مرشحو الرئاسة “الثلاثة”.. !
أعجبني في صحافة الأمس التناول العلني والصريح لموضوع الرئاسة … ومن الشباب قبل الشيوخ … تصريحات الوزير ياسر يوسف حول ضرورة وجود خمسة ترشيحات للمؤتمر الوطني لمنصب الرئيس وهنالك أيضا عمود للزميل الأستاذ الهندي عرض فيه رأيه بوضوح وبمحاججة قوية حول ضرورة ترشيح البروف غندور للرئاسة.
انحصار الخيارات في “الرئيس والفريق والبروف” سببه أن الفريق رأس الجهاز التنفيذي والبروف رأس الجهاز الحزبي وعادة عندما يدلف أي حزب نحو إنتخابات بفارق أيام معدود فإنه يقدم أحد الرأسين أو يبقى على الرأس الحالي … هذا بمنظور منطقي عملي ما لم تحدث هبّة في النقاش الجماعي تطيح بالترتيب المنطقي … أنا شخصيا ضد “الهبّات” و”المغامرات”!
من فوائد ترشيح الرئيس البشير هو استمرار عملية الحوار والتحول الديموقراطي بغير (فاصل) وليس مستحيلا أن يتنحى الرئيس بعد عام أو عامين معلنا بذلك انتخابات مبكرة يلحق بها من لم يلحق في انتخابات 2015 ويحقق الرئيس رغبته في التنحي بعد أن يكون قد ساهم في ترتيب الأوضاع … وهاهنا قفشة خفيفة جادت بها إحدى حبوباتي الرباطاب من الاتحاديين عندما ذهبت وصوتت للبشير في الانتخابات الأولى السابقة لنيفاشا بالرغم من أن مولانا كان في المعارضة حينها … قالت: آي بصوت للبشير … يحكم وما يفوت … العجين العجنو دا يقعد يعوسو فايتو ماش وين؟!
هذه الطرفة الشعبية “الرباطابية المسيخة” اقتبسها للتأكيد على فائدة كبرى باستمرار البشير as a leader and care taker للحوار والتحول الديموقراطي والمائدة المستديرة وتحسن العلاقة مع الجنوب والقضايا العالقة والدوحة والمنطقتين الخ … وبعدها يكون المؤتمر وبقية الأحزاب اتفقت على خارطة طريقة كبرى واستراتيجية بعد أن يقضيا الشوط الأول (بمن حضر).
من فوائد ترشيح البروف أن الأشد تطمينا للأحزاب والقوى الحديثة و”الأحرار” من المجتمع الدولي والنخب وجود مرشح مدني. أيضا ربما تشبه هذه الخطوة … ما حدث في دولة مجاورة وهي إثيوبيا عندما انتقلت السلطة بسلاسة ودون أي إشكالات من الراحل ملس زيناوي إلى هايلي مريم ديسالين وكانت كل التوقعات متشائمة للغاية ولكن اتضح أن المؤسسات الحزبية هي من تدير الحزب وليس الأفراد من جيل المقاتلين والحرس القديم!
من فوائد ترشيح الفريق بكري أن الناس يريدون “ود بلد” ممسوح النتوئات الآيدلوجية والتضاريس الحزبية تتجلى فيه المؤسسة العسكرية القومية ويقف على مسافة واحدة من الجميع بما في ذلك الحركة الإسلامية نفسها (بالرغم من أنه يشغل موقع نائب الأمين العام) إلا أن الفريق بكري لا تظهر فيه إلا ملامح قيادي سياسي وعسكري ينتمي للتراب السوداني فقط لا غير.
ختاما أنا مع الخيار الأول ليس من باب “كسير التلج” والعياذ بالله ولكن من منطلق براغماتي عملي واقعي … ولوجود فرصة للإعداد لانتقال سلس ومدروس وفق انتخابات مبكرة دستورية ومشروعة ومجمع عليه… والله أعلم!
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني