حين ترحل الزوجة عاطفياً
*أتابع ما تكتبه د.ناهدأحمد قرناص في يومياتها على الفيس بوك، ليس فقط لجزالة أسلوبها، وإنما لأنها تتناول القضايا الإجتماعية والأسرية من خلال المواقف والتجارب الحية التي تعايشها، وهذا ما جعلني أخصص كلام اليوم عن ما تناولته في يومياتها الأربعاء الماضي.
*كتبت د.ناهد قرناص عن موقف تعرضت له في مطار جدة، كانت تطالع في كتاب الطيب صالح “منسي رجل نادر على طريقته”،حين إقتحم خلوتها مع الكتاب رجل سوداني، لايهمنا إسمه، رغم أنها ذكرته، لأن مايهمنا المشكلة التي تناولتها من خلال الحوار الذي دار بينهما.
*صاحبنا بعد أن عرف أنها سودانية بادرها بسؤال غريب: مالك بتقري في المطار زي العندك إمتحان؟!!وبعد أخذ ورد بينهما فاجأها بقوله إن أم أولاده – عليها رحمة الله – لم يرها تحمل كتاباً طوال حياتها في يدها،وبدأ في الشكوى من زوجته المتوفاة بطريقة غير لائقة وهو يقول إنها كانت “نقناقة”،تنقنق من صباح الرحمن لغاية ما تنوم.
* لم يكتف صاحبنا بذلك، وإنما طلب منها وهي تهم بالمغادرة لتلحق بالطائرة التي أعلن عن إقلاعها بأن تبحث له عن واحدة “قراية” زيها!! “يحت فيها شيبه” – هذا تعبير سوداني يعني أن يتزوج بها – هكذا كشف صاحبناعن جانب من الحرمان العاطفي الذي كان يعاني منه ،حتى قبل أن ترحل زوجته عن الدنيانا الفانية.
*د.ناهد قرناص قالت في مداخلتها لحالة صاحبنا أن الرجل السوداني يقتل زوجته بالصمت السلبي،لايكاد يعبر لها عن إعجابه بأي شئ، حتى وإن كان هذا الشئ قد فعلته من أجله، والزوجة تنتظر من زوجها ما يشعرها بأنها لم تقصر تجاهه.
*هذه الونسة العابرة التي تمت في المطار كشفت بعض عوامل الجفاء العاطفي الذي يهدد الحياة الأسرية في مقتل، ولكن ليس بسبب نقة بعض الزوجات ، لأن النقة قد تكون من جانب بعض الرجال أيضاً، كما أنها عرض لمرض وليست مرضاً في حد ذاتها.
*لذلك لابد من دراسة الأسباب التي توسع الشقة بين الزوجين، وعدم إلقاء اللوم على طرف دون الاخر، كما أن الحل ليس في الزوجة “القراية”التي بحسب ظن صاحبنا لن تكون نقناقة، وإنما في الزوجة التي تعرف كيف تحافظ على زوجها ولا تجعله يحس بأنها رحلت عنه عاطفياً وهي على قيد الحياة.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]