أسكوتلندا في قطر
أكتب هذه المقالة يوم الجمعة 29 أغسطس ودرجة الحرارة في دبي ساعة كتابتي لهذه الأسطر 48.5 درجة مئوية..
وقد يكون مؤشر الحرارة في سيارتي غير مؤهل لقياس الحرارة ولكنني شخصيا لم أستطع التنفس بعد خروجي من صلاة الجمعة ولا حتى يوم الخميس وهو اليوم الذي شهد مواجهات العربي والغرافة والأهلي وقطر والوكرة والشمال في دوري نجوم قطر.. وللأمانة فإن مباراة الأربعة أهداف بين العربي والغرافة كانت مهزلة تحكيمية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وحتى بعض قرارات مباراة الأهلي وقطر والمشكلة أن الأمور ليست مسائل تقديرية تقع لمعظم حكام العالم ولكنها أمور واضحة وضوح الشمس إن لم تكن كذلك للحكم الرئيسي فللحكام الآخرين الذين يتابعون المباراة معه.. ولكني والله أعلم أعتقد أن وجود حكم إسكوتلندي مثلا مثل كريج تومسون في منطقة مثل الخليج العربي وممارسته التحكيم بشكل وظيفي وسط أجواء حارة قد يكون أحد عوامل فقدان التركيز مهما حاول هذا الحكم أو غيره من القارة الأوروبية الادعاء بالتأقلم مع الأجواء الحارة في منطقتنا أما إن كان الحكام أساسا بهذه السوية الضعيفة من الأداء فعندها نقول إن المصيبة أعظم، ففي مباراة واحدة شاهدنا ضربة جزاء تحتسب خارج المنطقة وشاهدنا طردا غير مستحق وبالتالي تغييرا للنتيجة وهو ما أخرج مدرب العربي دان باتريسكو عن طوره وأعتقد أن الرجل معه حق فالغرافة فريق كبير وعريق ولديه نجوم على أعلى مستوى ولا يحتاج للفوز أو التعادل بصافرات تحكيمية عشوائية وأقول عشوائية لأنني أجزم أنها ليست مقصودة ولكن من عاش في إسكوتلندا وعرف طبيعة طقسها وأنا عشت سنوات في بريطانيا وأعرف الأجواء الأسكوتلندية وهي أقسى بكثير من أجواء لندن وأكثر برودة هذا عداك على أن التحكيم الأوروبي ليس هو القدوة الحسنة للتحكيم العالمي وشاهدنا الفضائح التي يتم التهكم عليها ليل نهار في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى صفحات الجرائد، لهذا أتساءل لماذا لا يتم استقدام حكام عرب وخليجيين محايدين لا علاقة لهم لا بهذا الفريق ولا بذاك فهم على الأقل يعرفون أجواءنا إن لم نتحدث عن فهمهم لطبيعتنا ويتحدثون لغتنا وبنفس الوقت تكون المنفعة متبادلة فهم يُفيدون ويستفيدون وقد تكون الاستفادة القطرية أكبر إذا كان الحكم جزائريا أو مغربيا أو أردنيا أو تونسيا فعندها على الأقل ستهتم وسائل إعلام بلد هذا الحكم بما يفعله في قطر وتُلقي بعض الضوء على الدوري ونجومه ونتائجه، ولا أعتقد أن الحكم العربي أسوأ من نظيره الأوروبي فجودة الساعات السويسرية لا تعني أن حكام كرة القدم فيها هم بنفس الدقة والجودة.
[/JUSTIFY]