جانا العيد
في ذات الموعد.. وبذات الطقوس والتفاصيل.. يحمل الأمنيات الطيبة والعبارات الأنيقة التي نتبادلها منذ سنوات بذات الرتابة والنمط القديم.
لا شيء يتغير في كل عام سوى الإحساس.. أحيانا نشعر بالفرح الحقيقي وفق ما يعربد بداخلنا ولأسباب تعنينا.. وأحيانا نشعر بالملل والحزن، إذ لا شيء جديد يستحق الاحتفال.. وأحيانا يطوقنا الفقد والوحشة لفراق عزيز بفعل السفر أو الرحيل الأبدي المر.
أشياء عديدة ومشاعر متباينة تفرض سطوتها على معنى العيد بخواطرنا وأبعاده على حياتنا وإسقاطاته على أيامنا. كلها تتمازج لترسم ملامحه على وجوهنا.. تحرك فينا الحماس الكامل استعدادا لاستقباله.. أو تفرض علينا رتابة الترقب ليأتي ويمر مثله مثل سائر الأيام.
ورغم الحزن والقلق والحيرة والحنق والأسف والشوق والندم والحب والأمل والعجز والضنك والفقر والمرض والنجاح والزهو والسعادة والألم والتعاسة وغيرها.. يظل العيد فرصة للإفصاح المجرد والصادق عن أمنياتنا المختلفة الواضحة والمحددة لأنفسنا وللآخرين. وهي في الغالب أمنيات صادقة تخرج من القلب على خلفية ما يتمتع به العيد من قداسة وخصوصية ونزعات إيمانية تجعل احتمالات الاستجابة والتحقيق بنسب أعلى من المعتاد لكل الأمنيات التي نعرب عنها أيا كانت.
فدعوني أعلن أمنياتي.. دعوني أشرككم فيها طمعا في أن تجودوا عليّ بكلمة (آمين) فيكون احتمال الاستجابة أكثر علوا وسقف طموحي أعلى، إذ عساها تصادف ملكا كما تردد جدتي لتغرس المزيد من الأمل بأعماقي.
* كل عام وأمي بألف خير وصحة وعافية.. وأبنائي في تمام عنفوانهم وشقاوتهم وبراءتهم ونبوغهم وبرهم.
وكل عام والعشم أخضر في وطن أقوى وأجمل وأكثر نموا وتقدما وازدهارا ورخاءا لا ينقطع.
كل عام وإنسان بلادي يستميت في الإبقاء على ما تبقى من طيبته وكرامته وميزاته العالمية التي رفعت رأسنا يوما.. وأطيب أمنياتي الصادقة باعتدال أحوالنا المائلة في التعليم والصحة والأعراف الاجتماعية.. بأن تصبح النظافة أبرز سماتنا والإخلاص في العلاقات والعمل ديدننا.. بأن يجد شبابنا وظائف وبيوتا وينجحون في تكوين أسر صغيرة ناجحة ومنسجمة تتكاتف لتصبح مجتمعا ثم شعبا مجتهدا وطموحا يحركه حب الوطن.
كل عام والصحافة رسالة.. والصحفيون أمراء الرأي يمارسون الدور المنوط بهم في ربط القاعدة بالقيادة وتوجيه المجتمع وترقيته كما يجب دون ضغوطات أو حصار أو شعور بالعجز والفشل ودون صحافة ملونة يكون فيها اللون الأصفر أكثرها رواجا.
أتمنى أن يعود العام القادم حاملا بشريات البنى التحتية والمشاريع الزراعية والتعدين والسفلتة الممتدة وعودة المناهج الدراسية لعهدها الزاهر وعودة الكوادر المهاجرة لأرض الوطن…و..و..و.!
أمنيات عديدة ومشروعة تتزاحم على قلمي ولن تنتهي.. معظمها يراودكم جميعا.. وأهمها أن يشملنا الله برضاه ورضا الوالدين.. وأن ينعم علينا بالعافية والستر.. وأن يهيئ لنا زيارة بيته الحرام في العام القادم لندعو من على عرفات المبارك كما يحلو لنا حتى ينزل الله إلى السماء الدنيا عند المغيب ويباهي بنا ويشهد ملائكته أنه قد غفر لنا وتتحقق بذلك أغلى الأماني وأقيمها.. فما هذه الحياة الدنيا بكل أمنياتها ووقائعها إلا متاع الغرور.
* تلويح:
للناس عيدها.. وأنت عيدي.. فكل عام وأنا بك بألف خير.
[/JUSTIFY]إندياح – صحيفة اليوم التالي