فايتنكـــــم بالصبـــــر واللعـــــب الطويــــــل
القاريء ومعرفته التى تتفوق حتى على الكاتب صاحب المقابل
“””””””””””””””””””””””””””””””””
في مصر نادي الاهلي وحده تصدر من دارهأكثر من (4) صحف يشرف عليها مجلس
الادارة…غير المجلات والكتب التى تصدر من النادي
“””””””””””””””””””””””””””””””
هذه الألفاظ قاسية رياضيا ..إذا لم تعلمنا الخسارة الادب يجب ألا
تعلمنا قلة الادب
“””””””””””””””””””””””
حسن المستكاوي كتب أمس تحت عنوان (العذاب على ورقة تذكرة)..وجاء في
إستهلالية عموده (اكتب هذا المقال قبل مباراة مصر وتونس)
“”””””””””””””””””””””””””””
وجودي في مصر هذه الايام جعلني ابحث عن الكيفية التى يتعامل بها المصريون مع الهزيمة.
تابعت كل ردود الافعال التى صدرت بعد خسارة المنتخب المصري في ارضه ووسط جمهوره من المنتخب التونسي.
وبالطبع كان يهمني في الاول التعامل الاعلامي مع الخسارة والكيفية التى
تمكنهم من الاستفادة من الخسارة.
قصدت ان اعمل مقارنات بيننا وبينهم عشان نعرف (الغلطان) منو؟.
خاصة ان كثيرا من الناس وانا واحد منهم باعتبر ان (الاعلام الرياضي) في
كثير من الاحيان يكون سببا في تلك الخسائر والتراجع الذي تشهده الساحة الرياضية بصورة عامة.
وبالطبع عندما اقول الاعلام الرياضي اقصد (جسم) ننتمى اليه لذلك نحن جزء من الازمة هذا امر لا ننكره ولا نذكره هنا من باب الفضل او الاعتراف.
ومثلما تصدر انتقادات حادة للاجهزة الفنية واللاعبين عند الخسارة ويبلغ النقد مجالس الادارات بمختلف ضروبها في الاتحادات والاندية يصل طرف السوط ايضا الاعلام الرياضي…بل السوط كلو بمشي للاعلام.
خاصة وان كثيرا من الناس بعد كل خسارة بطلعوا ويقولوا ليك : (و الـلـه سبب الخسائر الاعلام).
ديل بغشوا في الناس.
ديل خدعونا.
وهناك انتقادات كثيرة للاعلام وللكتابات والاقلام وقد اصبح الطريق
ممهدا لتوجيه الانتقادات القاسية للاعلام الرياضي.
واضحى في زمن الطفرة التى حدثت في الاتصالات والثورة التى اصبحت واقعا في التكنلوجيا ..اضحى اي خبر او تحليل او عمود بخضع للجراحة وتشريح كبير في المواقع على النت وشبكات التواصل المختلفة.
يعني ما في حاجة ساكت.
الكتابة اضحت بوعي وادراك اعلى في ظل وجود تلك الوسائط ..وفي ظل ثقافة القاريء ومعرفته التى تتفوق حتى على الكاتب صاحب المقابل.
نحن نقبل الانتقادات بصدر رحب ..فليس من المنطق ولا المعقول ان توجه انتقاداتك لكل الناس من قمة الهرم الى اسفله وترفض ان توجه لك انتقادات
ومحاسبات كما نفعلها نحن مع الاخرين.
لذا نقول ان الاعلام جزء من الازمة ..ونحن لا نعفى انفسنا من ذلك بل نتحمل مسؤولينا بغير ضجر.
واظن ان اي جهة تملك ما تدافع به عن نفسها وقادرة على التبرير
لمواقفها وتوضيح موقفها.
من هذا المنطلق قصدت ان اضع مقارنة بين الاعلام الرياضي السوداني والاعلام الرياضي السوداني.
وللحق اقول ان الاعلام الرياضي السوداني يتقدم كثيرا على الاعلام الرياضي المصري رغم التقدم الكبير للاعلام المصري بصورة عامة والتاريخ العريض باعتبارهم يسبقونا بعشرات السنوات.
لكن اشهد ان تأثير الاعلام الرياضي السوداني على الشارع السوداني اكبر من تأثير الاعلام الرياضي المصري على الشارع المصري رغم ان مصر تمتلك امكانيات اكبر …وهي على كافة المستويات تتفوق علينا تفوقا ملحوظا.
كفى ان القنوات الرياضية في مصر بلغت في فترة من الفترات عندما كان الموسم الرياضي في مصر مستقرا (8) فضائيات رياضية وهذا العدد من الفضائيات يساوي عدد صحفنا الرياضية في السودان.
في السودان هناك تضجر كبير من تخصص الصحف الرياضية وصدورها في خدمة نادي واحد ، ويعتبرون ذلك من العيوب.
في مصر نادي الاهلي وحده تصدر من داره اكثر من (4) صحف يشرف عليها مجلس الادارة…غير المجلات والكتب التى تصدر من النادي.
هنا في السودان الصحيفة اذا كانت تابعة للهلال او المريخ لا يملك مجلس الادارة سلطة عليها ..واحسب ان ذلك امر يحسب لاستقلالية الصحيفة.
في مصر حتى نادي الاتحاد السكندري يمتلك صحيفة وكذلك النادي المصري.
صحيح ان تلك الصحف لا تصدر يوميا بعضها اسبوعيا وبعضها يصدر مرتين في الاسبوع وبعضها يصدر في المناسبات فقط لكن ذلك الامر يحسب في جانب التخلف…والسودان في ذلك يتفوق بصدور صحفه يوميا رغم تكاليف الطباعة العالية والاسعار الباهظة في الورق والطبع.
علما ان جمهورية مصر سكانها ضعف سكان السودان اكثر من (3) مرات وهذا امر يمكن ان ينعكس على التوزيع.
الصحافة الرياضية رغم الصعوبات الكبيرة التى تواجهها في السودان هي صامدة ويمكننا ان نقول بثقة انها تتفوق على كل الصحف الرياضية في الوطن العربي بما في ذلك صحف مصر الرياضية (ام الدنيا).
السعودية وضعها الاقتصادي افضل مننا الف مرة لكن يمكن ان نقول بثقة ايضا اننا في جانب الصحافة الرياضية نتفوق.
اضف الي ذلك ان رياضتنا في نفسها تراجعت وتدهورت لكن مع ذلك ظلت الصحافة الرياضية قبلة للقراء ومؤثرة في الشارع السوداني بشكل كبير.
هذا تقييم من الناحية الادارية ..اذا قارنا الامور في السودان ومصر من الناحية الفنية سوف نجد ان الكفة ايضا في صالح السودان.
بل اننا نتفوق بصورة كبيرة على الجانب المصري.
كنت احسب ان انفعالاتنا اكبر في الصحافة الرياضية واننا نتعامل بقسوة واضحة عند الهزائم لكن وجدت تعامل الصحافة الرياضية في مصر مع الخسارة اكثر تهورا وتدهورا.
خسر المنتخب المصري خارج ارضه امام السنغال وهي خسارة منطقية ومقبولة…لكن الاعلام المصري تعامل مع الامر على انه كارثة …وبدأ الردحي والعويل في كل الصحف المصرية ووصل الى الفضائيات وكأن الخسارة امر غير مقبول.
وقد خسرت البرازيل قبل ايام قليلة بسبعة اهداف من المانيا والبرازيل كانت تلعب في ارضها ووسط جمهورها وهي منظمة للبطولة التى خسرت فيها بالسبعة ، فلم نسمع مثل ذلك العويل.
المصريون رفضوا الخسارة من السنغال (وهو منتخب) كبير وتعامل اعلامهم الرياضي مع الخسارة تعامل (المشجع المتهور).
اما خسارة المنتخب المصري امام المنتخب التونسي فقد افرز (تهورا) اكبر من الاعلام الرياضي.
اذا طفت بكم على ما جاء في صحافة مصر امس سوف تجدوا ان الانفعالات كانت اكبر …وان التعامل مع الخسارة كان بصورة اقل ما يمكن ان يقال – انه تعامل كان فيه الكثير من (التهور).
صحيفة (الكورة والملاعب) تصدرها ذلك العنوان : ( بعد فضيحة تونس والسنغال منتخبنا ينتظر التعديل ..وشحاتة هو البديل).
وجاء في الصفحات الداخلية للصحيفة مقال تحت هذا العنوان ( منتخب العاجزين ..صفر اليدين).
لاحظ انهم تحدثوا عن الهزيمة على انها (فضيحة) …وتحدثوا عن اعفاء شوقي غريب..وذهبوا ابعد من ذلك عندما قالوا عن المنتخب المصري انه منتخب العاجزين.
هذه الألفاظ قاسية رياضيا ..اذا لم تعلمنا الخسارة الادب يجب ألا تعلمنا قلة الادب.
صحيفة (الهدف) المصرية عشان ما تلخبطوا لي.
صحيفة الهدف جاء في عناوين صفحتها الاولى هذا : ( اتحاد فاشل ..منتخب ضايع ..واعلام فاجر حسبنا الـلـه ونعم الوكيل).
طيب انتوا بتقولوا كدا نحن نقول شنو؟.
صحيفة المساء السياسية تصدرها هذا العنوان (منتخب الفاشلين حرق دم المصريين) (الجماهير تطالب برحيل غريب وعودة المعلم).
صحيفة الشروق جاء في صفحتها الاولي ( المنتخب صفر في تصفيات امم
افريقيا بالخسارة امام تونس بهدف نظيف).
في صحيفة اليوم السابع كتبوا تحت عنوان ( الفراعنة يسقطون امام نسور
قرطاج بهدف والحلم الافريقي تحول لـ (كابوس) ……).
في صحيفة الوطن امس كتبوا في الصفحة الرياضية ( منتخب الفضائح يواصل الانهيار).
اعلامنا السوداني مهما كان قاسيا هو لا يمكن ان يصل الى تلك الالفاظ القاسية.
الاغرب من هذا ان هنالك صحف رغم من انها تضمنت ملفات رياضية إلا انها
لم تورد خبر عن نتيجة المباراة لأن الصحيفة مثلت للطباعة قبل انتهاء المباراة.
صحيفة الدستور وصحيفة التحرير كان صدورهم ومثولهم للطباعة قبل انتهاء المباراة رغم ان المباراة انتهت مبكرا.
نحن صحفنا تنتظر حتى نتائج مباريات في الدوريات الاوربية تنتهي بعد الثانية صباحا.
شفتوا نحن بنتقدم كيف على صحافة ام الدنيا.
في صحيفة الشروق لم اتخيل كاتب في حجم حسن المستكاوي يكتب امس بعيدا
عن المباراة في زاويته (لنا ملاحظة).
تخيلوا ان الكاتب الرياضي الاول في مصر حسن المستكاوي كتب امس تحت عنوان (العذاب على ورقة تذكرة)..وجاء في استهلالية عموده (اكتب هذا المقال قبل مباراة مصر وتونس ، ومضمونه لا علاقة له بنتيجة المباراة ،
سواء كان الفوز للمنتخب او للفريق التونسي)…والمباراة انتهت قبل منتصف الليل.
ديل الظاهر عليهم بمشوا المطبعة المغرب.
هذا يحدث في مصر هنا عمر بشاشة واحمد الحاج يمكن ان يظلوا يلاحقو في
الاعمدة الرياضية للصحيفة حتى الثانية صباحا.
حقيقة اعلاميا السودان يتقدم على مصر ليس في مجال الاعلام الرياضي بل
على نطاق الاعلام بصورة عامة.
خامننا ساكت.
و الـلـه انتوا يا ناس احمد الحاج طلعتوا ما ساهلين.
…..
ملحوظة : كمان عاوزننا نبقى لا كورة لا اعلام.
هوامش
شاهدت المعز محجوب في مباراة المنتخب يلعب كورات طويلة لبكري المدينة.
ما قلت حاجة.
شفت ليك (جوطة) الاعلام المصري.
قلت ليهم و الـلـه نحن فايتينكم بالصبر والكورات الطويلة.
يمكن غضب الاعلام المصري مبرر عشان عندهم محترفين بلعبوا في كبرى الدوريات الاوروبية …ونحن محترف بلعب في السعودية ما عندنا.
ويمكن هم صرفوا على منتخبهم وما خلوا ليه حاجة.
ونحن منتخبنا شغال بـ (الشيرنق).
لكن كل هذا لا يجعل هذه اللغة القاسية هى التى تتصدر الموقف الاعلامي في مصر.
البرازيل بتتغلب.
دائما اخشى من الانفعالات والتهور والاراء الانطباعية التى تخرج بعد الهزيمة.
الهزيمة جزء اصيل في كورة القدم ..وهي عندها فوائد زي فوائد الانتصارات.
يكفي انه لولا الهزيمة ما كان الانتصار وما كانت حلاوته.
لذلك مطلوب مننا (عقلانية) اكتر عند الخسارة.
حكاية نحن ما عندنا كورة ..ومفروض نخلي الكورة ومفروض ما يكون عندنا اعلام دا كلام فارغ.
ح نظل في رحلة بحث دائمة.
ما ح نقيف.
الى ان نصل.
ما في حاجة بتوقفنا.
نقع – تاني نقوم.
حلاوتها كدا.
ويلا نبدأ من جديد.
والبتبعدوا مننا خسارة ..دا ما زولنا.
نحن ماشيين.
وان..
وان …
وان طال السفر.
………
عاجل : و الـلـه بعد هزيمة البرازيل افضل منتخب في العالم بالسبعة مفروض
[/JUSTIFY]
وإن طال السفر – محمد عبد الماجد
صحيفة قوون