كفى مضيعة وقت
متى تنقضي هذه الأجواء الرتيبة.. أجواء الترتيب للحوار الوطني الشامل؟، نريد أن نقلب هذه الصفحة بما تيسر من تجاوب ومن توافق على المائدة..
إنها أجواء مملة تستنزف وقت البلاد وتسكب ماء حياتنا في مزادات السياسيين.. كفى والله، (خلاص).. خاصة وأن الحل السياسي حتى ولو تم اليوم، فإنه لا يعني نهاية المطاف ولا يعني حلحلة الأزمات الاقتصادية والمعيشية فوراً ولا حتى بعد وقت قصير، بل ربما لو تم هذا التوافق وعلى أفضل الاحتمالات أن يمثل تهيئة معقولة لمناخ العمل والإنتاج، وقد يشكل استقراراً نسبياً، لكنه لا يعني الآن شيئاً بالنسبة للمواطن الذي يئن ويتألم من فرط حاله القاسي وظروفه المعقدة التي يكابدها.. صدقوني إن هذا الملف بالكامل يقع خارج اهتمامات المواطن البسيط الآن.
لم نكن يوماً من دعاة الإقصاء والانفراد بالسلطة، لكننا حين نعيد ترتيب الأولويات الماثلة أمامنا ونقيِّم هذا الوضع السياسي اللئيم، نجد أن وقت البلاد الآن يتبدد في الرجاءات والانتظارات و(اللكلكة) وتطويل الأمور بلا جدوى.
لو كان رأي المعارضة وأعني المعارضة الرافضة للحوار، لو كان رأيها النهائي بعد كل هذا الانتظار وكل تلك المحاولات هو التمسك بموقفها فعلى كيفها.. ترقع جبتها أو لا ترقعها، لكن ليس على حساب وقتنا ووقت البلاد.
ولو كان المواطن قد فقد الحماس لمناصرة الحكومة، فإنه قد فقد هذا الحماس بالضعف المضاعف في مناصرة تلك القوى الفلكلورية، فقيرة الخيال والدهشة والقدرة على إحداث أي نوع من التغيير الإيجابي أو القدرة على تقديم فكرة واحدة تدهشنا وتجعلنا نظن أن صاحب هذه الفكرة له موقع ضائع ومحروم منه ضمن مواقع كابينة القيادة.
وبحسب نظرية (الفي البر عوَّام) فإن اختبار مهارات هذه القوى وهي في البر يقودنا للنتيجة الحتمية لتجربتها المنتظرة وقدرتها على السباحة حين تنزل إلى البحر.
لا يوجد ما يجعلنا نتحمس للانتظار أو نهمل قيمة الوقت الذي مضى ويمضي من عمرنا ومن عمر البلاد سوى الرغبة في تحقيق أعلى نسبة ممكنة من الإجماع والتراضي، ولو كان ما تحقق حتى الآن هو غاية ما يمكن تحقيقه، فأغلقوا لنا من فضلكم هذه الصفحة بخيرها وشرِّها وبكل تفاصيلها القائمة والقادمة في أسرع وقت ممكن. افرغوا منها سريعاً لأنها وفي نهاية الأمر لا توفر لبلادنا عصا موسى ولا مصباح علاء الدين.. دعونا نكسب وقتنا في العمل والإنتاج.
أغلقوها الآن بمن حضر، ولكن في أجواء معقولة لا معتقل فيها داخل السجن ولا (معتقلة)، فالحق حق والالتزام التزام، أقيموه حواراً على النية الحسنة وحواراً غير معاب في شيء، فمن يحضر مرحباً به ومن يرفض (كتّر خيرو)، فلن يزيد ولن ينقص ماء النيل بحضوره أو غيابه.
شوكة كرامة:
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي