سئمنا!
تبدأ التفاصيل ذات الصباحية المعهودة.. الوجوه الحائرة والتفاصيل العابسة.. والمحاولات اليائسة للابتسام.. أنت في عيون الآخر زاوية تنقل وهو في عيونك زوايا انعكاس مرتد.. تتجاوزكما معاً الظروف الحاكمة.. تتكرر المضامين بأشكال مختلفة وتبدو كثير من التفاصيل معادة ومكررة.. ترى هل انسد أمامك الأفق وحاصرتك نفسك في ركاب التوهان والضياع، أم أن الأمر مجرد قنوط، ويأس الظالم لنفسه.. تبدو التفاصيل قبل خروجك للعالم وفي عقر دارك بذات الرزم والوجوه والتفاصيل المملة.. تخرج للطريق ذات العثرات للبغال.. وتصعب العبور في الزقاقات والسوح.. ذات الناس ونفس الأجانب بوجوههم ذات البله والغباء المصطنع.. الكمساري برائحته المقيتة والسواق بجلافته الزائدة وتمضي المركبة لا تبالي للصعاب والرياح.. تصل لذلك المكان الذي عليك احتمال أستيائه وتبعاته من أجل الاستدامة والتنمية لتحتمل أحياناً وتتجاوز أحياناً، وتعمل رايح أحياناً كثيرة جداً جداً لتعود للبيت منهزماً بانكسارة ما، أو تجرع سخف ما وتدور ساقيتك أمام شاشة التلفاز.. ذات الرجال بجلاليبهم الفخيمة ومراكيبهم الغالية وإبهاماتهم وسباباتهم (الباذخة) يمارسون التكرار الفج ويعيدون كلاماً لا يمكنك إلا أن تقول عليه «اسمع كلامكم أصدقكم دراما حياتية متكررة.. أولئك المذيعات المتلونات بكل أصباغ الكون… جميلات حلوات لكنك تتخيلهن لو أن مطرة نزلت عليهن من سقف الاستديو» (ماذا يحدث) سؤال لا تملك له إجابة ولا مجرد السعي لها.. ثم هذا المسؤول.. الذي تجده في الأخبار في الحوارات في التحقيقات في التحليلات في الجناس والطباق.. يخيل لك أنك لو فتحت (الماسورة) نزل منها وملأ كل القناني والأواني .. تكاد تتنفسه في الهواء والأثير.. ما باله يجهد نفسه ويجهدك معه تركيزم ليت (يكب الموضوع كله في مرة واحدة ويعلم) (مارق مورنيقا.. أو زايغ زغبير).. ثم ذات المشاهد للعالم المجنون حركات وتنظيمات.. وما أدراك ما أدراك، ثم تدوي الصافرات وتترى الكلمات من أفواه المتواجدين والمرافقين وأصحاب (الحلاقيم والجاعورت والشلاضيم والجعجعات الكبيرة).. أصوات فخيمة.. أصوات شاهقة.. أصوات جهيرة ثم ماذا بعد؟.
آخر الكلام:
عندما يغم الموقف عليك حاول أن تغلق الدوائر عليك، وأن تحاول عدم اجترار التفاصيل.. ثم قل في سرك ما استطعت استغفر الله تسئم..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email] كيمياء المطر