وإتفرج يا ســـلام

عزيزي القارئ لابد لأنك تعلم بما يسمي بالسكن العشوائي وهو أن يقوم احدهم بتسوير مكان في أطراف المدينه ويبني عليه عشوائيا وبوضع اليد (كم أوضه) تأوية وإذا تيسرت له الأمور اكمله منزلاً بكافة المرافق .. ولكن هل نما إلى علمك أن يقوم احدهم بإعلان دولة (عشوائية) عن طريق وضع اليد على مساحة طرفية لإحدي البلدان تبلغ 800 ميل مربع ؟

هذا ما فعله الخواجة الأمريكي (جيرميا هيتون) في الخبر الذي اوردته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية مؤخراً والقصة كما تقول الصحيفة أن (الخواجة) كان يلعب مع ابنته الصغيرة (أيميلي) ذات الستة اعوام في منزلهما بولاية فيرجينيا في الشتاء الماضي ، قامت الشافعة قالت ليهو (بالأنجليزي طبعن) :
يا بوي أنا ممكن أكون أميرة حقيقية ؟
(فأجابها) بالحيل .. تبقي اميرة ونص وعشرة واعمل ليكي مملكة كمان
وكمن يريد أن يبني منزلا عشوائيا على أطراف المدن أخذ الخواجة يبحث في اطراف (الدول) ذات الحدود (الهاملة) حتي يقوم بتحقيق حلم إبنته ، وبعد بحث و(قوقلة شديدة) مستخدماً الإنترنت وجد الخواجة (جيرميا هيتون) ضالته في منطقة (بير طويل) وهي منطقة (سودانية) مساحتها ٢٬٠٦٠ كم² (أكبر من البحرين وسنغافورة معاً ) تقع على الحدود السودانية المصرية !
وطوالي قوم يا الخواجة صمم (علمك) وهو علم أزرق اللون يحمل أربع نجمات (ذهبية) وتاجاً وتلالاً صخرية وأحجز (للشافعة) وأمها واخوانا التلاتة وسافر (مصر) .
في يونيو الماضي حصل هيتون (في القاهرة) على موافقة من الحكومة المصرية للسفر عبر البلاد إلى منطقة بئر طويل ومن هناك بالعربات أقطع ليك 800 ميل في 14ساعة لحدت ما دخلوا (بئر طويل) حيث قام الخواجه بإختيار اعلي مكان وغرس فيه علم مملكته التي اسماها (مملكة شمال السودان) منصباً نفسه ملكاً عليها ومعلنا انها باتت مملكة خاصة به وبابنته الاميرة حيث حظيت القصة بتغطية واسعة من وسائل الاعلام الامريكية والعالمية!
وبعد هذا التنصيب عاد الخواجة إلى مسقط رأسه وقام بتجهيز تاجًا لطفلته ايميلي وأمرها بان تبقيه على رأسها طوال اليوم كما صمم لها سريرًا على شكل قلعة ملكية جميلة قائلا لوكالات الأنباء : ( بمساعدة كاملة من الحكومة المصرية، سافرت لمدة 14 ساعة مخترقا الصحراء المفتوحة إلى أن وصلت إلى بئر طويل وهناك زرعت علما صممه أطفالي وأعلنت ملكيتي لهذه الأرض وبناء على ذلك، فإني أعلن أن هذه المنطقة منذ السادس عشر من يونيو من عام 2014 ستسمى مملكة شمال السودان, المملكة ستكون ملكية ذات سيادة، وسأكون أنا رأس الدولة، وإميلي ابنتي ستكون أميرة حقيقية. ولذلك أطالبكم عندما ترون إميلي أن تخاطبوها بالاسم الرسمي الأميرة إميلي) !!
وبعد عودته لبلده وإعلانه لدولته طفق أصدقائه ومعارفه يسالونه (نظام شمارات) :
بالله هسه مافي زول إتعرض ليك وللا سألك قال ليك أوراقك وينا؟
نصيحيت ليك لو عاوز تبني حقو تبني بالطوب الإسمو (النجده) عشان كبير وبسرعة تخلص وما يجو يكسروها ليك
يا مستر (هيتون) الناس العشوائي ده بيشيلوا ليهم خمسمية متر ألف متر إنتا تشيل ليك 800 ميل مربع لا شك إنك تبالغ
يا مستر هيتون والله دي مافي زول (خواجة طبعن) عملا .. بالله لو لقيت ليك (قطعه فاضية) ذيها كده كلمنا !!
لم يلتفت مستر (هيتون) إلى حديث اصدقائه المغرض لأنه يعلم انهم (حاسدين) ساي ، فلا أحد منهم يستطيع أن يجد مثل هذه الفرصة (العجيبة) فيقوم بإنشاء (مملكة عشوائية) والظاهر كمان إنو عارف إستحالة (إزالة) السلطات السودانية لمباني هذه المملكة لعلمة بان السلطات (يا دوووبك) تستطيع أن تقوم بإزالة بعض (الكرتون) العشوائي باطراف الخرطوم !
ولك ان تعلم عزيزي القارئ أن (الملك هيتون) كما جاء في بعض الصحف الأوروبية يعتزم توجيه طلب إلى الاتحاد الإفريقي للإعتراف به وبمملكته (العشوائية) ومن ثم (طبعن) الأمم المتحدة ، ولم ينس (الملك هيتون) أن يصرح في إحدي إفاداته بانه مشغول هذه الايام بتصميم (عملة) للمملكة وأن بعض اصدقائه (الموسيقيين) في طريقهم للإنتهاء من تأليف (السلام الجمهوري)