منك قادم اليك
هناك فى العميق شعلة
تنير مسلك الزمن
ستعلم الشوارع
البحار و الشطوط و القمم
بأننا عوالم من الردى تجىء
و أننا من المياه قطرة
و من موافقد اللهيب جمرة
و من قواعد الشموس نجمة تضىء
فكان عندما توحّدت
مقاطع الهتاف بيننا
و أشرقت قوافل النضال
فوق دربك الوضىء
رفضت كل اوجه الضلال
باسم من تنصلوا
و عدت حاملا حقيقتى
وصحوى الجديد
و السلام و الُمنى
و منك قادم اليك أهتدىِ بك
شارعا أسنّتى
و طابعا على الزمان شارتى
و لا أود غير بيتك الامين موطنا
و لا أحب غير ان اكون
فرحة الصغار
وقفة الكبار
حين تسقط الأنا
!!!
وعندما تجلجل السماء
يهطل المطر
و يعلم الفقير أنه الغنىُّ و القوىُّ
أنه الذى
لأجل لحظة المخاض
عاش ينتظر
بكفه الدعاء
وجهه النقاء
صدره السماء
صوته القدر
و أننا اذا بدت لنا
أظافر السباع
تنهش المضاجع التى نما
على حريرها
هدؤونا البسيط و الأمان و الخدر
يذوب صمتنا الدفين
و اتكاؤنا على حواجز الغياب أمنين
ليسقط الجدار بيننا
ويخرج النهار من عيون شعبنا
فينهض البشر
اؤلئك الذين يحلمون بالكساء
هؤلاء من لأجل عيشهم
يمدّدون فى العراء
يلهثون خلف قطعة الرغيف
يحتمون بالرصيف و الشجر
!!!
و أنت يا وطن
هناك فى العميق لم يكن
زمانك الخداع
و لا على النُهى
تمددت اصابع الضياع
وبحره الذى
بمقلتيك يا حبيبتى
و شارة الوداع
و قلبى المسافر الوحيد فوقه
و مبحر الى البعيد دونما
قوارب و لاشراع
إلىّ يا حبيبتى
فاننى وهبتُ كل مالدىّ
واختصرت دربى الطويل فى شعاع
قذفته اليك تحتمى به
و عندما تطل أوجهى
مع الصباح مسرعة
سيعلم الظلام انه اسير قوقعة
و يعلم النهار أننا معه
و اننا سنرتقى
حدائق السماء مرة فنلتقى
حبيبتى
و وجهها الجميل و العيون و الوطن
وبيننا حقيقة الصراع تقهر الزمن
و بيننا سواعد من النضال تنبثق
الى عوالم الصمود وثبة فتنعتق
ومن شفاه مدفع
يضاجع المساء تنطلق
وفى عيون من نحب تأتلق
لأجل وجهك الكريم يا وطن
نموت نحترق
تعيش يا وطن