المتطرفون أخطأوا فهم الرسالة
لم يكن احتفاؤنا والآخرين بقرارات الحكومة السودانية للسيطرة على نشاطات التبشير الشيعي وطمس الهوية المذهبية للمجتمع السوداني المسلم، لم يكن ذلك الموقف الذي ظللنا ننادي به ونحذر ونلفت الانتباه إليه منذ فترة، لم يكن رغبة منا في استبدال مشروع التبشير الشيعي بمشروع تطرف ديني يحل محل المراكز الإيرانية بعد حذفها وتجفيف نشاطها.
أشعر بخوف عميق من مطالعتي لتبريكات الجماعات والتيارات الإسلامية المتطرفة للخطوة التي اتخذتها الحكومة السودانية وظنهم الواهم أن المجتمع السوداني ينتظر إمدادهم كبديل لهؤلاء الذين غادروا وأن المجال أصبح متاحاً أمامهم لبث سموم التطرف الديني.
إن القرار المنتظر من الحكومة الآن هو منع كل خطابات وخطب بث الكراهية الدينية بين أصحاب المذاهب والمدارس الإسلامية، فبعض تلك الجماعات المتطرفة في السودان لها موقف تكفيري تجاه الطرق الصوفية لا يقل ولا يختلف كثيراً عن موقفهم تجاه الشيعة، وبالتالي فإن معركتهم أصبحت الآن هي مواجهة الجماعات الصوفية التي يمثل أتباعها الغالبية العظمى من السودانيين.
وما نسمعه ونطالعه في خطب ومقاطع فيديو صارت تعج بها مواقع التواصل الإلكتروني، يختلف كثيراً عما كنا نفهمه ونتخيله ونتوقعه في تحليلنا لتوجهات الدولة السودانية على ضوء خطوتها الأخيرة وخياراتها، فليس الخيار الأنسب هو الميل والاستجابة لمزاج تيارات متشددة تحمل فكراً ملغوماً وتذيع خطباً تشتمل على مواد مفخخة وشديدة الانفجار.
ما هو العيب في إسلامنا السوداني المعروف إسلام الذكر والذاكرين، إسلام التراويح ومدح المصطفى، والذي يقوم على منهج الوسطية والاعتدال.؟
لماذا يريد هؤلاء أن يوهمونا بأنهم هم البديل.؟ وأن خيارات التدين إما شيعة رافضة ومرفوضة وإما جماعات متشددة ومتطرفة تفرِّخ الإرهاب باسم الدين.
حذار من هؤلاء وحذار من إتاحة فرصة لهم لابتلاع شبابنا السوداني في جوف التطرف.. حذار من مصاصي الدماء الذين لا علاقة لهم بالإسلام، يسيئون له بفعائلهم ويشوهون صورته أمام العالم.
حذار من هؤلاء الذين أفسدوا مسارات مشروع الدعوة الإسلامية في ديار الغرب وكرَّهوا العالم في الإسلام.. حذار من حملة السكاكين ومحترفي حز الرؤوس.
شوكة كرامة:
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي