تحقيقات وتقارير

تمديد فترة التسجيل أسبوعاً هل يعوض ضعف الاقبال حتى الآن؟

استجابت السلطات للمطالبات بتمديد فترة التسجيل الانتخابي التي تعالت مع اقتراب موعد طي الملف وقررت المفوضية القومية للانتخابات تمديد فترة تسجيل الناخبين لسبعة ايام تبدأ في الأول من ديسمبر إلى السابع منه. كما قررت تعديل تاريخ الاقتراع ليكون في الحادي عشر من شهر أبريل 2010 بدلاً من اليوم الخامس منه.وأضاف البيان الصادر منها في هذا الشأن أن قرار تعديل التسجيل اقتضى بالضرورة تعديل تاريخ الاقتراع ليكون الحادي عشر من شهر أبريل 2010م بدلاً عن اليوم الخامس منه.

وكانت المفوضية قد كشفت في وقت سابق عن ان ثمانية ملايين وستمائة ألف ناخب سجلوا حتى الآن في السجل الانتخابي منذ بداية التسجيل مطلع الشهر الجاري. وأقرت المفوضية بوجود بعض الصعوبات لتمدد فترة تسجيل الناخبين لسبعة أيام تبدأ في الاول من ديسمبر الى السابع منه.

جاء ذلك بعد اتضح جليا عدم التفاعل مع السجل الانتخابي خاصة وأن ثلاثة أرباع المدة المحددة قد انتهت.. وطبقا لمهتمين بالشأن السياسي فإن التمديد لفترة الانتخابات أصبح مطلبا ملحا وموضوعيا لأسباب منها أن فترة الشهر أصلا غير كافية ، وأن هناك أحداثا شغلت الناس عن التسجيل منها مباراة مصر والجزائر التي سيطرت على اهتمام المواطنين ولفتت انتباههم عن مجريات التسجيل للانتخابات قرابة الأسبوع لتعطل ربع فترة التسجيل.

ولما كان المستهدفون من التسجيل كحد أدنى هم 19 مليونا من السكان فإن تسجيل 6 مليونا فقط لا يغني ولا يسمن من جوع، ولا يعني إلا تعذُّر قيام الانتخابات أو قيامها معلولة.

وفيما لم تصغ السلطات حتى الآن لدعوات بعض القوى السياسية المطالبة بتمديد فترة التسجيل تصبح عملية رتق الفتق عسيرة خاصة وأن فترة التسجيل تنقضي داخل عطلة عيد الأضحى المبارك مما قد لا يمكن بعد انتهائها من استصدار قرار لاستئنافها.

مواطنون من شرائح متعددة وأماكن ومناطق متفرقة التقتهم «آخر لحظة» بدوا إما غير آبهين بالتسجيل والانتخابات أو لا يعرفون عنها شيئا، أو غير مستعدين لتكبد عناء البحث عن مراكز التسجيل التي أعاب معظمهم على القائمين عليها إخفاءها ودسها في مناطق غير واضحة.

وبحسب محللين سياسيين فإن عدم تفاعل المواطنين مع السجل الانتخابي إما أن يكون رفضا لممارسات غير شرعية قال بعضهم إن عددا من مراكز التسجيل شهدت صورا منها أو أن الناس غير مكترثين بالانتخابات.

وفيما استطلعت (اخر لحظة) عدداً من المواطنين حول رؤيتهم للسجل الانتخابي وأسباب إحجام بعضهم عن التسجيل أوضح المواطن إبراهيم عبد السلام من منطقة الدروشاب شمال حي سيد الشهداء أن المنطقة لا يوجد بها مركز للتسجيل ، مشيرا إلى أنهم حاولوا تقصي الأمر من اللجان الشعبية فعلموا أن هناك أياما بعينها للتسجيل في كل منطقة وبالتالي لم يحن بعد موعد التسجيل في هذا الحي، وتخوف إبراهيم من انتهاء الفترة المحددة للتسجيل دون أن يتمكنوا من ممارسة حقهم الانتخابي خاصة وأن التسجيل يعتبر الخطوة الأساسية في الانتخابات المقبلة.

من جانبها قالت أشجان حسن المواطنة بالثورة الحارة التاسعة إنها لم تذهب للتسجيل لعدم اهتمام القائمين على أمر التسجيل بتشجيع المواطنين على ذلك بتوفير مركبات لترحيلهم كما يحدث في بعض الدوائر. خاصة وأن البعض يجهل أهمية التسجيل في العملية الانتخابية في وقت اقتربت فيه نهاية الفترة المحددة حيث لم تتبق سوى أيام قد يفقد المواطن بعدها حقه الانتخابي إن لم يتم تمديد فترة التسجيل. من جانبها أعادت الاحزاب السياسية مسؤولية عدم التفاعل مع السجل إلى جهل المواطن على الرغم من أن الأخير يتهمها بعدم تسخير امكانياتها لإعلامه وتوصيله إلى حيث التسجيل خاصة وان البطاقة الانتخابية تعتبر فكرة جديدة لم يتعود عليها المواطن بعد.

ويقول أبوبكر الصادق من منطقة أمبدة إن السجل الانتخابي يسير بصورة جيدة في مناطقهم خاصة وان التنظيمات السياسية تعمل على قدم وساق من خلال الإعلام المتحرك بنشر الوعي بين المواطنين فهنالك سيارات تحمل شعارات الأحزاب المختلفة تجوب الشوارع وتوضح للناس أهمية الحصول على البطاقة الانتخابية التي تضمن لهم حقهم في التصويت، ولكنه أكد أن هناك فئة كبيرة من الناس تمتنع عن التسجيل بحجة أن الأحزاب بمختلف توجهاتها لن تقدم ولن تؤخر خاصة وأنهم يئسوا من دورها الإيجابي تجاه المواطن البسيط الذي لا يتطلع الا للحصول على لقمة العيش.

