عبد اللطيف البوني
يامسافرين بالسلامة
نيفاشا رغم انها وضعت خارطة طريق لكل السودان ويتمثل ذلك في دستور انتقالي وقسمة ثروة وسلطة جديدة(مازالت على الورق في معظمها ) الا انها – نيفاشا – كانت في عظمها ولحمها اتفاقية بين الشمال والجنوب فقد (فرزت حق) الجنوب وهيأته ليصبح دولة مستقلة (ربما قبل 2011م)، فالسؤال هنا وجود القادة الشماليين في رأس وفد الحركة في واشنطون هل يمكن ان يعيد النظر في ذلك الامر؟ نسأل هذا السؤال على اساس ان الشماليين في الحركة هم اكثر السودانيين حرصا على وحدة البلاد وهم مع ان يقدم الشمال كل ما يمكن ان يجعل الوحدة جاذبة للجنوبيين واذا انفصل الجنوب لا سمح الله ستكون كل سنوات نضالهم قد ضاعت هدرا وذهبت لنقيض الاهداف التي كانوا يعملون من اجلها وبالطبع كل السودان جنوب على شمال سوف يدفع ثمنا غاليا اذا حدث الانفصال.
الذي رشح لنا من مؤتمر واشنطون انه حتى اليوم (الاثنين ساعة كتابة هذا المقال) لم يتجاوز عقبة التعداد، فالحركة مصرة على رفض نتائجه والمؤتمر مصر على صحتها (خلاص الانتخابات الايرانية دي) ورشح كذلك ان اهم البنود التي سوف يخوض فيها المؤتمرون هي قضية ابيي وترسيم الحدود بين البلدين عفوا اقصد بين الشمال والجنوب وبالطبع ستكون هناك الانتخابات وقانون تقرير المصير ويقال ان نقاط الخلاف المراد بحثها اربعة عشر نقطة فان كان ذلك كذلك ستكون (ملمة) واشنطون مجرد ترميم لنيفاشا وبالتالي زيادة سرعة التوجه نحو الانفصال بعبارة اخرى اذا كانت نيفاشا قد وضعت الاساس للانفصال فان واشنطون سوف تكمل بقية (المداميك لغاية البيم) ليكتمل البناء في2011م.
اذا كان السيناريو اعلاه هو الذي سيحدث فلماذا ذهب الوطني وشماليو الحركة الى واشنطون؟ المؤتمر الوطني يتأبط فكرة تطبيع العلاقة مع امريكا وهذا يبدأ بازالة اسم السودان من لائحة الدول الداعمة للارهاب وانهاء المقاطعة الامريكية والمساعدة في حل قضية دارفور والتخلص من الجنائية وتصريحات غرايشن من ان مايحدث في دارفور ليس حرب ابادة وانها حرب بين دولة ومتمردين وليست موجهة لعرق معين هذه التصريحات تعتبر (جذرة) قدمت لوفد المؤتمر فهل سوف تعطي امريكا المزيد كي يعطي المؤتمر الحركة المزيد؟ اما السؤال لشماليي الحركة يظل قائما فهل ذهبوا للمساعدة في زيادة دوران عجلة الانفصال ام الحكاية فيها (حاجات تحت تحت) وياخبر بفلوس وباكر ببلاش، ورغم ذلك نستجدى مع الجابري (يامسافرين بالسلامة اشرحوا الحال لي اهلنا) والبلوم في فرعه غنى وذكرنا يا الحبان اهلنا.
صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22692) بتاريخ 23/6/2009)
aalbony@yahoo.com