رفع الدعم.. وحرق الدم
كلما اقترب موعد حقننا بهذه الحقنة القاتلة المسماة رفع الدعم يخرج علينا (منظراتية) ما يسمى بالبرنامج الخماسي ليقنعوا الرأي العام بأن توقف نبض القلب هو إحدى مراحل العلاج..!!
لقد احترق الدم وتيبست العروق و(اتسلت روحنا) ونحن نواجه بنخبة من الاقتصاديين الفاشلين ابتلى الله بهم الشعب السوداني لحكمة يعلمها هو، ونعم بالله.
هل البرنامج الخماسي الذي يتحدث عنه هؤلاء ينحصر فقط في عملية رفع الدعم..؟ إننا لم نسمع بسيرة هذا البرنامج ولا بأي مقدمات موضوعية للاتجاه نحوه بشكل عملي منذ قرارات رفع الدعم العام الماضي إلا هذه الأيام، حين بدأت وزارة المالية في عملية (سن سكاكينها) لتنفيذ المرحلة الجديدة من رفع الدعم عن الطاقة في الأيام القادمة.
يقولون إن البرنامج الخماسي للدولة والذي من المقرر أن ينتهي في ٢٠١٩، يقولون إنه يهدف إلى إحداث التنمية المتوازنة وإعادة توزيع مشاريع التنمية بين الولايات وتوزيع الدخل القومي بعدالة بين المواطنين..!!
قولوا لنا وبكل صدق: هل لهذه الأهداف التي يتحدث عنها البرنامج أي إشارات أو بشارات توحي بإمكانية تحقيقها على أرض الواقع.. خلال خمس سنوات أو حتى خمسين سنة في ظل هذه الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد..؟!!
أليس رفع الدعم هو إحدى المراحل الأولية لهذا البرنامج الخماسي من ١٥ ٢٠١٩؟.. ما هي نتائج مراحله السابقة حتى الآن؟..
إن الحقيقة البدهية المعروفة هي أن أي مريض حين يشرع في تناول العقاقير التي من المفترض أنها ستعالجه تظهر عليه على الأقل علامات التعافي حتى يتأكد أنه فعلا تناول العقار الصحيح، لكن عقاقير رفع الدعم التي تصر الحكومة على تجريعنا لها لم تحدث أي إشارة أو بشارة تجعلنا نتفاءل بنجاح هذا البرنامج ودونكم آخر تقارير مصلحة الإحصاء، يقول التقرير:
(إن معدل التضخم السنوي في السودان واصل في الارتفاع، ووصل إلى 46.8% في يوليو، مقارنة بـ 45.3% في يونيو و42% لشهر مايو).
ليس التضخم فقط بل نكاد نكون موعودين بالتورم والتمزق العضلي وتحلل الجسم والبدن بعد تنفيذ قرارات رفع ما تبقى من الدعم في الأيام القادمة.
ووزير المالية يقول: “إن هذه المرحلة تركز على احتواء التضخم وجذب الاستثمارات الخارجية والوطنية واستقرار سعر الصرف”..
حذرناكم العام الماضي، حذرتكم الصحافة ولم تتوفر عندكم فضيلة الاستماع لصوتها وحدث ما حدث.. والآن نقول لكم إن الوضع الآن لا يحتمل، حقاً لا يحتمل.. ولا أزيد.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي