الصادق الرزيقي

ما وراء اتهام الســــودان بالتورط في ليبيا؟! (2)

[JUSTIFY]
ما وراء اتهام السودان بالتورط في ليبيا؟! (2)

مازالت تتفاعل تداعيات التهمة الملفقة ضد السودان من الحكومة المؤقتة الليبية التي تتبع لمجلس النواب ومقرها مدينة طبرق الواقعة أقصى الشرق على الحدود مع مصر، وتتخذ هذه الحكومة من كذبة بلقاء بثتها في بادئ الأمر قناة «ليبيا أولاً» وهي تبث من القاهرة ويملكها أحد أزلام وأتباع القذافي ويسمى «حسين الطاطاجي» وتمول مع قنوات أخرى بأموال تم تهريبها بواسطة سيف الإسلام والساعدي القذافي وعبد الله السنوسي وأحمد قذاف الدم مع لحظة هروبهم فور سقوط النظام، ودخل جزء كبير من هذه الأموال مصر وبعض دول الجوار الليبي، ويتم استخدامها في أوجه مختلفة، منها الهجوم الإعلامي على السودان ومحاولة إلصاق تهمة دعم ثوار ليبيا في حركة فجر ليبيا وغيرها من المجموعات الثورية التي واجهت اللواء المتقاعد حفتر وهزمته وأخرجته من معاقله.
فمحاولة توريط السودان في قضية الطائرة تمت بدقة متناهية وتم الترويج له على أوسع نطاق، ونصبت أفخاخه حتى تقع الفريسة في الشرك ويتم التعامل معها وفق المخطط المرسوم، وقد كانت عدة جهات ليبية موالية لحفتر بجانب الدول الوالغة والمتورطة في الشأن الليبي، تسعى منذ تأزم الوضع هناك، إلى ربط السودان بثوار ليبيا الحقيقيين الذين أسقطوا القذافي ووقفوا ضد انقلاب حفتر الفاشل ومؤامرة إعادة ليبيا إلى الوراء مرة أخرى.
فقصة الطائرة واضحة لا لبس فيها.. فالقوات المشتركة التي تكونت في الثالث من أبريل من العام الحالي، تمت باتفاق بين وزارتي الدفاع في البلدين عندما كان رئيس الحكومة المؤقتة الموجودة في طبرق بشرق ليبيا «عبد الله الثني» وزيراً للدفاع، وجاء الثني خلفاً لرئيس الحكومة الأسبق علي زيدان الذي عزل من منصبه وهرب من ليبيا خوف المحاسبة.
وتكونت هذه القوات من عدة كتائب«70% من السودان و30% ليبية»، كما جاء في التوضيحات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية السودانية أمس الأول وبيان إدارة الإعلام بجهاز الأمن الوطني والمخابرات.. وتوجد هذه القوات في منطقة العوينات المعروفة عند المثلث الحدودي الرابط السودان ومصر وليبيا، ومنطقة السارة في الحدود المشتركة بين السودان وليبيا وتشاد، وتعمل هذه القوات على ضبط حركة الحدود ومحاربة تهريب المهاجرين غير الشرعيين الذين يتخذون من ليبيا معبراً إلى أوروبا التي ظلت تواجه هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين، وتقوم عصابات وشبكات تعمل في السواحل الليبية منذ عهد القذافي بتهريبهم، وتبذل الحكومات الأوروبية جهوداً مضنية بلا نتيجة لوقف موجهات الهجرة غير الشرعية خاصة القادمة من ليبيا وعبر حدودها وسواحلها.
وقد نجحت القوات المشتركة في الحد من عمليات التهريب، فخلال أربعة أشهر من تكوينها استطاعت القبض على أكثر من «1350» مهاجراً من جنسيات إفريقية وآسيوية، وضبطت كميات من الأسلحة المهربة، ولأنها تقوم بعمليات مستمرة في منطقة واسعة، تحتاج هذه القوات إلى مؤن وتشوين مستمر، ونظراً للظروف الراهنة في ليبيا وتعذر توفير الاحتياجات الضرورية من داخل الأراضي الليبية، يتم توفير الاحتياجات من ذخائر ومؤن من السودان وتمت هذه العملية عدة مرات.
قضية الطائرة الأخيرة والتضليل الذي صاحبها، واضحة، فقد طلب العقيد سليمان حامد قائد القوات المشتركة من الجانب الليبي والآمر في منطقة الكفرة توفير هذه الاحتياجات من الجانب السوداني، وتم بالفعل ذلك، وحصلت الطائرة على إذن الهبوط ودخول الأجواء الليبية من السلطات في الكفرة، وصباح الخميس «4» سبتمبر سمح لها برج المراقبة بمطار الكفرة بالهبوط، وكان في استقبالها قائد القوات العقيد الليبي سليمان حامد ورهط من الأعيان وزعامات القبائل هناك خاصة قبائل الزوي والمجابرة والتبو، وعدد كبير من القيادات الشعبية والرسمية في منطقة الكفرة، وأفرغت الطائرة حمولتها وعادت أدراجها إلى الخرطوم ولم تتحرك إلى أية نقطة أخرى داخل ليبيا، وزعمت المعلومات المضللة أن الطائرة كانت متجهة إلى مطار معيتيقة في طرابلس.
وتلقفت قناة «ليبيا أولاً» المناوئة لثوار ليبيا والموالية لحفتر الخبر وبثه كخبر عاجل، ثم تراجعت عنه بعد ساعات عندما ظهرت تصريحات العقيد سليمان حامد قائد القوات المشتركة من الجانب الليبي ودحض التهم الباطلة.
فقصة الطائرة السودانية، ما هي إلا دعاوى وافتراء باطل تقوم به جهات في الإقليم مع مجموعة حفتر لتشويه صورة السودان والتغطية على تورط دول أخرى في الشأن الليبي وصل إلى حد القصف بالطائرات.
[/JUSTIFY]

أما قبل – الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة