أكنس و(اتخمد) !!
*بدءاً أرجو من قارئات كلمتنا هذه – الكريمات – عدم النظر إليها كمخاشنة ذكورية تستوجب الغضب ..
*أو بحسب تعبير الجندريات : (عنف لفظي) يستهدف المرأة..
*كل القصة وما فيها أننا (التقطنا) ما نظن أنه يمكن أن يكسر حدة الرتابة السياسية في بابنا هذا..
*فثمة دراسة علمية أمريكية ربما تنسف مفهوم المساواة (المطلقة) إلى حد التشاركية في الطبخ والكنس والاعتناء بالأطفال..
* وأصل الحكاية – أو الدراسة هذه – أن باحثات أمريكيات لاحظن بروداً جنسياً تجاههن من قبل أزواجهن عقب كل نوبة من النشاط المنزلي الذي يفرضنه عليهم..
* فاليوم الذي يكون فيه (الدور) على الأزواج هؤلاء في الطبخ أو الكنس أو النظافة أو غسل الأواني تفتر الرغبة الجنسية عندهم ليضحى التلفزيون هو (الأنيس) عند حلول المساء..
* ثم الفتور الجنسي هذا يصاحبه – كذلك – فتور عاطفي بعد فترة من المداومة المنتظمة على أداء الواجبات المنزلية التي تُرتدى لها (المريلة)..
* والملاحظة (النسائية) هذه كانت هي النواة لبحث أكاديمي جامعي اضطلع به باحثون وباحثات لسنوات عدة مدعوماً باستطلاعات شملت الآلاف من الأزواج الأمريكيين..
* وخلُصت الدراسة المذكورة إلى أن مباشرة أيٍّ من الجنسين لمهام اشتهر بأدائها الجنس الآخر تكسبه – مع مرور الوقت – بعضاً من خصائص الآخر هذا..
* وأشارت الدراسة – أيضاً – إلى أن الأزواج الذين يحصرون مهامهم المنزلية على الحديقة والسيارة وأعمال الصيانة لا تشتكي زوجاتهم من مثل الذي تشتكي منه زوجات الطابخين والكانسين ومغيري (حَفاضات) الأطفال..
* وأمسى البحث العلمي المزلزل هذا مادة دسمة لرسامي الكاريكاتور الأمريكان حيث نسب أحدهم لزوج ذي (مريلة) قوله مخاطباً زوجته : (حاضر يا ستي، ح أكنس وأمسح وأطبخ بس إياك بعدين تقولي إني بلعب بديلي)..
* ولعل دعاة المساواة – في حدودها القصوى – في حيرة من أمرهم الآن إزاء (قنبلة) علمية لا تحتمل التشكيك في صدقيتها..
* فهي – أولاً – دراسة (جامعية) استوفت شروط البحث الأكاديمي كافة..
* وهي – ثانياً – أُعدت من تلقاء أساتذة جامعات (ليبراليين) لا يمكن اتهامهم بـ(الرجعية) ..
* وهي – ثالثاً – أسهم فيها (باحثات) من أشد أنصار المساواة هذه..
* أو تحرياً للدقة نقول؛ (كن) من أشد أنصار المساواة هذه بعد أن لم (يعدن) كذلك الآن بالتأكيد..
* ونعني بالمساواة هنا (حدودها القصوى تلك) الخاصة بالطبخ والكنس والغسل والاعتناء بالأطفال..
* ولولا تضررهن (الشخصي) من المساواة (المنزلية) هذه لما فكرن أصلاً – ربما – في افتراع دراسة يمكن أن تحرمهن من مساعدة الأزواج لهن في شؤون البيت ذات (المرايل)..
* فقد وجدن أنهن أمام أحد خيارين؛ إما الواجبات (المنزلية)، وإما الواجبات (الزوجية)..
* ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة – بالمناسبة – كانت تحرص على أن يكون المطبخ (مملكة) خاصة بها وحدها وهي التي كانت تدير شؤون مملكة (بحالها)..
* ولعلها اكتشفت بغريزتها الأنثوية – قبل أعوام عدة – ما لم تكتشفه باحثات أمريكيات إلا الآن من خلال دراسة ذات استطلاعات علمية واسعة..
* فرغم أنها توصف بـ(المرأة الحديدية) – مارجريت تاتشر- إلا أنها حرصت على أن يكون لرجلها في البيت مثل (صفاتها) هذه..
*أي أن يكون (حديدياً) في كل ما يليه من مهامٍ تزوجته من أجلها..
*لا أن يغسل العدة و(يتخمد !!!).
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم