صدمة وشجاعة وترقب
على الهواء عبر صدى الملاعب، قلت للشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم، مباشرة بعد انتهاء مواجهة «الزعيمين» الهلال السعودي والعين الإماراتي، إنه لا أشد المتفائلين بالهلال ولا أشد المتشائمين بالعين توقع هذه النتيجة، وقلت له ليلة المباراة إن دفاع العين ليس بجودة وروعة وسطه وهجومه.
الشيخ عبدالله كان متفائلاً بفريقه وهذا من حقه وليس وحده من كان يعتقد أن المهمة صعبة على الهلال، رغم ضخامة وروعة جماهيره الشهيرة، بل معظم المراقبين والمعلقين والنقاد الكرويين صرحوا علانية أن العين عناصرياً يبدو متكاملاً أكثر وتوقع الكثيرون منهم التعادل أو فوز أحدهما على الآخر بهدف، وهذا ما أكده سيناريو الشوط الأول الذي كان فيه كعب العين أعلى، ولكن الهلال انتفض في الشوط الثاني انتفاضة لا يمكن أن نطلق عليها سوى عبارتي «زلزال وتسونامي».
نعم في خمس دقائق انتهى كل شئ «ذهاباً» وثلاثية كانت مرجحة للارتفاع بعد إضاعة من لا يُضيع ضربات الجزاء البرازيلي نيفيز وبعد تعملق الحارس البديل داود سليمان إثر طرد خالد عيسى الذي لم يعترض عليه أحد.
شجاعة العيناوية تمثلت في الاتصال الهاتفي مع الشيخ عبدالله، فلو كان أي رئيس نادٍ مكانه لأغلق هاتفه وابتعد عن الإعلام، ولكنه بكل رجولة ووضوح وشفافية تحدث معي هاتفياً من المطار ووضع النقاط على الحروف، وقال إن المدرب شرح للاعبيه الخطة منذ أسابيع وحذرهم من معظم ما حصل وفي الوقت نفسه رفض أن تكون النتيجة محسومة وهو ما فعله أيضاً رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في البرنامج نفسه «صدى الملاعب»، ثم تبعه المدرب الروماني ريجيكامب الذي حذر اللاعبين والجماهير من مغبة اعتبار النتيجة محسومة وأن الهلال بات في النهائي «الذي أعتقد أن طرفه الثاني سيكون أسترالياً».
بالتأكيد هناك صعوبة كبيرة أمام العين، ولكن الشيخ عبدالله، قال بالحرف: حدث ما حدث في الرياض خلال 45 دقيقة فقط فلماذا لا يحدث عكسه خلال 90 دقيقة في العين؟
الأكيد أن كل شيء وارد في عالم كرة القدم والأكيد أن رغبة التأهل وأدواته موجودة في الطرفين والأكيد أن نتيجة 3 صفر سوف تهيمن على مجريات لقاء العودة والأكيد أن تغريدة الشيخ تركي آل براهيم عبر تويتر والتي قال فيها بالحرف «من لا يشكر الناس لا يشكر الله، والشكر لسامي الجابر الذي جاء بالمجنون ناصر الشمراني»، قد لاقت موجة عارمة من الثناء فوصلت لأكثر من ألفي إعادة تغريد وبهذا يكون الجابر هو الحاضر الغائب عن قمة الزعيمين وربما عما سيليها.
[/JUSTIFY]