مصطفى الآغا

أنا سبب المجاعة والفقر؟

[JUSTIFY]
أنا سبب المجاعة والفقر؟

الموضوع كان وسيبقى جدليا طالما أن أمورا بديهية في حياة الآخرين هي ليست كذلك في محيطنا العربي، فحتى إلقاء التحية قد يكون جدليا لدى البعض.. هذا البعض الذي أوصلنا لما نحن فيه حاليا من تخلف وجهل وتعصب وطائفية وحروب عربية- عربية، وقتل على الهوية فقط لأن «البعض» لا يتقبل الآخر ولا يتقبل فكر الآخر، ولا يتقبل ربما حتى وجود «آخر».
من الطبيعي أن يكون هناك أمراض ومشاكل في هذا الكون، ومن الطبيعي أن يتم إلقاء الضوء عليها ومحاولة حلها وحتى استئصال جذورها، ومن غير الطبيعي أن تكون كل طرق ووسائل المعالجة «موحدة» مثل اللباس المدرسي.
ومن الطبيعي أكثر أن يكون هناك ظواهر تنتشر حول العالم بدءا بالموضة واللبس وانتهاء بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي استخدمتها أشد المنظمات الإرهابية تطرفا في العالم..
وكما انتشرت موضات مثل «السليفي» التي استخدمها رئيس أقوى دولة في العالم، وحتى أصغر رجل فيها انتشرت موجة تحدي الثلج التي انطلقت لغايات إنسانية بحتة، وقام بها ثلاثة أرباع مشاهير وسياسيي ومثقفي ورياضيي ونجوم العالم، وعندما قمت بها شخصيا على الهواء في برنامج «صدى الملاعب»، وتحديت النجوم نبيل شعيل وطارق العلي وسامي الجابر وقصي خولي وعلي جابر، وجدت هجمة عنيفة من هذا البعض بحجة الحرص على «ليترين موية سكبتهم على نفسي»، ولن أرد على هؤلاء بأفضل مما ردت سيدة الأعمال الإماراتية خلود المالح عبر موقعها على «إنستغرام»، حين قالت بالحرف وباللهجة المحلية «أنا أبي أفهم الناس اللي على طول دخّلت أفريقيا والصومال ورواندا والمجاعات والجفاف بالنص.. شو السالفة؟ كل الدول فيها ألعاب مائية وأحواض عملاقة تارسة الفنادق والفلل، والماي اللي يستخدمه الفرد في السباحة أكثر من تحدي الثلج بمليون مرة.. فليش التفلسف؟
مب لازم تنتقدون كل موضوع وكل حركة وكل أمر، وإذا الموضوع هيك فلازم نتكلم عن الكهرباء، وفي ناس قاعدة بخيم في فلسطين وسوريا وغيرها، ولازم نسكر المكيفات لأنه هناك ناس جالسين في الحر، ونفس الكلام ينطبق على أفريقيا، فلازم ما نروح المستشفيات لأن هناك أشخاص في الصومال ورواندا مو محصلين قيمة الدواء..
ومب لازم نشتري ماركات لأنه في ناس مش لاقيه تاكل، وعيب نكشخ بماركة وغيرنا مو محصل غطاء يتغطى فيه، وعيب نبني بيوت وعمارات وفنادق لأنه غيرنا عريان وساكن بالشارع..
ومب لازم نسافر ونستانس لأنه في ناس مش قادرة وما عندهم مطارات ولا سيارات ولا حتى دابة يركبون عليها.. ومب لازم نشتري موبايلات وجوالات ثمن الواحد فيها قريب الألف دولار ولازم ندفع هالفلوس لأفريقيا..
ومب لازم أساسا نعيش لأنو في غيرنا عم بيموت كل يوم ألف موتة»..
وختمت هذه السيدة كلامها بعبارة طريفة قالت فيها «بسكم انتقاد عالفاضي، ولو ما كان الثلج متثلّج كنت سويت التحدي.. بس أنا مب كفو».
وسلامتكم..

[/JUSTIFY]
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]