هكذا يقترح على مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والمنظمات الخيرية ورجال الأعمال أن يتبنوا مشروعاً موحداً لإنتشال هؤلاء الأطفال من مستنقع الفقر والتسول وإعادتهم إلى (الحياة) في المجتمع كأعضاء فاعلين وذلك عبر برامج تعليمية ومهنية وحرفية
وسوف يخرج منهم بإذن الله (السباك) الماهر و(الحداد) الخطير و(النجار) الفنان و(الميكانيكي) المدهش و(اللاعب) الحريف وإحتمال (رجال الأعمال) يلاقو ليهم فيهم كم (وارغو كده) !!
على الجهات المعنية دراسة هذه الظاهرة والعمل على إستئصالها و (علاجها) بأسرع ما تيسر فعلاوة على كونها مهدداً أمنيا مستقبلاً فهي تعد مظهراً من مظاهر البؤس والعوز الذي يعطي إنطباعاً سيئاً لكل زائر للبلاد .
إن ظاهرة تزايد أعداد الأطفال (ماسحي الزجاج) عند إشارات المرور توضح تمامن إنصراف (المنظومة الحاكمة) عن مهامها الأساسية تجاه المواطنين على الرغم من أن ذات (المنظومة) هي من أوصلت هؤلاء المواطنين إلى هذا الدرك السحيق من الفقر والعوز بسبب سياساتها الإقتصادية الخاطئة وتجاهل محاسبتها لمن (هبروا) ولغفوا (المال العام) مستخدمة في ذلك فقه (السترة) وملاذات (التحلل) الآمنة ثم يأتينا من يقول بان الحزب الحاكم يسعي لطرح برنامج (الإسلام السوداني) ياااا راجل !!
[/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]
“العبدلله والحال هكذا يقترح على مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والمنظمات الخيرية ورجال الأعمال أن يتبنوا مشروعاً موحداً لإنتشال هؤلاء الأطفال من مستنقع الفقر والتسول وإعادتهم إلى (الحياة) في المجتمع كأعضاء فاعلين وذلك عبر برامج تعليمية ومهنية وحرفية”
في لندن عن طريق المنظمات والبلدية يتم استخدام كبار السن لمساعدة أطفال المدارس لعبور الطريق، فيقف الواحد منهم وهو يمسك بإشارة (استوب)المعروفة على حامل خشبي في وسط الطريق في الأحياء المختلفة، كلما جاءت مجموعة من التلاميذ حتى يعبروا، ثم يَسمِح للسيارات بالمرور وأصحاب السيارات ينصاعون له بكل احترام وصبر . يحدث ذلك في الصباح وفي المساء عندالرجوع. وآخرون يحمل كل واحد منهم خرقة وسائل منظف (براسو)ويقوم بتنظيف لوحات الشركات والمؤسسات النحاسية بصورة دورية، حتى دون استشارتهم، والهدف المظهر العام. آخرون يقةمون بنظافة التماثيل المنتشرة في الميادين من وسخ الطيور والغبرة.
أنا أقترح أن تدفع البلدية لهم أجراً بدل التسول، وممكن استخدامهم في نظافة الأسفلت من تجمع الأتربة في الأرصفة على أطراف ووسط الشوارع ذات الاتجاهين، وفي جمع الأوساخ بصورة عامة،وحتى مايقومون به الآن من تنظيف زجاج سيارات الغير.
وأنا لا أشك في أن يساهم الجميع مع المنظمات المانحة للأجر، بتحويل رصيد حتى لو جنيه واحد. يمكن استخدام أعمار مختلفة.
وإذا أمكن أن يصاحب ذلك برنامج تربوي ومهني مع الاعتناء بالمظهر والصحة والتأمين(بكل أشكاله).
أحييك اخي جبرا على مقالاتك الثرة ولكن لاحظت في أكثر من مقال بأنك تكتب كلمة تماماً هكذا (تمامن) هل هذا من قبيل الدعابة أم هنالك شخص آخر يقوم بنشر مقالاتك ويكتبها هكذا نرجو التعديل ولكم منا كل الاحترام والتقدير