ويؤكد التجاني عز الدين من منطقة الحاج يوسف حي الصفا أن المواطنين يقبلون على التسجيل بأعداد كبيرة خاصة وأن هنالك ناشطين يمثلون بعض الاحزاب يحرصون على إخراج المواطنين من منازلهم بعد إقناعهم أن التسجيل حق لا يمكن التنازل عنه فيما تستنفر الاحزاب الناس عبر المساجد.

فيما تقول إنصاف البشير التي تقطن السجانة حالياً مع أقربائها بعد ان اتت للعاصمة لظروف الدراسة إنها لا تعلم بمواقع التسجيل خاصة وأن أقرباءها لم يذهبوا للتسجيل ولم تر أنهم يهتمون بهذا الأمر. ومن داخل مركز الخرطوم شرق الدائرة (36) وقفت (آخر لحظة) على التسجيل حيث أوضح عدد من المواطنين والعاملين بالمركز أن التسجيل يسير بصورة جيدة خاصة وأن المركز يقع في منطقة تجمعات الشباب لقربه من جامعة الخرطوم وبالتالي يتوقعون ازدياد عدد المسجلين في الأيام المقبلة وصفوا نسبة التسجيل بأنها فوق الوسط.

وتوقع المهندس المعلا اجبر-امين الدائرة (48) التي تشمل الازهري والسلمة والانقاذ جنوب الخرطوم بمحلية جبل اولياء وممثل المؤتمر الوطني ان الإقبال سيصل 100% نتيجة لتدافع المواطنين والحاحهم لتسجيل اصواتهم وقال لـ(اخر لحظة) بمركز تسجيل الناخبين للدائرة 48 بالازهري ان التسجيل يسير بصورة ممتازة مثمناً دور الشباب بالمنطقة منوهاً بالمواطنين الإسراع لتسجيل أسمائهم حتى يضمنوا حقهم في التصويت، مشيراً إلى أن السجل الانتخابي حق مشروع لكل مواطن وبحمد الله شهد المركز تدافعا كبيرا من مختلف الأعمار وخاصة في اليوم الثاني موضحاً أن المركز شهد حضور حاجة تبلغ من العمر أكثر من (90) عاماً للتسجيل الانتخابي لممارسة حقها الدستوري في التعبير عن رأيها وهذا شرف عظيم.

واوضح عدد من المواطنين داخل المركز لـ(اخر لحظة) أنهم حثوا بعضهم البعض اضافة الى الحملة الاعلامية المكثفة عبر المايكروفونات والنداءات المتكررة من قبل المساجد بجانب انهم يرغبون في الإدلاء بأصواتهم ضماناً لحقوقهم وحقوق أحزابهم.

وذكر آخرون أنهم لم يتمكنوا من الحضور للتسجيل في الوقت المحدد مطالبين بتمديد الفترة لأكثر من يومين وعزوا ذلك لانشغالهم ببعض الأمور الدنيوية مشيرين إلى أنهم أشد حرصاً لتسجيل أسمائهم وسوف يذهبون إلى أماكن أخرى لضمان حقوقهم.

أما في منطقة أركويت شمال فشاهدت «آخر لحظة» أعدادا بسيطة من الناخبين وحركة شبه ساكنة وذلك بمدرسة أبو ذر الغفاري.. وطبقا لرئيس فريق التسجيل كمال يوسف السميت فإنه لا توجد أي معوقات ولا مشاكل مبيناً عدم وجود أي ممثل للأحزاب في المركز وعزا ذلك إلى أن المركز بدأ أمس. وأضاف أن أكثر فترات الإقبال في المساء وفي الفترة الصباحية تكون نسبة الإقبال خاصة من النساء عالية مقارنة بالرجال. وقال يوجد عدد كبير من المواطنين لا يمتلك أوراقا ثبوتية ونحن بدورنا نقوم بتوجيههم لاستخراجها قبل موعد الانتخابات.

ومن ذات المركز تحدث سكرتير اللجنة الشعبية وممثل المؤتمر الوطني وجدي عبد الله قائلاً إن دور اللجنة الشعبية يتمثل في استخراج شهادة السكن لمن لا يملك أوراقا ثبوتية، كما أن هذه الشهادات لا تستخرج لأي مواطن لم يكن مقيماً في المنطقة منذ ثلاثة أشهر مؤكداً أن هناك إقبالا عاليا من قبل المواطنين. وفي منطقة حي العمدة شمال وشرق وجنوب وغرب مركز حديقة حي العمدة أوضح المهندس مصطفى مختار محمد رئيس المؤتمر الوطني أن السجل الانتخابي بحي العمدة يشمل كلا من حي العمدة شمال وجنوب وغرب وشرق ويوجد لكل الاحزاب السياسية ممثلون داخل المركز وأضاف أن من المشاكل التي تواجههم عدم معرفة المواطن بحقوقه واهمية تسجيله في السجل الانتخابي. وان كل ممثل حزب يقوم بدوره المثالي واعتبر مركز حي العمدة مركزاً نموذجياً مقارنة بالمراكز الاخرى.

وقال إن نسبة الاقبال عالية وقد تصل الى 70% كما ان الفترات المسائية تعتبر اكثر فترات التسجيل ازدحاماً.

ومن داخل المركز تحدث ممثل حزب الأمة سيد صبري عبد الرحمن مؤكداً أن بعض المشاكل ظهرت خلال التسجيل منها تسجيل بعض الأفراد وهم غير مقيمين بحي العمدة وهن طالبات مدينة علي عبد الفتاح.

امنة السيدح-ابتهاج-رشا-هنادي-فاطمة:اخر لحظة