بعد انسحاب 49 ألف متطوع..مخاوف تحيط بمستقبل “ويكيبيديا”
ازدادت مؤخراً المخاوف بشأن مستقبل موقع موسوعة “ويكيبيديا” الشهيرة، بعد انسحاب مجموعة من الباحثين المتطوعين المسئولين عن إثراء وتحديث الموقع من خلال تصميم الصفحات الجديدة ومراجعة المعلومات المضافة.
وذكرت دراسة جامعية نشرتها صحيفة “ديلي ميل”، أن الإصدار الإنجليزي من الموقع فقد 49 ألف محرر متطوع في الشهور الأولى من العام الحالي، فضلاً عن 4900 خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وأوضحت الدراسة التي أجراها فيليبي أورتيجا من جامعة راي خوان كارلوس الإسبانية، أن عشرات الآلاف من محرري “ويكيبيديا” لم يعودوا يشاركوا في تحديث الموقع كما لم يجرى استبدالهم.
وأكد أورتيجا الذي ابتكر برنامجاً يحلل التاريخ التحريري لأكثر من ثلاثة ملايين مساهم في الموسوعة، أنه في حال عدم وجود عدد كافي من الأشخاص الذين يهتمون بالمشروع فيمكن أن يختفي سريعاً.
وأضاف أورتيجا أن الموقع لم يتدهور حتى الآن إلى هذا الحد، لكن يمكن أن يصل إليه في حال استمرت الاتجاهات السلبية على ذات المنوال، مؤكداً أن المساهمين لم يعودوا يتمتعوا بنفس الروح التي صاحبتهم في سنوات الموسوعة الأولى.
وتابع قائلاً إن هناك أشخاص يُحكِمون حالياً السيطرة على مقالات الموقع، مما يُصعب عملية المشاركة، بالإضافة إلى زيادة البيروقراطية والقواعد التي تحكم المساهمات، والتي تعد بدورها معوقاً أمام الكثيرين.
وقالت الصحيفة البريطانية إن السبب وراء ذلك ربما يرجع إلى البيروقراطية الزائدة التي تمنع تصحيح أخطاء مثل إذاعة خبر عن وفاة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي “إدوارد كنيدي” قبل حدوثه، حيث يسمح الموقع للمستخدمين المسجلين بتعديل المدخلات، غير أن هذا يجعله عرضة لسوء الاستخدام.
ويعد أقرب مثالاً لذلك الكم الهائل من البذاءات التي نشرت على الصفحة الخاصة “بتييري هنري” لاعب المنتخب الوطني الفرنسي لكرة القدم بعد إحرازه هدفاً بيديه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أمام منتخب أيرلندا.
يذكر أن جيمي ويلز رجل الأعمال الأمريكي أنشأ عام 2001 الموقع، الذي تمكن في فترة وجيزة من أن يصبح خامس المواقع انتشاراً حول العالم على الإنترنت بعدد زوار وصل إلى 325 مليون شهرياً.
“ويكيبيديا” تختبر النصوص غير الجديرة بالثقة
وقررت “ويكيبيديا” مؤخراً إضفاء مزيد من المصداقية على محتوياتها من خلال اختبار مستخدميها المسجلين لبرنامج “ويكيتراست”، الذي يغير لون النصوص غير الجديرة بالثقة.
وقال بروفيسور لوكا دى ألفارو المسئول عن البرنامج إن فترة تجريب البرنامج لاتزال قيد المناقشة، موضحاً أن الغرض منه هو تجميع ملاحظات المستخدمين بشأن استخدام الأداة.
وأضاف دى ألفارو أن “ويكيتراست” لا يمكنه قياس ما إذا كان النص جدير بالثقة أم لا مباشرة، حيث إنه يتمكن فقط من قياس درجة موافقة المستخدم على النصوص.
وصرحت “ويكيبيديا” بأنها تدرس عدداً من أدوات الجودة والتقييم لمحتوياتها ومشاريعها الأخرى، وتابعت أنها ستناقش الأدوات مناقشة عميقة مع مطوري ومحرري الموقع قبل تطبيق أي تقنية منها.
يذكر أن “ويكيبيديا” ستظل هدف للمخربين والمخادعين ولأى شخص يملك دافعا للتلاعب بالمدخلات في ظل عدم وجود قواعد صارمة تحدد شروط إدخال المحتويات عليها.
“ويكيبيديا” تفرض رقابة على صفحاتها
وأجرت “ويكييبديا” عدداً من التعديلات على موضوعاتها بشأن الشخصيات الحية، بعد عقداً من السماح للأعضاء بالدخول على الموضوعات وإجراء التعديلات التي يرغبون بها على الموضوعات.
وتسببت سياسة تعديل المقالات في أزمة ثقة بالموقع بشأن كيفية الوثوق في المعلومات المضافة، إذ يمكن لأى شخص تغيير محتوياتها، فضلاً عن عدم اضطلاع أحد بالتأكد من صحة المعلومات.
وتعد “ويكييبديا” من أفضل عشرة مواقع بالعالم، كما يزداد الاقبال عليها للاطلاع على الأخبار العاجلة، حيث دخل أكثر من ستة ملايين مستخدم للتأكد من خبر موت مايكل جاكسون خلال الأربعة والعشرين ساعة الأولى من ذيوعه.
وقال مايكل سنو، رئيس مجلس إدارة شركة “ويكيدميديا”، المسئولة عن موقع الموسوعة إن الشركة لن تسمح بإلقاء الأشياء على الموقع مرة آخرى، مضيفا أنه بداية من الآن، لن يكون هناك أى تسامح مع ذلك النوع من المشاكل.
وتقتضى الخطة الجديدة قانون جديد يتطلب موافقة محرر قبل إجراء أى تعديل على مقالات عن الشخصيات الحية. ومن المتوقع تطبيق النظام الجديد قريباً، لذلك من المحتمل أن تختبر أولا علي عدد محدود من المقالات.
المصدر :محيط