الاسباني نادال ينتزع لقب ويمبلدون من السويسري فيدرر
في واحدة من اكثر المباريات النهائية اثارة ومتعة التي شهدتها ملاعب نادي عموم انجلترا تغلب نادال على توقف اللعب مرتين بسبب الامطار وانتفاضة فيدرر الرائعة لينهي سيطرة اللاعب السويسري كبطل لويمبلدون طوال الخمس سنوات الماضية ويفوز عليه 6-4 و6-4 و6-7 و6-7 و9-7 .
وفي الوقت الذي عادل نادال انجاز مواطنه مانويل سانتانا الذي فاز بلقب ويمبلدون عام 1966 تبددت احلام فيدرر في تخطي الرقم القياسي للسويدي بيورن بورج خلال عصر الاحتراف والفوز باللقب للمرة السادسة على التوالي بعد اربع ساعات و48 دقيقة من اللعب المثير الذي يحبس الانفاس.
وبدأت مسيرة نادال المظفرة نحو الفوز باول لقب له على الملاعب العشبية في ويمبلدون في الساعة 1336 بتوقيت جرينتش وانتهى قبل حلول الظلام بقليل الساعة 2016 بتوقيت جرينتش.
وسقط نادال (22 عاما) ارضا على ظهره من شدة الفرحة عندما سدد فيدرر ضربة امامية في الشبكة في النقطة الرابعة للفوز باللقاء للاعب الاسباني.
وبعد ان نهض من الارض تسلق نادال الذي اغرورقت عيناه بدموع الفرحة المدرجات ليعانق افراد اسرته وعددا من اصدقائه الذين لفوا العلم الاسباني باللونين الاحمر والاصفر حول كتفي اللاعب.
وفي اول مرة يفوز نادال بلقب ويمبلدون شق اللاعب طريقه بين كبائن المعلقين في الملعب الرئيسي ليصافح الامير فيليب والاميرة الاسبانية ليتيزيا ثم ذهب لتبادل التحية مع العديد من الجماهير في المدرجات.
وقال نادال للجماهير بعدما اصبح اول لاعب يحصل على لقبي ويمبلدون وفرنسا المفتوحة في نفس العام منذ ان حقق بورج هذا الانجاز في 1980 “من المستحيل ان اصف ما شعرت به في هذه اللحظة. الفوز ببطولتي المفضلة هو حلم.”
وبعد اربعة اسابيع من فوزه الساحق على فيدرر بثلاث مجموعات متتالية في نهائي فرنسا المفتوحة اظهر نادال ان ميزان القوى في عالم تنس الرجال بدأ في الميل ناحيته عندما انزل بمنافسه السويسري اول هزيمة له على الملاعب العشبية في ست سنوات.
وبالكاد تفهم فيدرر الذي بدا عليه الاحباط الشديد اول هزيمة له في احدى المباريات النهائية في البطولات الاربع الكبرى بعيدا عن هزائمه الثلاث في نهائي فرنسا المفتوحة.
وقال فيدرر الفائز بلقب 12 بطولة كبرى والذي كان يأمل في تقليص الفارق مع الامريكي بيت سامبراس صاحب الرقم القياسي في الفوز بالبطولات الكبرى برصيد 14 لقبا “انها كارثة ولا يمكن مقارنتها ببطولة فرنسا المفتوحة.”
وقبل اقل من شهر على اتمام عامه السابع والعشرين بددت هزيمة يوم الأحد امال فيدرر في معادلة الرقم القياسي لويليام رينشو في الفوز ببطولة ويمبلدون ست مرات متتالية خلال ثمانينات القرن التاسع عشر.
وبعد 27 عاما من تحطيم الامريكي الاعسر جون ماكنرو لامال بورج في الفوز باللقب ست مرات متتالية تبددت امال فيدرر على يد لاعب اعسر ايضا.
ودخل نادال نهائي ويمبلدون للعام الثالث على التوالي وهو يعلم ان الاحصاءات والتوقعات تقف ضده بوضوح.
ولم يفز اللاعب الاسباني سوى بلقب واحد طوال تاريخه على الملاعب العشبية مقابل عشرة القاب لفيدرر كما ان نادال حقق 30 انتصارا مقابل سبع هزائم على نفس الملاعب بينما فاز فيدرر في 81 مباراة وخسر 11 مرة فقط كما ان اللاعب السويسري لم يخسر في 65 مباراة متتالية على الملاعب العشبية.
ورغم ذلك كان نادال يعلم ايضا انه يستطيع تدمير خطة فيدرر في اللعب اذ انه خسر اربعة اشواط فقط في نهائي رولان جاروس قبل اربعة اسابيع امام منافسه السويسري.
ودخل نادال نهائي يوم الأحد مستمدا قوته من 23 انتصارا متتاليا وجعل منافسه السويسري صاحب الاداء الراقي يبدو كلاعب عادي عندما حسم المجموعة الاولى لصالحه وحول تأخره بنتيجة 4-1 ليفوز بالمجموعة الثانية ايضا.
وفي ظل معاناة فيدرر من الرياح القوية استمر نادال في تسديد الضربات بطريقة لولبية حادة واضعا اياها في اقصى جنبات الملعب دون اعطاء مساحة من الراحة لمنافسه طوال الوقت.
وبدا نادال متجها نحو الفوز والنتيجة تشير للتعادل 3-3 في المجموعة الثالثة عندما تأخر فيدرر بنتيجة 0-40 لكن اللاعب السويسري استغل وجود ضربة الارسال بحوزته للخروج من هذا المأزق الصعب.
وبعد التوقف الاول بسبب الامطار والذي استمر 81 دقيقة رد فيدرر بقوة في الشوط الفاصل من المجموعة الثالثة وانهاه لصالحه بنتيجة 7-5 بفضل ارسال ساحق.
وطفت غريزة البقاء عند فيدرر على السطح عندما كانت ضربة الارسال بحوزته والنتيجة تشير لتأخره 4-5 ثم 5-6 في المجموعة الرابعة قبل اللجوء للشوط الفاصل والذي اشعل حماس الجماهير في المدرجات بشكل كبير.
وتقدم نادال 5-2 في الشوط الفاصل وانتقلت ضربة الارسال الى حوزته لتلوح نهاية عصر فيدرر في الافق.
لكن اللاعب الاسباني اظهر توترا في الاعصاب في واحدة من المرات النادرة عندما ارتكب خطأ مزدوجا تبعه بتسديدة خاطئة أخرى.
وكان بامكان نادال حسم البطولة لصالحه عندما تقدم 7-6 لكن فيدرر ادرك التعادل.
واهدر اللاعب الاسباني فرصة أخرى للفوز باللقاء عندما كان متقدما 8-7 ليسدد ضربة امامية قوية لكن فيدرر رد بضربة خلفية رائعة بمحاذاة الخط الجانبي للملعب ليحرم نادال من انهاء المباراة مرة أخرى.
وبعدما شعر ان الامور تسير لصالحه حسم فيدرر المجموعة الرابعة لصالحه في النقطتين التاليتين.
وكان اللاعب السويسري على بعد نقطتين من الفوز باللقاء وهو متقدم 5-4 في المجموعة الخامسة والاخيرة لكن نادال حول الخطر بعيدا ثم كسر ارسال فيدرر بعد خمسة اشواط واتجه نحو الفوز الاسطوري بعد اطول نهائي في فردي الرجال ببطولة ويمبلدون.[/ALIGN]