دلو الرماد الكال حماد !!
تتداول المواقع الاسفيرية مقطع فيديو لاحد شباب المطربين يقوم فيه بسكب جردل من ماء الثلج ثم يتوحوح وينطط قبل ان يأمر من يقوم بتوثيق الحادثة بأن يكف عن التصوير ..!!
حسنا يا جماعة، على قولة حبوباتنا اللواتي كن يمتعضن من حركات جيلنا ويقلن متزمرات (الله يحضرنا زمنكم) بينما لحبوبات اخر حكمة بليغة تقول (الما بتعرف ليه ولا حرجا علي) .. وبما أن مطربنا الشاب قد قام بلفح الحركة دون ان (يعرف ليه) فلم يعلن عن تبرعه بـ التكتح ولم يحدد السبب الذي دفعه للقيام بـ الحركة اياها فنتولى عنه باذن الله شرح القصة وما فيها ثم نعقب بوجهة نظر شخصنا الضعيف ليهتدي بها من تراوده نفسه بمحاكاة مطربنا (المتبرد الثلجي) ..
يعرف موقع ويركبيديا تحدي وعاء الماء المثلج (Ice Bucket Challenge) بأنه تحدي يقوم المتحدي فيه بتصوير فيديو له وهو بسكب وعاء من الماء المثلج فوق رأسه ويتبرع بـ 100 دولار لصالح حملة تهدف إلى نشر الوعي حول (مرض التصلب العضلي الجانبي ) وجمع التبرعات لمكافحته. وتهدف المبادرة إلى جمع أموال والتوعية حول المرض الذي يصيب الجهاز العصبي بالضمور، ويسبب نسبة وفيات عالية بين مصابيه، وانضمت العديد من الشخصيات العامة للتحدي، وللعبة قواعد ولست (طلقيبة) فالتحدي يعتمد على أن كل شخص يقع عليه الاختيار، يجب أن ينفذ التحدي، أو يدفع مائة دولار / يورو لمؤسسة علاج التصلب العضلي الجانبي، ويقوم باختيار شخصيات عامة أخرى للقيام بالفعل نفسه، وهو التحدي الذي نال استحسان الكثيرين حول العالم، إذ يقومون بالتبرع وتنفيذ التحدي في الوقت ذاته ..
المهم ان تلك الحركة حسب متابعتي للامر على قناة الـ بي بي سي قد ابتكرتها اسرة لاعب شهير اصيب بالمرض فارادوا ان ينتبه العالم للمرض ومعاناة من يصابون به خاصة لو لم يكن وضعهم المادي يتيح لهم الحصول على الرعاية والعلاج باهظ التكلفة ..
المضحك وشر البلية ما يضحك ان مشاهير العالم العربي المغرمين بالتقليد الاعمى للغرب تلغفوا الحكاية وصاروا يتبارون على الجلبقة بموية التلج حتى ان الإعلامية الأردنية علا الفارس انتقدت لاحد وسائل الاعلام إنتشار ما يسمى بتحدي دلو الثلج بين المشاهير، وقالت إن (البعض يفعل ذلك لمجرد التقليد بدون تفكير، هذا بالإضافة إلى أنها تسبب أضرارا صحية، كما وصفت مزج البعض بين اللعب والجد في هذا الأمر، بالشيء المقزز) !!
حسنا تاني يا جماعة (تقزز) دا كلام (علا) ما كلامي وليس ناقل التقزز بالضرورة متقزز .. المهم أن انتشار الحركة صار ظاهرة جديرة بالدراسة فقد ابتكر بعض الغزاويين حركة (دلو الركام) أو (دلو التراب) الذي يسكبونه على رؤوسهم تضامنا مع غزة ولفتا لانظار العالم للدمار والخراب الذي حاق بها .. ثم هبت نسمة داعشية من نواحي العراق حين نزل فيديو قام فيه شخص ملثم يرتدي ملابس سوداء، وخلفه علم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف باسم داعش، وهو يسكب دلوا ملئ بالدم المثلج على رأسه !! أها عاد نبقى لي جنس دا .. جابت ليها دم !!
حسنا تالتة واخيرة يا جماعة بما ان ذلك الامر قد صار كذلك وسكاكين ودمي فـ شنو ؟
ما دام لابد من التقليد فليكن تقليدا غير اعمى مثلا أن يستغل مطربنا (المثلج) الحركة المنتشرة لعكس واقعنا البئيس أو ان يلفت بها الانظار لسلبيات في حياتنا كأن يلقى على رأسه جردل من المياه الراكدة المتعفنة من اقرب خور لم يصرّف مياهه منذ مطرة عاما اول ديييك ..
على الاقل يكفينا ان يلفت جماعة حملات اصحاح البيئة التي نسمع عنها في القنوات الفضائية ولا نراها رأي العين .. أو كان يمكنه ان يقف على انقاض احدى المدارس التي انهارت في ذات المطيرة ويلقي على أم رأسه جردلا مليئا بـ دراب وطوب بقايا الفصول المتكايتة ارضا !! برضو كانت تكون كنديكة بارعة لكن نقول شنو .. كان اختار ان يقلد قشرة قرهوفة التلج دون لبها واعتبر الموضوع مجرد تحدي لاصحابه ان كان في استطاعتهم الانجراف وراءه، غايتو ان فعلوها وتبارو على الدياكة فحينها علينا جميعا ان نوثق لانفسنا ونحن نهيل على رؤوسنا جرادل من الرماد لان .. الرماد كال حماد
مخرج:
روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه) …
[/JUSTIFY]
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]
الأستاذة منى بارك الله فيك وأنت دائما نقدك بناء وأكثر الله من أمثالك وهذا هو التقليد الأعمى والجهل وهو للشهرة فقط.