استعينوا بـ(أبو النجل) !!
*حي خرطومي اشتهر شبابه بـ(العنترة) قُدر لكاتب هذه السطور أن يقطنه حيناً..
*ثم قُدر له أيضاً أن يشهد فيه ميلاد عصابة ظريفة – من بين عصابات كثر – لا (تسطو) سوى على (ضلوع !) المناسبات..
*ولم يكن السطو ذاك نتاج سوء طبع غذائي بقدر ما كان امتداداً لضروب أخرى من التنافس (العنتري) بين مكونات الحي الشبابية..
*تنافس في الرياضة ، وفي (الفزع) ، وفي (الكونكان)، وفي (القطر قام)، وفي (التنمر!) خلال حفلات الأعراس..
*وكان رئيس العصابة هذه هو محمد محي الدين الملقب بـ(دكتور) صاحب القسم الشهير الذي أشرت إليه مرةً في زاويتي هذه..
*فقد اقترح – أثناء وليمةٍ ما – أن (يصوم) أفراد العصابة عن ممارسة هوايتهم هذه تقديراً لصاحب الدعوة عثمان عبد المجيد..
*وكان نص القسم هو : أقسم بالله العظيم وكتابه الكريم ألا أخطف ولا قطعة لحم واحدة و(الخائن الله يخونو !)..
*ولم يصمد القسم هذا إلا بمقدار (مسافة السكة) التي قطعها الضلع من الداخل إلى حيث نجلس نحن في الخارج..
*وأحد شباب حي راقٍ مجاور أراد يوماً الانضمام إلى عصابة منافسة يصعب كتابة ألقاب أفرادها بما أنها لا تخلو من (اندغامة!) بين حرفي النون والجيم..
*فأُجريت له – بدءاً- اختبارات نيل العضوية (اللغوية!) فسقط فيها جميعا بجدارة ..
*وأعاد الكرة بعد حين – بعد استذكار مكثف – فشد على يده رئيس العصابة (أبو النجل) وهو يجلجل ضحكاً من شدة الفرح..
*فقد كان أول ما نطق به فور جلوسه لـ(الملحق) : (أها يا فا….، أي نجلنجلة أنا مستعد اتنجلنجل لي حد النجلنجلات ذاتو !)..
*والمقدمة الطويلة هذه كان لا بد منها كمدخل مناسب لموضوع كلمتنا اليوم..
*فمن الملاحظ أن أكثر أهل الإنقاذ سطوة وقوة و(تمكناً) هم أكثرهم (فتونةً!) لسانية تجاه الأغيار..
*ولعل أشهر هؤلاء (تفلتاً) لسانياً – دون منازع – هو نافع علي نافع الذي لم ينس (عادته) حتى وهو بعيد عن المناصب الدستورية..
*فمقاله الذي نُشر قبل أيام لم نفتقد فيه سوى عبارة (لما يلحس كل واحد منهم كوعه!)..
*وغندور الذي كان يشتهر بالتهذيب وعفة اللسان إزاء المعارضين جنح- فجأة – إلى (العنف اللفظي!) فور ورود اسمه ضمن مرشحي الوطني للرئاسة..
*فكأنما التزلف إلى (تمكين أعلى!) لا يتم إلا عبر اختبارات مثل التي أُجريت لـ(ابن الحي الراقي) ذاك..
*وفي صحافتنا الرياضية يُقال لصاحب القلم الموضوعي أنه (مؤدب!) كناية عن (الفشل)..
*فهل في فقه المشروع الحضاري للإنقاذ ما يخالف نص الحديث النبوي القائل (ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ) ؟!..
*أم أن من لا يجنح – منهم – نحو مصطلحات من قبيل (أولاد الحرام) و(الحس كوعك) و(علمناكم أكل البيتزا) هو قيادي فاشل؟!..
*أو ربما غير مؤهل لـ(خطف ضلعة) المناصب العليا ؟!..
*استعينوا إذاً بـ(أبو النجل !!!).
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الأهرام اليوم