غازي يكسر الجمود
تحدثنا أمس عن حالة الرتابة والجمود والاجترار الممل في ساحة الحوار الوطني.. تلك الحالة التي تصورها عبارة شعرية للرائع الجميل خالد حسن بشير (وأخبار الصباح وموتها في مهدها وبداية اليوم الجحيم).
وكنا نتحدث أمس عن قيمة الوقت الذي يضيع من عمر الوطن، عن اليأس وفقدان الأمل في الوصول إلى نقطة التقاء.
المقولة المنسوبة للأسقف البريطاني جوزيف هول
A drowning man will clutch at a straw
المقابل لها في ثقافتنا العربية (الغريق يتعلق بقشة)، هذا المثل برغم تصويره وتعقيده لصعوبة إيجاد الحل لكنه يحفز على التمسك بالحياة والبحث عن طوق النجاة حتى آخر لحظة والصبر على المحاولة الأخيرة بتركيز أكبر.
وبالتالي فإن البيان الذي أصدره دكتور غازي صلاح الدين صباح أمس الجمعة والذي استبشر فيه بخطوة تمت أمس بالتوقيع مع الآلية الأفريقية على جملة مبادئ يقوم عليها الحوار، ثم نجاح الوساطة الأفريقية بالتوقيع بشكل مستقل مع مجموعة إعلان باريس على وثيقة تحمل نفس المبادئ.
قد لا تكون تلك الخطوة مثل القشة الواهنة الضعيفة التي لا فائدة من اللحاق بها، بل ربما يكون هذا الذي لاح أمام الغريق أمس هو الجزء الظاهر من أطراف وحواف طوق النجاة بأن ينجح هذا الاتفاق المبدئي في إنقاذ الحوار الوطني من الغرق ويبعث فينا ربما طاقة عزم جديدة – نعم هي لن تكون طويلة الأجل لأن مخزون الصبر قد نفد – لكنها على كل حال طاقة قوية قد تحرك الساكن وتعيد الحياة والحيوية للحوار الوطني..
إن ما توصل إليه غازي وأحمد سعد كموفدين من لجنة الاتصالات الخارجية بآلية الحوار رسمياً للاتصال بالحركات المسلحة ودعوتها للحوار يجب أن يكون ملزماً بتبني نتائجه والموافقة من الحكومة عليه لأنهما غادرا بتفويض من الآلية ويحملان دعوة رسمية من آلية الحوار الوطني للحركات المسلحة للمشاركة في الحوار والتباحث مع تلك الحركات وبالتالي فإن جهود الوساطة وتقديمها للوثيقة التي وافق عليها وفد الآلية من جهة ووافقت عليها ما تسمى بمجموعة إعلان باريس، يجب أن تجد تلك النتائج كل الترحيب من الحكومة، خاصة وأن المبادئ التي تم التوقيع عليها تبتعد عن ترتيبات تفكيك النظام كمطلب مرفوض من الحكومة والمؤتمر الوطني مبدئياً.
لو مضت تلك الخطوات نحو النجاح، فسيكون دكتور غازي قد اختطف شارة الصدارة والجدارة بلا منازع، بل سيكون أخطر المنافسين وصاحب الفرص الأكبر في الانتخابات الرئاسية القادمة.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي