محمود الدنعو

حظر تجوال الرجال

[JUSTIFY]
حظر تجوال الرجال

من طرائف الأخبار أن سكان مدنية بوكارامانغا الكولومبية، وفي إطار مبادرة لمكافحة العنف الأسري، فرضت المدنية حظر تجول تطوعياً على الرجال، ودعتهم للبقاء في منازلهم ورعاية الأطفال ليلة واحدة، بينما تحتفل زوجاتهم في الخارج.

وبينما التزم الرجال البيوت والقيام بالأعباء المنزلية، كانت في المقابل الأجواء الاحتفالية النسائية تسود المدنية، إذ قدمت الحانات والمطاعم ومراكز التسوق عروضاً خاصة للنساء، ونظمت السلطات المحلية حفلات ودروس رقص لهن في الحدائق والميادين، في ليلة يمنع فيها الرجال من الخروج، وتخصص كل الفاعليات للنساء وحدهن.

لم تلك الليلة الواحدة محض رقص ولهو نسائي، بل تولت النساء مسؤولية المدينة في تلك الليلة، إذ سلم أربعة رؤساء بلديات وحاكم الإقليم السلطة موقتاً إلى مسؤولات في الحكومة.

ويقول ياميد سالدانا، وهو أحد القائمين على المشروع، لوكالة رويترز: “تهدف الليلة النسائية وحظر التجول التطوعي الرجالي إلى أن تكون حدثاً رمزياً، ولحظة تتأمل فيها السلطات ومؤسسات الدولة والمجتمع مستويات العنف الأسري المرتفعة، ودور الرجال في المجتمع”. أضاف: “تهدف هذه المبادرة إلى بث رسالة مفادها أن بقاء الرجل في المنزل ورعايته الأطفال وغسل الصحون ليس سيئاً، ولا ينتقص من رجولته”.

لا أدري إن كان معشر الرجال في مختلف أنحاء العالم يتفقون مع ما خلص إليه زميلهم أحد منظمي هذا المشروع، ولكن ذلك جدل كثيف لسنا بصدده الآن، وما يهمنا هو إمكانية تطبيق هذا النموذج على مستوى أعلى من المدنية بأن تتولى النساء الحقائب الوزارية في الدولة كافة، وليكن لمدة شهر مثلا لنرى الفارق، فالنساء في بعض المواقع ربما يكن أدائهن أفضل، فوزيرة للمالية ستكون مدبرة للميزانية بطريقة أفضل كما تدير ميزانية المنزل، وعلى ذلك قس، فحتى وزارة الدفاع يمكن أن تتولاها امرأة لأنها ستتردد ألف مرة قبل اتخاذ قرار شن الحرب، ولو أن العالم اليوم شهد ظهور عدد من النساء في منصب وزير الدفاع منهن على سبيل المثال وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين أول وزيرة دفاع المانية جاءت إلى الوزارة بخبرة سابقة في وزارة العمل، وتم اختيارها في تشكيل الحكومة الائتلافية عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية ميركل، الوزيرة التي تتولى الدفاع عن ألمانيا ومنذ توليها الوزارة نهاية العام لفتت الانتباه بصراحتها أكثر من صرامتها، والوضح أكثر من المكابرة، عندما اعترفت بأن ميزانية الجيش ضعيفة. وأن هناك نقاط ضعف في وزارتها فيما يخص مسألة التعامل مع مشاريع التسليح الكبرى.

النماذج عديدة لنساء تركن بصمت الأنثى على الأداء العام، ولما كانت تجربة المدنية الكولمبية مثيرة، فإننا ندعو لتوسيعها وتنفيذها.

[/JUSTIFY] محمود الدنعو
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد

  1. (ويقول ياميد سالدانا، وهو أحد القائمين على المشروع)….. ماقلتو الشغلها كلها حريم أبو الشباب دا الجابو شنو؟؟ ولاّ زي إتحاد المرأة اليكون رئيسو راجل!!!!