هنيهات!
لحظة ما في حياتك قد تكون فارقة أو تكون نقلة ما بين طرفي حياة.. تمثل جسراً تعبر به أحياناً لحقيقة أمامك كنت تجهلها أو على الأقل لا تريد استيعابها تجاوزاً أو ترفقاً بنفسك وببعض رقائب دفينة.. لا تعجب أن توصلت لقرار حياتي مهم، وأنت تتحرك وسط موقف (جاكسون) مثلاً تنظر هذه الجحافيل البشرية العابثة والعابسة، لأنها أصبحت لا تعرف الجد من الهزل أو حتى الضحكة الحقيقية من الباهتة.. لا تعجب لنفسك إن قلت فجاءة (استوب) لهذه الأحلام المترفة وسط هذه الارتال من البؤس واللاواقعية.. لا تعجب أن أحسست بأنك تريد أن تشكر زيداً أو عبيداً على أنه منحك بعضاً من أمل زائف، أو وميض وعد خاطف ومضى لحال سبيله ثم لا تتفاجأ إن وجدت أنك يمكنك الآن- (في تلك اللحظة)- أن تقول (لا لا) مقابل (نعم أكثرت منها بلا وعي.. أنها هنيهات من عمر زاحف وماضي، نفقد فيه ما نفقد من جوهر قيم حياة في مصباح ساحر الأمل والعشم.. فجاءة وفي وسط الموقف وبالقرب من الطِرِّيحة والفراشة والأصوات المترادفة المتراكبة أن كل الأمر مبيوع بورقة.. ورقة لا يهم إن كانت هذه الورقة واحد أو عشرة أو خمسين.. المهم أنها ورقة لكن الورقة الرابحة هي أنك التقطت مفاتيح هذا القدار الصعب.. أن تقول (نعم) عندما تكون (لا) سيدة الموقف أو العكس بالعكس.. ولكن أصعب (لا) يمكن قولها هي (لا) نفسك وحاحاتها (الجوانية) التي لا يطلع عليها إلا الله صاحب الشأن نهياً وأمراً.. دون مقدمات قد تنزلق رجلك في عثرات (موقف جاكسون) فتتنبه إلى أنك غرقت مع شيطان التفاصيل والتفاصيل للحد الذي غبت فيه في حدود مساسكة المركبة أو التلاهي عنها.. هنيهات فارقة.. قد تتهامس مع نفسك فتفتر على شفتيك ابتسامة أو ربما ضحكة تخرجك من ملة الوصف بالعقل إلى ما غير ذلك من جنون وبله.. حقاً هي هنيهات قد تعبر بك إن أنت رددت الحديث على نفسك بصوت جهور أو أخرجت هواءً ساخناً تعبر بك إلى المصحة النفسية أو إلى ممارسة الجنون الحالم في هذه المدنية المجنونة.
آخر الكلام: استغفر الله.. كلنا يحدث نفسه.. فإن زاد التوهم.. وردت نفسه عليه ورد عليها حسبوه مجنوناً، وما ذلك ببعيد عنه أو عن حالته.. إلا أنظروا لهؤلاء الذين يحدثون الهواء والذباب والباعوض والنمتي إنها حقاً هنيهات.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email] كيمياء المطر